السعودية: السوق العقاري في «العيد».. أفضل الأوقات لعقد الصفقات

من خلال التقاء العقاريين في المناسبات.. وشهر رمضان يشهد إعلانات تطمينية

تزداد المفاوضات على الصفقات العقارية في السعودية خلال فترة العيد، وذلك لالتقاء العقاريين في المناسبات المختلفة («الشرق الأوسط»)
TT

تعتبر فترة الأعياد فرصة سانحة أمام مستثمري العقارات في السعودية، وذلك للالتقاء والتفاوض وعقد الصفقات المختلفة، في ظل العادات والتقاليد التي تدفع الأفراد للتزاور والمعايدة بين مختلف أطياف المجتمع.

ويشحذ العقاريون هممهم لانتهاز الفرصة من مناسبة العيد لطرح مواضيعهم العقارية خلال فترة الزيارات والمناسبات، وذلك من أجل الانتهاء منها بعد انتهاء إجازة العيد في السعودية، التي عادة ما تكون أسبوعاً واحداً.

ويتبادل الوسطاء العقاريون الحديث مع المستثمرين عن الفرص المتاحة للبيع أو تلك التي يرغب بها المستثمرون بشرائها، في الوقت تساعد الزيارات خلال فترة العيد الابتعاد عن الجو الرسمي الذي عادة ما يكون في ذلك النوع من الصفقات العقارية.

ويشير عبد الله الخالدي، المستثمر العقاري، إلى أن مناسبة العيد تعتبر بمثابة المجلس لعقد الصفقات وتبادل الآراء وأخذ المرئيات ومعرفة توجه السوق العقاري المستقبلي، في الوقت الذي يحرص أغلب المتعاملين في السوق إلى زيارة بعضهم بعضاً، الأمر الذي جاء وفق العادات والتقاليد الإسلامية والعربية.

وأضاف الخالدي أن عيد الفطر الحالي سيكون فرصة للحديث عن سوق العقارات واستعداداتها لاستقبال الرهن العقاري، وما يمكن أن يحققه الرهن من قيمة إضافية للسوق، وكيفية الاستفادة منه لتنمية البلاد من خلال مختلف المشاريع التي يعتزم القطاع الخاص إنشاؤها، مما يساهم في عملية معرفة كافة تفاصيل القطاع العقاري من خلال تلك المجالس.

وأكد أن بعض المستثمرين ورجال الأعمال من الصعوبة الالتقاء بهم في أوقات العمل الرسمية، وذلك نتيجة للعمل المتواصل، إضافة إلى الضغوطات التي يعيشها المستثمر أو رجال الأعمال خلال أيام العمل، وهو ما يدفع إلى أن فترة العيد تكون فترة نقاهة، ويكون رجال الأعمال خارج الضغوط التي من الممكن أن تؤثر في قرار البيع أو الشراء في القطاع العقاري.

وشدد على أن بداية الموسم العقاري غالباً ما تكون بعد فترة عيد الفطر المبارك، الأمر الذي سيجعل من العيد مساهمة في قراءة تحركات السوق خلال الفترة المقبلة، كما أنه سيكون من المناسب الحديث عن تأثيرات الأزمة المالية العالمية على القطاع العقاري، في ظل قرب أقامة معرض وملتقى سيتي سكيب دبي، الذي يعد أضخم معارض الشرق الأوسط.

وبحسب متعاملون فإن الكثير من العاملين في شركات التطوير العقاري سيستغلون فرصة الإجازة في بحث إمكانية المشاركة في المعرض الكبير والضخم، في الوقت الذي كشفت مصادر أن المعرض سيشهد انخفاضاً في المشاركات عن سنوات الطفرة السابقة، بسبب ما تحدثه الأزمة المالية العالمية من تدهور في قطاع العقارات الخليجي بشكل عام.

ويعول منظمو سيتي سكيب دبي على الشركات السعودية بالمشاركة في المعرض، خاصة أن السوق العقاري في السعودية، لم يتأثر بما تأثرت به الأسواق العقارية الأخرى في الخليج، من انخفاض في الأسعار وعزوف مستثمرين.

من جهته بين حسين الناصر، مدير تطوير المشاريع في شركة عقارية، أن العيد يعتبر المحطة الأخيرة للعاملين في الشركات العقارية لتحديد سيناريو الموسم الجديد للسوق العقاري، حيث يسعى الكثير منهم لإنهاء الكثير من الصفقات أو القرارات المتعلقة بالمشاركات في المعارض الكبرى، في الوقت الذي يقارب فيه العام على الانتهاء، وفي ظل وقوع شهري أكتوبر ونوفمبر بين العيدين، مما يؤكد قصر الفترة لتسويق منتج أو طرح مشروع جديد للسوق.

وأضاف الناصر أن السوق يمر بمرحلة ركود، إلا أن الفترة المقبلة ستشهد الإعلان عن مشاريع جديدة، وصفقات سيتم الانتهاء منها، في ظل التحركات على مستوى رفيع من قبل شركات التطوير العقاري لطرح مشاريع جديدة، وذلك قبل إقرار الرهن العقاري في البلاد، الذي يتوقع أن يكون خلال الربع الأخير من العام الجاري.

ولفت أن تبادل التهاني والزيارات المختلفة تفتح أبواب النقاش على بعض المشاريع بين المستثمرين، خاصة أن الجميع يحرص على الاستفادة من فترة التوقف لإعادة الحسابات وبدء الموسم العقاري الجديد، من خلال مشاريع مطلوبة، في الوقت الذي يزداد فيه الطلب يوماً بعد يوم، ويتزايد فيه طرح المستثمرين الأفراد لوحدات عقارية سكنية، من الممكن أن تؤثر في سير عمل الشركات العقارية الكبرى.

وأوضح الناصر أن السوق العقاري متعطش لطرح الجديد، خاصة أن فترة التوقف التي تزامنت مع الإجازة المدرسية ودخول شهر رمضان المبارك ساهمت في طول المدة عن الإعلان عن مشاريع جديدة، في ظل مؤشرات نمو تحققت مع المزادات العقارية الأخيرة التي حققت مبيعات ضخمة تؤكد حاجة السوق إلى مشاريع جديد.

من جهة أخرى كشفت مصادر أن السوق العقاري سيشهد خلال الفترة المقبلة الإعلان عن شركات تطوير عقاري جديدة ستعمل على طرح المزيد من الوحدات العقارية، في الوقت الذي تتفاوض فيه على شراء أراضٍ خاصة في المنطقة الشرقية، التي يتوقع أن تشهد الإعلان عن شركتي تطوير عقاري، تسعيان إلى الانتهاء من كافة التفاصيل في الفترة المقبلة.

وشهد السوق العقاري خلال شهر رمضان عدداً من الصفقات والإعلانات العقارية، أعطت دفعة للسوق، حيث أعلنت «إعمار الشرق الأوسط»، التابعة لشركة «إعمار العقارية» و«الأولى للتطوير»، عن تحالفها مع شركة «جوار» العقارية، التابعة لـ«مجموعة بن لادن السعودية»، بغرض تسويق مشروع «إعمار رزيدنسز بفيرمونت مكة». ويضم مشروع «إعمار رزيدنسز بفيرمونت مكة» مجموعة من الشقق الفندقية في أطول أبراج مدينة مكة المكرمة، وأحد أطول الأبراج في العالم. وتتولى «فيرمونت للفنادق والمنتجعات»، تشغيل المشروع الذي يحتضن وحدات تطل مباشرة على الحرم المكي، وتقع على مسافة قريبة من «بوابة الملك عبد العزيز». وبحسب بيان صدر أخيراً فإن «جوار» ستتعاون مع «إعمار الشرق الأوسط» في تسويق «إعمار رزيدنسز بفيرمونت مكة» خلال شهر رمضان المبارك وموسم الحج وعلى مدى العام المقبل، وستركز على تعزيز مبادرات التسويق والمبيعات في مكة المكرمة.