تقرير: أسواق العقار في بريطانيا قد تستعيد عافيتها قبل عام 2011

رغم الركود.. 6.78 مليون دولار سعر العقار في تشلسي وكينزينغتون

يعرف قطاع العقار في بريطانيا اضطرابا كبيرا وحالة من التخوف من الأسوأ في القادم من الأيام (تصوير: حاتم عويضة)
TT

اكد تقرير اخير عن مؤسسة «سافيلز» (Savills) العقارية الدولية في العاصمة البريطانية لندن، ان اسعار العقارات في بريطانيا ستتراجع ـ كما توقعت منذ اشهر ـ بنسبة 25 في المائة خلال عام بخلاف ما كانت عليه في أغسطس (آب) العام الماضي (2007) حيث بلغت أوجها، وذلك حتى نهاية العام المقبل 2009. ويقول التقرير الذي وضعته المؤسسة ان التصحيح الحاصل على الاسعار لن يتوقف قبل عام 2010، حيث يفترض ان يبدأ التعافي في السوق العقاري السكني وتبدأ الاسعار في الارتفاع من جديد. واسوأ ما جاء في التقرير المهم ان نسبة التراجع على اسعار العقارات الفاخرة في العاصمة لندن ستكون الأعلى، إذ ستصل الى ما لا يقل عن 30 في المائة خلال فترة الركود. وتقول يولاندي بارنز عن المؤسسة في هذا الصدد: «حالة السوق حاليا تبرر توقعاتنا المتشائمة في بداية العام. ولقد اخذنا مواقف مغايرة للكثير من المؤسسات العقارية ولا نزال نعتقد بأنه لا توجد علامات للتعافي لكن الوضع لن يكون اسوأ مما هو عليه الآن». وكان الكثير من المؤسسات قد توقعت ان تنال العاصمة لندن قسطا كبيرا من التراجع على أسعار العقارات السكنية والتجارية بسبب ازدياد أعداد العاطلين عن العمل وتراجع القدرة الاستهلاكية وشح القروض والسيولة المالية بسبب أزمة الائتمان الدولية. وتؤكد «سافيلز» ان التعافي في قطاعات العقارات السكنية في جنوب شرقي انجلترا سيقود الى التعافي في جميع انحاء انجلترا وويلز في عام 2010.

«السؤال الكبير هو الى أي قاع يمكن ان يتراجع السوق؟ تراجع بنسبة 25 في المائة قادر على استعادة القدرة الشرائية لدى الكثير من الناس اذا ما اضيف اليه معدلات الفائدة المنخفضة، وتخفيض قيمة القروض بالتالي، وهذا ما سيهيئ الارض للنهوض من الركود والتعافي « حسبما يقول لوسيان كوك من «سافيلز». وينبه التقرير الاخير الى ان الناس لن يشعروا بالتعافي حقا ويعودوا الى سوق نشيط وفعال، قبل عام 2011. من جهة اخرى يقول البعض ان التعافي في الاسواق العقارية وهو كلام سابق لاوانه عمليا، سيبدأ من اسكوتلندا وخصوصا العاصمة ادنبره. ويشير تقرير لمؤسسة ELPG وهي عبارة عن مجموعة من المحامين والمكاتب العقارية، الى ان عدد الصفقات في اسكوتلندا ومدينة ادنبره بشكل خاص بدأ بالارتفاع وسجل ما لا يقل عن 142 صفقة منذ منتصف سبتمبر (ايلول) الى منتصف أكتوبر (تشرين الاول). ولم يتعد عدد الصفقات العقارية قبل ذلك الـ 99 صفقة مما يعني انه على الرغم من قلتها، إلا أن هناك زيادة جدية تصل نسبتها الى حوالي 50 في المائة.

ويقول التقرير، لان القروض العقارية متوفرة وافضل وتناسب المشترين للمرة الاولى، فإن اسكوتلندا مؤهلة اكثر من غيرها من المناطق البريطانية لقيادة التعافي في الاسواق العقارية. ورغم ان البنوك والمصارف لم تعد تمنح قروضا مائة بالمائة من قيمة العقار، إلا أن معظمها في اسكوتلندا يمنح ما قيمته 90 في المائة من قيمة العقار مع تسهيلات جمة للشراء. وتشير الارقام إلى ان 75 في المائة من الذين باعوا منازلهم او عقاراتهم خلال الاشهر القليلة الماضية اضطروا لتخفيض اسعار منازلهم وكانت اقل من قيمة القروض التي حصلوا عليها.

وعلى صعيد اسعار العقارات في بريطانيا، اكد مؤشر او تقرير بنك «هاليفاكس» الشهري، ان اسعار نسبة التراجع الشهري على الاسعار وصلت الى 2.2 في المائة الشهر الماضي (اكتوبر 2008) اما النسبة السنوية للتراجع فقد وصلت الى 13.7 في المائة ووصل معدل سعر المنزل او العقار الى 168.1 الف جنيه (247.8 الف دولار) أي المعدل الذي كان عليه في نفس الفترة عام 2005. وقد تراجعت نسبة التفاوت بين معدل سعر المنزل ومعدل الاجور العام بنسبة 16 في المائة، أي من 5.84 في المائة في يوليو (تموز) الى 4.9 في المائة في أغسطس (آب) هذا العام. ومع هذا تشير الارقام ايضا إلى ان اسعار العقارات لا تزال اغلى بنسبة 22 في المائة عما كانت عليه قبل خمس سنوات (2003). وكان معدل سعر المنزل في اكتوبر عام 2003 قد وصل الى 138 الف جنيه أي اقل بـ 30 الف جنيه عما هو عليه الآن. ومع هذا يؤكد تقرير هاليفاكس ((Halifax)، ان الحركة في الاسواق العقارية السكنية تشير الى تحسن ملحوظ، وان الاسواق مستقرة بشكل عام. وقد وصل معدل عدد القروض التي منحتها البنوك بين يوليو وسبتمبر الى 33 الف قرض عقاري تقريبا. وقد تراجع عدد القروض في الربع الثالث من هذا العام بنسبة 25 في المائة عما كان عليه في نفس الفترة العام الماضي. ويقول الخبير الاقتصادي مارتن اليس عن «هاليفاكس» في هذا الإطار: «أسعار المنازل تراجعت بنسبة 2.2 في المائة الشهر الماضي في وقت يمر فيه السوق بتحديات جمة ويتعرض أصحاب العقارات للضغوط الكبيرة من ناحية الإيراد وتوفر القروض في الأسواق منذ صيف العام الماضي». رغم الهزات المالية الدولية وأزمات الائتمان، لا تزال أسعار بعض مناطق العاصمة البريطانية لندن، اغلى من أي مكان آخر في العالم، إذ اشار تقرير اخير لبنك هاليفاكس ان منطقتي تشلسي (Chelsea) وكينزينغتون (Kensington) اغلى المناطق العقارية في انجلترا ومقاطعة ويلز، وبالأخص شارع ذا فيل (The Vale) الذي يصل معدل سعر المنزل او العقار فيه الى 4.677.500 مليون جنيه (6.78 مليون دولار). وهناك ما لا يقل عن 26 شارعا في منطقتي تشلسي وكينزينغتون من اصل خمسين شارعا، من اغلى الشوارع في بريطانيا قاطبة. ويعتبر شارع انغرام افنيو (Ingram Avenue)، وهو شارع صغير في منطقة بارنت (Barnet) شمال لندن، ثاني اغلى شارع في انجلترا وويلز، إذ يصل معدل سعر العقار فيه الى حوالي 4.4 مليون جنيه. اما اغلى الشوارع في البلاد خارج لندن فهو شارع «بانوراما» (Panorama Road) في منطقة بول (Poole) في مقاطعة دورسيت، وهي منطقة سياحية معروفة جدا لدى الاغنياء واصحاب اليخوت. ويصل معدل سعر المنزل في هذا الشارع الى ما لا يقل عن 4.1 مليون جنيه. ويلي ذلك شارع «ايست رود» (East Road) في وايبريدج في مقاطعة ساري، بسعر لا يقل عن 2.8 مليون جنيه. وخارج جنوب شرقي انجلترا ولندن، يعتبر شارع «كونغليتون» (Congleton Road) في ادرلي ايدج في مقاطعة تشاشار من اغلى الشوارع، حيث يصل معدل سعر العقار فيه الى حوالي 1.6 مليون جنيه، إذ انه مرغوب جدا من نجوم كرة القدم واللاعبين الاجانب في الدوري الإنجليزي. ويأتي بعد ذلك شارع «كينت» (Kent Road) في هاروغيت في مقاطعة يوركشار، حيث يصل معدل سعر العقار الى 1.1 مليون جنيه. ويضيف تقرير هاليفاكس بأن الشوارع التي يبلغ معدل سعر العقار فيها مليون جنيه موجودة في ست من المقاطعات العشر. اما المقاطعات التي يتعدى فيها سعر العقارات المليون جنيه فهي مقاطعات الوست والايست ميدلاندز وايست انغليا وويلز. ويقول مارتين اليس في هذا الإطار، ان «تشلسي وكينزينغتون تملكان اغلى الشوارع في انجلترا وويلز. فالمنطقة الملكية من المناطق المرغوبة منذ الستينات. ولانهما في وسط لندن، فقد استقطبتا في السنوات الاخيرة الكثير من النجوم والمشاهير والمستثمرين الاجانب مما ساهم في رفع الاسعار بشكل خيالي». كما يضيف التقرير بأن هناك ما لا يقل عن تسعة شوارع في انجلترا وويلز يبلغ معدل سعر العقار فيها بين 3 و4 ملايين جنيه (بين 2004 ـ 2008)، خمسة منها في تشلسي وكينزينغتون. اما الاربعة الاخرى فهي: «تشستر سكوير» (Chester Square) 3.8 مليون و«ساوث ايتون بليس» (South Eaton Place) بـ 3.5 مليون في منطقة وستمنستر التي تضم البرلمان في لندن. ويلي ذلك شارعا «سيدر بارك غاردنز» (Cedar Park Gardens) في ميرتون و«ستورمونت» (Stormont Road) في منطقة هيرينغاي شمال العاصمة. وقد درس هاليفاكس اكثر من 1.7 شارع في البلاد خلال الاربع سنوات الماضية، لوضع التقرير الاخير. وفي هذه الاثناء وافق عمدة العاصمة لندن بوريس جونسون على البدء بتنفيذ مشروع انمائي وتطوري ضخم في منطقة كاناري وورف (Canary Wharf) شرق العاصمة. ويشمل المشروع بناء ما مساحته 35 مليون قدم مربع من المكاتب التجارية ومحطة قطار جديدة وفندق مؤلف من 37 طابقا. وتعتبر الخطوة من الخطوات الحكومية الجريئة في هذه الظروف وتهدف الى تشجيع الشركات الاخرى على مواصلة اعمالها وانشاءاتها وتحدي ازمة الائتمان. وسيتم ربط المحطة بمحطات القطار والمترو التي تصل الوسط المالي والمناطق التجارية الاخرى في لندن. وتشير التفاصيل الى ان المشروع الذي سيتم تنفيذه من قبل مجموعة «باليمور» (Ballymore) ومجموعة «كاناري وورف» (Canary Wharf Group) و«بريتش ووتر وويز» (British Waterways)، يعتبر مشروعا نوعيا إذ سيضم ستة مبان من المكاتب وحوالي الفي وحدة سكنية (شقق). وستقوم مجموعة «كاناري وورف» في هذا الإطار ببناء فندق مؤلف من 150 غرفة بالإضافة الى المطاعم والمحلات التجارية ومراكز التدريب والتعليم التقني. ويقول جونسون في هذا الاطار: «انني مصمم على القيام بكل ما أستطيع للتخفيف من حدة الازمة الاقتصادية واستغلال سلطاتي لدعم قطاع البناء والتطوير بشكل خاص... لا يمكننا وقف عمليات البناء في مدينتنا في الوقت الذي نحاول فيه البدء في مشروعنا الضخم لبناء المساكن. يجب ان نؤكد على ان تكون عمليات البناء في المشاريع سريعة ومن دون عقبات.. ولا شك ان محطة القطار ستلعب دورا كبيرا في تنشيط عمليات بناء المكاتب والمحلات وبالتالي خلق فرص عمل للعقود المقبلة».

* أغلى الشوارع في انجلترا ومقاطعة ويلز (متوسط سعر المنزل)

* شارع ذا فيل (The Vale) ـ منطقتا تشلسي وكينزينغتون (4.6 مليون جنيه استرليني).

* شارع انغرام افنيو (Ingram Avenue) ـ منطقة بارنت في لندن (4.4 مليون جنيه).

* شارع كوتسمور(Cottesmore Gardens) ـ منطقتا تشلسي وكينزينغتون (4.2 مليون جنيه).

* شارع ويكام سكوير (Wycombe Square) – منطقتا تشلسي وكينزينغتون (4.2 مليون جنيه).

* شارع بانوراما (Panorama Road) ـ منطقة بول جنوب غربي انجلترا (4.1 مليون جنيه).