مستثمرون يستغلون تهاني العيد لعقد صفقات عقارية في السعودية

يبحثون مستجدات السوق من خلال اللقاءات والزيارات

تشكل فترة الإجازة في عيد الأضحى منتصف الموسم العقاري حيث يبحث العقاريون عن مشروعات ومنتجات جديدة (تصوير: خالد الخميس)
TT

يستغل كثير من العقاريين ورجال الأعمال والمستثمرين في السعودية فترة الإجازات للترويج والبحث عن عقارات جديدة، وذلك في ظل اللقاءات التي تعقد خلال الزيارات التي يقومون بها كنوع من التقاليد المهمة في الأعياد.

وتشهد الفترة الحالية والمتضمنة فترة عيد الأضحى المبارك زيارات كثيرة بين رجال الأعمال والعقاريين والمستثمرين، وذلك لتقديم التهاني والتبريكات بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك، في الوقت الذي تشهد فيه المملكة ازديادا في العروض الكبيرة، خاصة الأراضي الخام، التي شهدت نموا في العرض خلال الفترة الماضية.

وتصادف هذه الفترة أيضا وجود رجال أعمال ومستثمرين دوليين قد يتناقشون مع أقرانهم السعوديون خلال فريضة الحج وتأدية المناسك في المشاعر المقدسة، وهو ما تتم فيه غالبا مناقشات حول موضوعات الفرص الاستثمارية وغيرها مما تحتاجه السوق السعودية خلال الفترة المقبلة، خاصة فيما يتعلق بالإسكان، الذي تحتاجه البلاد بشكل كبير في المستقبل.

وقال محمد القحطاني، الخبير العقاري، إن مناسبات العيد والحج فرصة جيدة للالتقاء بين رجال الأعمال والعقاريين والمستثمرين، مبينا أنه غالبا ما يدور الحديث عن الفرص الاستثمارية التي تحملها السوق العقارية، التي يتوقع أن تشهد نموا مع دخول العام المقبل، مبينا أن السوق العقارية في المملكة تشهد عودة الحركة بشكل بطيء، إلا أن الفرص الخصبة تمثل الاهتمام الأكبر لدى العقاريين.

ووصف القحطاني الفرص الخصبة في الأراضي الخام، التي بدأت تزداد عروضها خلال الفترة الماضية، بأنها ستسهم في انتعاش السوق العقارية بين قطاع الأعمال، في الوقت الذي يزداد فيه الاستثمار العقاري في مواقع بالقرب من كبرى المشروعات كمركز الملك عبد الله المالي، ومشروعات الشركة الكبرى في التطوير العقاري، ومشروعات التنمية الحكومية، وذلك لما فيها من توقعات تتضمن انتعاش تلك العقارات بعد الانتهاء من تلك المشروعات التنموية.

وأكد أن السوق ستشهد مشروعات جديدة بعد انتهاء فترة إجازة عيد الأضحى، خاصة أن الاستعداد جارية على إقامة عدد من المعارض، مشيرا إلى أن السوق السعودية لا تزال تواصل انتعاشها بدعم الطلب في انتظار الرهن العقاري، والذي سيسهم في عملية حركة بيع وشراء العقارات، لافتا إلى أن مدينة مكة المكرمة تستحوذ على النصيب الأكبر من التداولات خلال الفترة الحالية.

ولفت الخبير العقاري إلى استحواذ مكة المكرمة على النصيب الأكبر من الحركة العقارية، وذلك على ما تشكله تداولات مباني الحج من نسبة كبيرة في تداولاتها، في حين تنخفض الحركة في المنطقة الشرقية، وذلك في ظل انشغال الكثير من العقاريين والشركات العقارية في تطوير المشروعات المختلفة، وهي التي يتوقع أن تسلم خلال منتصف العام المقبل، وهو ما سينعش السوق العقارية في المنطقة في 2010.

من جهته، بين فهد العبد اللطيف مدير المبيعات في إحدى الشركات العقارية أن فترة عيد الأضحى والحج غالبا ما تشكل وقتا مهما في الموسم العقاري في المملكة، وذلك عطفا على ما تشكله هذه الفترة من تحديد لحركة السوق العقارية في المملكة، مشيرا إلى أن قطاع العقارات في المملكة يشهد حركة جيدة، التي بدورها ستعمل على تعزيز السوق وجعلها واحدة من أهم الخيارات لدى المستثمرين.

وأضاف العبد اللطيف أن سوق المملكة تعتبر واحدة من أهم الأسواق الجاذبة لرؤوس الأموال الإقليمية، خاصة ما سجلته شركات عقارية من نجاح تحقق من خلال مشروعات طرحتها خلال الفترة الماضية، إضافة إلى مشروعات جديدة يتوقع أن تطرح خلال الفترة المقبلة.

ولفت مدير المبيعات في شركة التطوير العقاري إلى وجود عدد من التحركات العقارية لدى شركات إقليمية ومحلية للإعلان عن مشروعات جديدة خلال الفترة المقبلة، وهو ما سيعمل على حركة السوق، في ظل الأنباء التي أشارت إلى وجود عدد من دراسات الجدوى الاقتصادية تدرس وضع السوق خلال الأعوام المقبلة، الأمر الذي سيسهم في عملية انتعاش السوق بعد عام ساد فيه الترقب والتوجس والحذر من الخوض في صفقات قد تتسبب الأزمة في ركودها أو خسارتها.

وبين أن الفترة المقبلة التي ستستمر حتى بداية صيف 2010، ستشهد طرح مشروعات في مزادات عقارية، وفتح البيع في مشروعات أخرى، إضافة إلى الإعلان عن مشروعات جديدة، وبيع أراض مفردة، وإقامة معارض في كل من جدة والرياض، مما سيسهم في انتعاش السوق العقارية، وهو ما يعمل على زيادة الاستثمار في مشروعات التطوير العقاري، والتي قد تسجل انتعاشا أكبر خلال الفترة المقبلة، بفضل إقرار الرهن العقاري، الذي سيسهل على كبريات الشركات الحصول على تمويلات عقارية في ظل صعوبتها خلال الفترة الحالية، سواء من عزوف البنوك عن هذا المنتج أو لارتفاع تكلفة التمويل التي لا تحقق أرباحا جيدة لشركات التطوير العقاري.

يذكر أن فترة الإجازة السنوية تمتد على مدار 10 أيام يعمل فيها كثير من العقاريين على عقد لقاءات خلال الزيارات التي يشهدها أول أيام عيد الأضحى المبارك، حيث تأتي فترة العيد في منتصف الموسم العقاري، وذلك لتحديد حركتهم خلال الفترة المقبلة التي تسبق نهاية الموسم العقاري في المملكة مع بداية موسم الصيف والإجازة المدرسية.