عقارات السياحة.. انتعاش ملحوظ نتيجة حركة السياح بين مدن السعودية

«الشقق المفروشة» تتصدر اختيارات المسافرين في الداخل مع حلول فترة إجازة الأضحى

المدن الثلاث الرئيسية في السعودية تشهد حركة سياحة فوق المتوسطة خلال فترة عيد الأضحى («الشرق الأوسط»)
TT

تشهد العقارات السياحية في المملكة انتعاشا خلال الفترة الحالية، وذلك لحركة السياح بين المدن الرئيسية وبالتحديد في الرياض وجدة والمنطقة الشرقية، وذلك مع حلول فترة الإجازة، والتي تمتد نحو 16 يوما.

وتمثل العائلات النسبة الأكبر بين شرائح السياح في المملكة، وتشكل الفنادق الحضور الأكبر بين العقارات المفضلة لدى السياح في جدة، في حين تشكل الشقق المفروشة الصنف المفضل لدى السياح في كل من الرياض والمنطقة الشرقية، والأخيرة تشكل فيها الشقق المفروشة النسبة الأكبر بين العقارات السياحية.

ويشير عقاريون إلى أن الفترة الحالية تعتبر موسما خصبا للعقارات السياحية، والتي تنتعش من خلال الحركة السياحية من إيجارات، في الوقت الذي يسعى الكثير من ملاك الشقق المفروشة والفنادق إلى الاستفادة من فترة الموسم عبر عروض مختلفة، لجذب عدد أكبر من السياح.

وتشهد المنطقة الشرقية تسجيل نسب إشغال عالية، وذلك من خلال تدفق السياح من المنطقة الوسطى والشمالية، إضافة إلى المدن الشرقية الأخرى كالجبيل والخفجي (شمال شرقي السعودية)، ومدن محافظة الأحساء التي تبعد نحو 180 كيلومترا، في الوقت الذي يعمل مستثمرون على بناء عدد من الفنادق ذات المستوى ذي الأربعة والخمسة نجوم.

وأكد محمد الرشيدي، مستثمر في قطاع الشقق، أن المنطقة الشرقية يغلب على الطلب فيها الشقق السكنية المفروشة، وذلك لكون الكثير من العائلات تفضل الشقق على الغرف الفندقية، والتي تعتبر أقل من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى عدم وجود زوار في بهو الشقق الفندقية مثلما يحدث في الفنادق.

وأضاف الرشيدي الذي يملك 3 مبانٍ في مدن الدمام والخبر وجدة، أن موسم جدة يتمثل في الفترة التي تلي الحج، حيث يشكل إشغال الفنادق والشقق المفروشة وجميع المنتجات العقارية الخاصة بالسياحة نسبا تصل إلى 100 في المائة، وذلك بعد خروج الحجاج من أداء فريضة الحج، مؤكدا في الوقت نفسه أن المستثمرين يسعون للاستفادة من هذا الموسم لتعويض بعض فترات الموسم التي تسجل فيه نسب إشغال قليلة كفصل الصيف وفترة الأعمال في السنة.

وأكد أن العاصمة السعودية الرياض تشهد تدفق السياح من المدن والمحافظات الوسطى كالقصيم والشمال، وذلك للعروض التي تقيمها أمانة العاصمة، مبينا أنه يدرس عددا من الفرص لإنشاء مبنى للشقق المفروشة في الرياض. وأكد أن منتج الاستراحات يزداد خلال فترة العيد، خصوصا في ظل الأجواء الجيدة التي تعيشها العاصمة.

من جهته قال بدر الدوسري المدرس، في إحدى مدارس المتوسطة في الرياض، إن مدة 16 يوما كفيلة بقضاء إجازة بين مدن البلاد، وبالتحديد في المنطقة الشرقية، خصوصا في ظل ما تعيشه المملكة من أجواء معتدلة تساهم في حركة السفر، والتي تكون غير مرهقة سواء للسيارة أو للعائلة، مما يساهم في زيادة السفر عن طريق البر.

وبيّن الدوسري أن الكثير من الشقق المفروشة والفنادق تبالغ في الأسعار، في حين أنها لا تبتعد عن الأسعار في البلدان الخارجية، مطالبا بتخفيض الأسعار حتى يتمكن السائح الداخلي من قضاء وقت أطول خارج في فترة السياحة.

يذكر أن المدن الثلاث الرئيسية في المملكة تشهد حركة سياحة فوق المتوسطة خلال فترة عيد الأضحى، وذلك لطول فترة الإجازة، والتي تساعد على حركة العائلة السعودية بين مدن البلاد، وقد تشكل المنطقة الشرقية الملاذ الأول للعائلات، وذلك لانشغال المنطقة الغربية بحركة الحجاج، مما يقلل فرص وجود عقارات سياحة غير شاغرة، إضافة إلى صعوبة حركة الطيران.