عندما يلتقي البناء الحداثي بالقصص الخيالية في هولندا

تمازج بين التقنيات العصرية واللمسة العتيقة

تمازج العتيق والحديث في هولندا («نيويورك تايمز»)
TT

يقع منزل ميليسا شولتينك وليون شولتينك هنا في إقليم غيلدرلاند الريفي، الذي يقع على بعد 20 دقيقة من مدينة أرنهيم، في وسط مشهد أشبه ما يكون بالروايات الخيالية.

يقع المنزل بين منزل بني في القرن الثالث عشر لعائلة بارون وبرج كنيسة القرية الشاهق. يطل سطح المنزل على قطعة أرض كانت في السابق حديقة وبستانا للأرض المجاورة لهم. وقد أدرج المنزل الذي يقع على مساحة 1400 قدم على لائحة المنازل التاريخية، على المستويين المحلي والوطني.

لذا، عندما أرادت شولتينك إضافة توسعة من الزجاج والخشب إلى المنزل لم يكن الأمر سهلا بالنسبة إليها. قبل أن يتم الشروع في العمل، كان لا بد من إجراء دراسة دقيقة وموافقة لجنة الحكومة المحلية المختصة بذلك.

يقول جويب كويندرز، (30 عاما)، المهندس الذي صمم التوسعة الحديثة في المنزل وابن عم السيدة شولتينك هوبرز: «ما تجده في هذه المناطق الريف دائما ما يكون للغاية وهذه إضافة حديثة إلى منزل قديم. لذا كان هناك عدد من النقاشات وبعض التفسيرات الخاطئة»، خاصة من بعض أعضاء لجنة الآثار البلدية والتي أشار كويندرز إلى أنها تضم أفراد غير متخصصين بالهندسة ومهندسين، وقد وضع عدد منهم أفكارا حول الشكل الذي ينبغي أن يكون عليه الكوخ في غيلدرلاند.

ما زاد من تعقيدات القضية هي أن العائلة لم ترغب في إنفاق أكثر من 40 ألف يورو (ما يقرب من 51 ألف دولار) وهو ما يعتبر ميزانية محدودة في هولندا لتحديث الدور الأرضي بالكامل وإنشاء ملحق جديد (وصلت التكلفة الإجمالية إلى 50 ألف يورو).

قاموا بالأشياء القديمة: قاموا باستخدام أقاربهم من أجل العمل؛ أعمامهم وأجدادهم وأصهارهم، الذين كان من بينهم المهندس والمقاولون، والذين حولوا منزل شولتينك إلى منزل الأحلام.

تقول شولتينك هوبرز، (35 عاما)، مصممة غرافيك والتي يشغل مكتبها الخاص جزءا من منزلها: «كان من الرائع أن يحضروا عندما احتجنا إليهم». كانت فكرة التوسعة في المنزل بسيطة تشمل إضافة حيز مساحته 130 قدما مربعا من الزجاج والخشب إلى غرفة المعيشة والمطبخ ومساحة جديدة للعشاء.

استغرق الأمر بالنسبة إلى كويندرز عاما لاستخراج التصريحات المطلوبة للبناء. وبدأ العمل في التوسعة في 2008.

تعود ملكية هذه الأرض، التي تضم مجموعة أخرى من المباني، من بينها منزل أخت شولتينك هوبرز ووالدها وحديقة تبلغ 6500 قدم مربعة من الأرض ملك لأسرة هوبرز منذ 66 عاما.

وقال شولتينك هوبرز: «عاش والدي وجدي هنا، قد ولد والدي بعيد انتقال جدي إلى هذا المكان».

بعد تقاعد والد شولتينك هوبرز في 2007، انتقل إلى المنزل المتاخم لمنزلهم وهو ما منح الزوجين الحرية في الانتقال من الشقة التي استأجروها في بآك إلى منزل الزوجين الجديد.

ما إن تم الاستقرار على الميزانية، حتى شرع الزوجان في تحويل الأجزاء الداخلية في المنزل من أسلوب عتيق إلى طراز جمالي على العصر الحديث. وقال شولتينك الزوج، (36 عاما)، مدير في شركة تصنيع: «خلال الشهرين أو الثلاثة الأوائل التي قدمنا فيها إلى هنا كنا نعمل طوال الوقت».

عبر التعاون مع عائلتها، قامت شولتينك بفتح البهو حول الباب الأمامي عبر هدم حائط. وأعادوا تجديد الأرضيات في المدخل بالخرسانة وقاموا بإزالة المداخل المؤدية إلى غرفة النوم الرئيسية وقاموا بطلاء حوائط الطوب المكشوفة في غرفة المعيشة للتوافق مع الأرضيات الخشبية.

شملت التوسعة الجديدة مطبخا جديدا ومنطقة لتناول الطعام تدخلها الشمس. وقد صنع البناء من ألواح الزجاج المصقول والألواح الخشبية السميكة.

وقال كويندرز: «المادة الخشبية إشارة إلى الهندسة الريفية، وقد أردنا صنع شيء على الطراز الريفي في ثوب حديث».

ربما تكون الإشارة العامية هنا هي الرسم بالاستنسل على أحد الألواح الزجاجية، حيث كتبت القصيدة الأولى للنشيد الوطني الهولندي «هيت فيلهليمز» والكلمات باللغة الهولندية القديمة.

لمسة الفخر الشخصي بالنسبة إلى المنزل الذي يقيم به الجيل الرابع من عائلة هوبرز، وهي ابنة شوليتنك بوك التي تبلغ من العمر 3 سنوات.

وقال كويندرز: «تضافرت كل الأشياء سويا، فقد كانت مسألة عائلة».

* خدمة «نيويورك تايمز»