بعد عملية تأميم الحكومة الاميركية اكبر شركتين (فريدي ماك وفاني ماي) للقروض العقارية في العالم بكلفة 200 مليار دولار، تواصلت الاخبار والارقام السيئة الواردة من الولايات المتحدة واسواقها العقارية التي ادت ازمة الرهون العقارية العالية المخاطر فيها في اغسطس (آب) العام الماضي الى ازمة الائتمان الدولية. واكدت الارقام الاخيرة التي نشرتها مؤسسة «ريالتي تراك» (متخصصة في الإحصاءات الخاصة بالمصادرات وحالات افلاس اصحاب المنازل) في ولاية كاليفورنيا، ان معدل المصادرات العقارية وصل الى اعلى حد له منذ ثلاث سنوات أي منذ بداية عام 2005. ولهذا يتوقع الكثير من الخبراء ان تواصل اسعار العقارات تراجعها بشكل عام، ويتوقع ان تكون النسبة 10 في المائة قبل نهاية العام. وتشير ارقام «تراك» ان عدد المصادرات تضاعف عما كان عليه العام الماضي وارتفع عدد المزادات بنسبة 7 في المائة. ووصل عدد العقارات التي صادرتها البنوك واستعادتها لعجز اصحابها الوفاء بالتزاماتها المالية الشهرية في اغسطس هذا العام اكثر من 416 عقارا. ويبدو ان عدد المصادرات في ولاية نيفادا هو الاسوأ منذ اكثر من عشرين شهرا بين جميع الولايات المتحدة (عقار من اصل 91 عقارا). يلي نيفادا ولاية كاليفورنيا التي وصلت النسبة فيها عقارا من كل 130 عقارا، ثم ولاية اريزونا في الجنوب بما لا يقل عن عقار لكل 182 عقارا، ثم ولايات فلوريدا وميتشيغن وجورجيا واوهايو وكولورادو وانديان. ويقول مؤشر «اس اند بي -كيس شيلير»، ان سوق العقار الذي يعاني من اسوأ تراجع له منذ الثلاثينات من القرن الماضي، إذ ان اسعار العقارات في اكثر من 20 مدينة رئيسية تراجع بما لا يقل عن 16 في المائة في يونيو (حزيران) الماضي عما كان عليه في نفس الشهر من العام الماضي. وهناك ما لا يقل عن 4 ملايين عقار او منزل شاغر في الولايات المتحدة حسب ما تؤكد المؤسسات الحكومية المعنية وهو اعلى رقم تعرفه الولايات المتحدة منذ العام 1982.