تفكيك منزل قديم يمنحك مواد لبناء منزل جديد

قد يكون الطريقة الأمثل هذه الأيام للتغلب على الركود العقاري

من الأسهل تبرير تفكيك المنازل عندما يعطي مساحة لبناء منزل مصمم خصيصا وفقا لطلب مالكه في الموقع ذاته ويمكن إعادة استخدام المواد التي تم إنقاذها على الفور
TT

لنفترض أنك قد قررت بناء منزل جديد، ودرست جميع الإيجابيات والسلبيات التي تتسم بها 15 قطعة أرض، وأخيرا اخترت واحدة تقع إلى جوار خط المواصلات العامة، فلا تحتاج إلا لسيارة واحدة. وتبعد الأرض عن السوق المحلية بمسيرة 10 دقائق، لذا يمكنك أن تدخل بعض التمارين في روتينك اليومي.

تلك هي المميزات الإضافية.

أما الجانب السلبي، فهو المنزل الذي بني على طراز كيب كود ويعود إلى الثلاثينات والموجود على الموقع الذي فزت به. وعليك أن تهدمه حتى تبني حلمك.

ولكنك تستطيع أن تحقق شيئا نافعا من هذا، فتوفر مالك وتحصل على أعمدة بناء خشبية عالية الجودة غير متاحة اليوم بأي سعر.

كل ما عليك فعله هو أن تفكك المنزل القديم بدلا من تهشيمه. وسوف ينتج عن ذلك كومة منظمة من أعمدة البناء الخشبية، على الرغم من أنها لن تكون كل ما تحتاج إليه إذا كنت تبني منزلا أكبر. وربما أيضا تستطيع إنقاذ بعض من المواد الكمالية، ومنها الأبواب الخشبية الصلبة التي كانت منتشرة في أواخر الثلاثينات عندما بني المنزل القديم، والأطر الخشبية المحيطة بجميع الأبواب والنوافذ، والأرضيات المصنوعة من خشب البلوط وخزانات المطبخ القديمة المصممة على طراز آرت ديكو، ويمكنك أن تدخل كل ذلك في بناء منزلك الجديد أيضا.

ولكن يقول بوب فولك من معمل منتجات الغابات الأميركية في ماديسون في ولاية ويسكونسن، وأحد مؤلفي كتاب «تدمير المباني»، إنه من النادر أن يتم تنفيذ ذلك الحل لأن معظم بناة المنازل وأصحابها لا يعرفون شيئا عن فوائد التفكيك وإنقاذ المواد.

ويقول فولك إن حوالي 250,000 منزل أميركي يبلغ حجم الواحد منهم 1,000 قدم مربعة يدمر سنويا. ولا يمكن إعادة استخدام كل شيء في تلك المنازل القديمة، ولكن من الممكن إنقاذ أكثر من مليون قدم من أعمدة البناء الخشبية، وهو ما يكفي لإقامة حوالي 75,000 منزل بمساحة 2,500 قدم مربعة.

ويقول إن هذا ليس مجرد مصدر كبير لا يتوقف، ولكنه ما تبقى من غاباتنا القديمة. إننا نلقي بالأخشاب الجميلة، من نبات الشوكران وتنوب دوغلاس ونبات الصنوبر طويل الأوراق. ويقول مصنفو الأخشاب الذين يحددون مدى قابلية الأخشاب التي تم إنقاذها للاستخدام مجددا إنها غالبا ما تكون أعلى جودة من الأخشاب التي يرونها منذ 30 عاما، «فهي خالية من العيوب، ومستقيمة وليس بها ثقوب وأحجامها كبيرة». بالإضافة إلى ذلك - كما يقول فولك - من الممكن أن تنشر أخشاب البناء الضخمة التي استخدمت غالبا في المخازن والمصانع القديمة التي بنيت في مطلع القرن العشرين لتوضع في الأرضيات، حيث تبلغ قيمتها 20 ضعف قيمتها كأعمدة بناء.

لماذا لا يتم اللجوء لذلك المصدر؟ يرى معظم بناة المنازل أن الوقت من ذهب. ويمكن أن يهدم فريقا مكونا من رجلين منزلا مساحته 2,000 قدم مربعة في يوم واحد. ولكن، يقول ديف بينيك، من بيلينغهام في واشنطن، الذي كان يعمل في تفكيك المباني لأكثر من 15 عاما، إن عملية تفكيك المنزل ذاته وفصل الأجزاء التي من الممكن إنقاذها تتطلب عمل ستة رجال لمدة خمسة أيام، على الرغم من أن فريقا من ثمانية أفراد ذوي خبرة حقيقية من الممكن أن ينجز الأمر في ثلاثة أيام.

ويقول فولك إنه من الأسهل تبرير تفكيك المنازل عندما يعطي مساحة لبناء منزل مصمم خصيصا وفقا لطلب مالكه في الموقع ذاته، ويمكن إعادة استخدام المواد التي تم إنقاذها على الفور. وعندما تكون المنازل مهجورة في المدن الداخلية، لا تكون الفائدة فورية، ولكنها مهمة على الرغم من ذلك.

أولا، توفر عملية تفكيك المنازل فرص عمل وتدريب مهني في المناطق التي تعاني من كساد اقتصادي.

ثانيا، من الممكن أن تباع المواد التي تم إنقاذها عبر محلات لا تستهدف الربح مثل هابيتات ريستور، التي تديرها الفروع المحلية لمؤسسة هيبتات فور هيومانيتي. وتبيع محلات هبيتات ريستور مواد البناء المستعملة والفائضة ذات الجودة داخل المجتمعات. أما بعض المواد التي تم إنقاذها ولا يمكن إعادة استخدامها، فيعاد تدويرها.

ثالثا، تبعد إعادة الاستخدام والتدوير إلقاء المواد في مدافن النفايات. ويقول فولك إنه في الولايات المتحدة، يمثل نحو 30 إلى 40 في المائة من جميع النفايات في مدافن القمامة، مخلفات البناء والهدم. وتبلغ نسبة مخلفات البناء الجديد 9 في المائة فقط. ويأتي الباقي من أعمال تجديد المباني القائمة وهدمها.

ومن أجل زيادة احتمال تفكيك المنازل بدلا من تدميرها، توصل بينيك إلى أساليب تسرع من العملية وتقلل من تكاليف العمالة التي يتحملها، وهو ما جعله أكثر قدرة على التنافس مع شركات «السحق والتدمير» التقليدية. وبدلا من تفكيك المنزل قطعة قطعة ولوحا لوحا من الخشب - وهي الطريقة المعتادة – فإنه غالبا ما يقسم المنازل في البداية إلى أقسام، ويتولى كل فرد في طاقم العمل كل قسم على حدة. وعلى سبيل المثال، ربما يقسم سطح المنزل إلى أربعة أقسام، ويتم إنزال كل قسم إلى الأرض عن طريق رافعة، ثم يتم تفكيكه. وهذه الطريقة لا تتميز بالسرعة فحسب، بل بالأمان أيضا.

ويقول بينيك إن العمل ما زال يسير بصورة أسرع، فعندما يتم تقسيم المنزل إلى أقسام، يعاد استخدام القطعة كاملة على الفور، بدون أن يتم فصل أي شيء. وعلى سبيل المثال، في منزل مكون من طابق واحد وأربعة مربعات، يمكنه أن يزيل الحوائط الخارجية مقسمة إلى قسمين، ليصبح لديه ثماني وحدات طول الواحدة منها 15 قدما. ويمكن إعادة تجميع أقسام الجدران السليمة، بفتحات الأبواب والنوافذ الموجودة بها، لبناء سقيفة مزرعة أو مخزن أو جراج سيارة متصل بالمنزل الجديد عبر ممر.

ويقول بينيك إن إحدى مكافآت عمله هي رؤية ثمار جهده تدخل في بناء منازل جديدة. وفي موقف يتذكره بينيك أزال طابق صالة ألعاب رياضية في إحدى المدارس، حيث كانت مساحته تبلغ 8,000 قدم مربعة وهو مقسم إلى أجزاء، وقام ببيعه. وبعد عدة أشهر، وجد جزءا من الأرضية في غرفة معيشة أحد أصحاب المنازل، حيث تمكن من رؤية بعض العلامات التي ما زالت موجودة بوضوح.

ويقول بينيك إنه يهدف إلى توفير الوقت وإنقاذ المواد من خلال إزالة منازل بكاملها. وقد أزال حوالي 20 منزلا، تبلغ مساحة بعضها عدة أميال. وقال إنه يشعر برضا بالغ عندما يتحول المنزل القديم إلى أساسه الجديد، ولكن غالبا ما يشترط مسؤولو البناء المحليين تحديث شبكة الأسلاك وأعمال السباكة والمواد العازلة، وذلك يتطلب غالبا تحطيم كثير من الأشياء التي عمل على إنقاذها.

لمزيد من المعلومات عن تفكيك المباني وإعادة استخدام المواد، يمكن الاتصال بجمعية إعادة استخدام مواد البناء: خطأ! مرجع الارتباط التشعبي غير صالح.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ «الشرق الاوسط»