السعودية: العيد يقفز بأسعار عقارات الاستراحات والشاليهات 100%

إشغال كامل على مدى 4 أيام.. وتوقعات باستمرار الطلب لموسم الأعراس

يروج المنتج العقاري للاستراحات بشكل خاص في المدن الداخلية التي لا تطل على مياه الخليج العربي أو البحر الأحمر («الشرق الأوسط»)
TT

زاد في السعودية حجم الإقبال على الشاليهات والاستراحات خلال الفترة الماضية، مع حلول أول أيام عيد الفطر المبارك، على الرغم من ارتفاع إيجارات تلك المواقع الترفيهية بنسبة وصلت إلى 100 في المائة، في الوقت الذي تقلصت فيه عمليات تشغيل الشقق المفروشة، حيث شهد سوق الشقق المفروشة ركوداً سيطر على عمليات التأجير منذ سبتمبر (أيلول) الماضي. الاستراحات وهي المنتج العقاري الذي في الغالب يتكون من حديقة كبيرة مع غرف وصالات واسعة تستخدم للمناسبات او لقضاء العائلات عطلة نهاية الاسبوع فيه، وتروج منتجات الاستراحات في المدن الداخلية والتي لا تطل على مياه الخليج العربي او البحر الاحمر، في حين تكثر الشاليهات وهي المنتج العقاري الذي يحتوي على غرف ومبانٍ مطلة على مياه البحر، والذي يوجد بكثرة في جدة غرب السعودية، وفي شرق البلاد. وتتميز أيام العيد بأجواء عائلية واحتفالية تبعث الرغبة لدى العوائل السعودية، في قضاء أوقات الفرح والسرور بالاجتماع والاحتفاء مع الأهل والأقارب في الأماكن الترفيهية التي من أشهرها وأكثرها ارتياداً الشاليهات والاستراحات، الأمر الذي يزيد من أسعار إيجارها في هذا الموسم بالذات عن غيره من المواسم. وبالتزامن مع احتفالية عيد الفطر المبارك تسابق الأسر السعودية الوقت للاستفادة مما تبقى من العطلة الصيفية، التي تنتهي بعد أسبوع وذلك بقضاء أوقاتهم خارج المنزل، وقبل أن تنخرط العائلات في شراء المستلزمات الدراسية وقضاء الوقت في التجهيز للموسم الدراسي الجديد. وفي العاصمة السعودية الرياض وصل سعر الاستراحة ذات مساحة الـ1000 متر مربع إلى 1100 ريال (293 دولارا) لليوم الواحد، بينما كانت تؤجر في الأيام العادية بـ500 ريال (133 دولارا)، مسجلةً ارتفاعاً بلغت نسبته 100 بالمائة، إضافة للشاليهات التي سجلت خلال الفترة نفسها ارتفاعاً بواقع 110 في المائة. واعتبر مستثمرون في قطاع العقار السياحي، ان ارتفاع الأسعار الذي طرأ على تأجير عقاراتهم، يرجع إلى طبيعة الموسم الذي يكثر فيه الطلب والحجوزات على الشاليهات والاستراحات، مفيدين بأن موسم العيد يعوض عليهم بعض التراجعات التي يشهدها تأجير تلك المواقع خلال فترات الركود.

وفي هذا الصدد أشار صلاح محمود أحد العاملين بشاليهات تحمل اسم «كان زمان» بمنطقة المنتزهات، شمال شرقي العاصمة الرياض، إلى أن هذا النوع من المنتجات العقارية التي يديرعمليات تأجيرها، والبالغ عددها 8 شاليهات شغلت جميعها منذ اليوم الأول من العيد لعائلات سعودية، مضيفاً أنه تلقى قبل يوم العيد الأول حجوزات لجميع الشاليهات حتى رابع أيام العيد.

وزاد صلاح أن الشاليه الواحد الذي تبلغ مساحته 800 مترمربع، وكان يؤجر بـ400 ريال (106 دولارات) لليوم الواحد في غير مواسم العيد، أصبح يؤجر في أيام العيد بـ1000 ريال (266 دولارا)، لافتاً إلى أن أيام العطل والإجازات تشهد هي أيضاً ارتفاعاً في أسعار الإيجارات، إلا أنها أقل من أسعار مواسم الأعياد، حيث لا تتخطى قيمة تأجير الشاليه الواحد حاجز الـ800 ريال،(213 دولارا). وفي الوقت الذي اختلفت فيه نوعية الخدمات المقدمة من استراحة إلى أخرى، اتفق ملاك تلك الاستراحات على زيادة أسعار إيجاراتها بشكل متقارب جداً، على الرغم من اختلاف مساحاتها، وتفاوت درجات الخدمات المقدمة، ووجود بعض المميزات من عدمها مثل المسابح وألعاب الأطفال وغيرها، حيث ان جميع الاستراحات رفعت إيجاراتها بنسبة لا تقل عن 90 في المائة.

فالاستراحة ذات المساحة 2500 متر مربع لا يقل إيجارها اليومي خلال فترة العيد عن 3500 ريال (933 دولارا)، بينما الاستراحة التي تبلغ مساحتها 1000 متر مربع يتراوح إيجارها بين 1000 و1200 ريال (من 266 إلى 320 دولارا) في اليوم، خلافاً لما كانت تؤجر به خلال الأيام العادية حيث لا تتعدى مبلغ 650 ريالا (173 دولارا). ويرى ماجد عبد الرحمن، الذي يعمل في جهة حكومية، أنه لا مناص من الذهاب إلى احدى الاستراحات المتفرقة على أطراف المدينة، خصوصاً في أيام العيد التي تشهد لقاءات يطول انتظار لحظاتها بين العائلات خاصة، حيث أصبحت أمراً ضرورياً مع إطلالة كل عيد لبعض الأسر، فعلاوة على ما توفر تلك الأماكن من مساحات شاسعة وأجواء رطبة بعيداً عن ضجيج المدينة، فقد أصبحت ملاذاً سهلاً لقضاء أمتع الأوقات وأجملها وفرصة كبيرة لتجمع أفراد العائلة الواحدة.

وأشار ماجد عبد الرحمن إلى أنه ليس من المستغرب ارتفاع أسعار تأجير الاستراحات والشاليهات الترفيهية خلال أيام العيد، حيث وصفها بالعادة السنوية كل موسم عيد، لكنه لفت إلى وجود استراحات قديمة ورديئة الخدمة، تضاهي أسعار إيجاراتها استراحات أخرى تتميز بحداثتها وبجودة خدماتها. وتعد أيام العيد موسما ذهبيا لمؤجري الشقق المفروشة والشاليهات الترفيهية على حد سواء، إلا أن نصيب الاستثمار في الشقق المفروشة هذا العام بات دون المستوى المأمول، على الرغم من إبقاء الكثيرين من الملاك لاسعار وحداتهم المفروشة على ما هي عليه دون زيادة، حيث ان أعلى نسبة إشغال شهدته إحدى تلك الشقق المفروشة لم تتجاوز 70 في المائة من إجمالي ما تحويه من شقق.

ووصف مستثمرون في قطاع الشقق المفروشة، الإقبال خلال شهر رمضان الماضي وأيام العيد الأولى، بالضعيف حيث ان هذه الأيام شهدت انخفاضاً بلغ 30 في المائة مقارنة بالأيام العادية، رغم الانتعاش الذي لحق بسوق الشقق المفروشة خلال الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان.

وقال علي الجعيدي، وهو مدير استقبال في «مسار نجد للشقق المفروشة»: ان حركة سوق الشقق المفروشة ضعيفة جداً هذا العيد، مبيناً أن شهر رمضان المنصرم الذي وافق شهر سبتمبر (أيلول الماضي) شهد حركة وإن كانت دون المستوى المطلوب إلا أنها أفضل من أيام العيد الأولى.

وأوضح الجعيدي ان أسعار ايجارات الشقق لديه لم يطرأ عليها أي ارتفاع، حيث ان الشقة المكونة من غرفتين وصالة لا يتجاوز سعرها 250 ريالا (66 دولارا) لليوم الواحد، مبيناً أن الشقق المشغولة بمستأجرين لا تتعدى ثلثي عدد الشقق إجمالاً، مضيفاً في ذات الوقت أن أكثر تلك الشقق المشغولة هي لشركات استأجرتها بنظام شهري لبعض موظفيها.

ويتوقع ان تشهد الفترة المقبلة انخفاضاً قليلاً بنسبة تصل الى 20 في المائة في الاشغال والاسعار بما يتعلق بالاستراحات، وذلك نسبة الى ان الفترة المقبلة تشهد مناسبات زواجات عديدة، حيث تعتبر الاستراحات ثالث اكثر المنتجات العقارية رواجاً بعد الفنادق وصالات الافراح في عمليات الزواج، وتقبل عليها شريحة كبيرة، وتستحوذ على نسبة عالية من الطلب، وذلك لاسعارها المنخفضة مقارنة بالفنادق وصالات الافراح.