ماربيا الإسبانية تصلح صورتها من جديد

أصحاب الملايين من روسيا والشرق الأوسط يسعون إلى شراء أفضل العقارات

TT

كريستينا سزيكيلي هي أقرب شخص تحتاج إليه ماربيا من أجل اسم كبير في مجال العقارات. فبعد 30 عاماً من شراء المنازل وبيعها في كوستا دل سول، تسخر سزيكيلي من التقارير التي تذكر أن سوق العقارات في المدينة تعاني من أزمة.

وفي هذا الإطار أشارت سزيكيلي المجرية الأصل، أثناء القيادة ببطء أمام مجمع بورتو بانوس التجاري المواجه للحوض السفن، إلى محلات المصممين: جوتشي، فيندي، وهوغو بوس، وفيرساتشي، وأرماني. وقالت سزيكيلي التي تملك امتياز ساوشباي للعقارات: «لقد بحثوا في الأمر، ويعرفون ماذا سيحدث».

ولكن تعترف سزيكيلي أن ماربيا، على الأقل، تعاني صورتها من مشكلة خطيرة. كانت في الماضي تعرف على أنها رمز لكوستا دل سول الرائع، حيث يمكنك رؤية بيرس بروسنان أو خوليو أغلاسيوس في المقهى المحلي، أما الآن، فقد أصبحت المدينة وكأنها صورة مصغرة لجميع أوجه السوء في الانتعاش العقاري في إسبانيا.

لقد دفعت مجموعة من فضائح الفساد المتعلق بالتنمية بالعمدة السابق خوليان مونوز والعديد من شركائه إلى السجن. وبنيت آلاف المنازل بطريقة غير قانونية على أراض خاضعة للحماية، وتواجه هذه البيوت الآن إمكانية الهدم، ومن بينها فيلا مواجهة للساحل يملكها أنطونيو بانديراس.

أعلن مجلس ماربيا أخيرا عن خطط لبذل جهود في مجالي العلاقات العامة والتسويق تستمر لعدة أعوام، من أجل إصلاح صورة المدينة. ويتضمن المشروع 2.4 مليون يورو، أو حوالي 3.6 مليون دولار، من أجل الحملة الإعلامية التي تروج للمدينة وتواجه الصحافة السلبية، كما ورد في تقارير إخبارية.

ولكن سيتطلب الأمر أكثر من عدة إعلانات وأخبار مبهجة لمساعدة سوق العقارات في ماربيا. فعلى أية حال، تشهد الأسعار بطول كوستا دل سول هبوطا مما يؤدي إلى تباطؤ واسع النطاق في البلاد.

وبينما من الصعب الحصول على بيانات عقارية دقيقة في إسبانيا، إلا أن خبراء الصناعة في ماربيا يقولون إنه من المعتاد رؤية المنازل تباع بأسعار تقل بنسبة من 25 إلى 30 في المائة عن العام الماضي. قال فريدرك مانغينت أحد الشركاء في مكتب وكالة نايت فرانك العقارية في مدريد: «إن ذلك يؤثر على إسبانيا بأسرها، ولكن ربما يكون الأمر أكثر صعوبة في الجنوب، حيث يجري بناء منازل ثانية ومنازل للسائحين».

ويقول الخبراء إن هناك هبوطاً حاداً في الطلب على الشقق والفيلات التي تتراوح أسعارها ما بين 300.000 يورو إلى 600.000 يورو، وقد توقفت مبيعات العقارات ما قبل البناء.

يقول إيغناسيو أوسلي المدير الإقليمي لشركة تايلور وودرو العقارية إنه منذ عشرة أعوام في لوس أركيروس وكانتري كلوب، تم بيع 1.400 وحدة واقعة في الوادي الهادئ الذي يبعد قليلا عن الساحل، بأسعار تتراوح ما بين 240.000 إلى 400.000 يورو. وبيع منها 95 وحدة عام 2006، و40 وحدة عام 2007، ومن المحتمل أن يستمر العدد في الهبوط عام 2008.

وأضاف أوسلي: «الأشخاص الذين يشترون الآن يريدون أن يعيشوا هنا، إنهم ليسوا مستثمرين. لقد حدث تغيرا جذريا».

وبينما تكافح بعض المشروعات، يقول الوكلاء إن المنازل الفاخرة المطلة على البحر ما زالت تجذب المشترين، بغض النظر عن بقية السوق. ربما يقل عدد المستثمرين البريطانيين، الذي كانوا دعامة السوق الأساسية، ولكن ما زال أصحاب الملايين من روسيا والشرق الأوسط يسعون إلى شراء أفضل العقارات.

وقالت جوليا سيرانو ريتورتو مديرة المبيعات السكنية في مكتب شركة كشمان واكفيلد العقارية الإسبانية: «ما زالت أفضل الأماكن تحقق مبيعات، فمن الواضح أن هناك طلبا عليها».

يقول كريستوفر كلوفر، مالك بانوراما التي تعلن أنها «أقدم وكالة عقارات تأسست في ماربيا»، إنه بطول «غولدن مايل»، وهو شريط ساحلي في ماربيا تقدر أسعار العقارات فيه روتينيا بأكثر من 10 ملايين يورو، ما زالت هناك منازل تحقق مبيعات.

ويضيف كلوفر: «السوق على الساحل ليس متصلا تماما بالسوق في إسبانيا عامة. فنحن هنا نمثل سوقا عالمية».

ولكن يقول الوكلاء إن سوق ماربيا للعقارات الفاخرة يتأثر بالسوق المتداعي، فتظل العقارات معروضة للبيع لمدة أطول، ويزيد تردد المشترين في دفع أعلى سعر.

عرض جون وجيل بروم عقارهما الأنيق المصمم على طراز حديث ومساحته 2.000 متر مربع (21.530 قدم مربعة)، الموجود في مجمع له بوابة خاصة يسمى لا زاغليتا، عام 2007 للبيع بسعر 13.5 مليون يورو. وبعد عام، ما زال المنزل معروضا للبيع، لأنهما رفضا أن يقللا من سعرهما.

قال جيم بروم: «نحن نريد ما نريده. ما يحدث في السوق البطيئة هو أن الأشخاص يقدمون عروضا لم يكونوا ليفعلونها في السوق المنتعشة».

ولكن آل بروم ليسا على عجل من أمر البيع، وقد اشتريا قطعتي أرض تحت الإنشاء، بهما حراسة أمنية، ومهبط للطائرات الهليوكوبتر وملعبا غولف. قال بروم: «إنها منطقة رائعة ونحن نؤمن بها».

يجد أعضاء مجتمع العقارات المحلي أسبابا للتفاؤل. فبعيدا عن حملة التسويق، تتحرك الحكومة من أجل الموافقة على خطة بناء مفصلة للمدينة. ومن المتوقع أن تنتهي هذه الخطة العامة التي يتزعمها العمدة الجديد صاحب الشعبية أنغيليس مونوز بنهاية هذا العام. ولكن ما زال غير واضح كيف ستتعامل المدينة مع المنازل التي أعلن أنها غير قانونية. يدعو أحد الاقتراحات المثيرة للجدل الملاك إلى أن يسددوا غرامة لحماية منازلهم. ويدعو اقتراح آخر إلى إصدار عفو شامل عن آلاف من العقارات.

ولكن بعيدا عن قضايا التخطيط، يقول سكان المدينة إن سحر الجو والساحل الرائع في ماربيا لم يتغير. ربما تكون المدينة أكثر ازدحاما، وأغلى ثمنا، ولكن ما زالت العديد من المناطق في ماربيا يسودها الشعور بالمدينة الساحلية التي كانت تشتهر بجذب «لاعبي الغولف، والمتقاعدين، والأرواح الجريحة».

يقول كلوفر: «ستكون هناك دائما سوق في ماربيا، ما دمنا نتحد في أعمالنا».

* خدمة «نيويورك تايمز»