السعودية: تزايد النشاط العقاري في المدينتين المقدستين مع دخول شهر رمضان

تعزز بالإعلان عن مشاريع جديدة في مكة المكرمة والمدينة المنورة

رسم تخيلي لما سيكون عليه مشروع «أبراج البيت - وقف الملك عبد العزيز رحمه الله» بعد الانتهاء منه («الشرق الأوسط»)
TT

ينتظر أن تشهد السوق العقارية السعودية خلال الفترة المقبلة الإعلان عن مشاريع عقارية جديدة، مع قرب دخول شهر رمضان المبارك، خاصة في المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

ويعتبر شهر رمضان من الأوقات التي يلتقي فيها رجال الأعمال المحليون والإقليميون، بالإضافة إلى عقد اجتماعاتهم في مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وذلك للاستفادة من فترة إقامتهم لأداء العمرة في إنجاز بعض الأمور المتعلقة بالاستثمارات العقارية، في الوقت الذي تبرز فيه فرص كبيرة في المدينتين المقدستين في ظل التطوير الضخم الذي تعمل عليه الحكومة السعودية خاصة في المنطقتين المركزيتين.

وتشكل سوقا مكة المكرمة والمدينة المنورة نحو 35 في المائة من سوق العقارات، وبحسب إحصائيات غير رسمية توقع متعاملون أن يصل حجم الاستثمار العقاري في مكة المكرمة خلال العشر سنوات المقبلة إلى نحو 100 مليار دولار، وذلك في ظل الإعلان عن مشاريع كبيرة يعتزم تنفيذها في العاصمة المقدسة، تضم مشاريع بنى تحتية وقطارات ومشاريع عقارية لتسهيل عملية الوصول والخروج من المنطقة المركزية.

وفي هذا الصدد يشير خالد الضبعان الخبير العقاري إلى أن سوق مكة المكرمة والمدينة المنورة تشكلان أهمية بالغة لدى المستثمر العقاري الذي يرغب في الاستثمار طويل الأجل، وإن كانت العوائد أقل مما هي عليه في الأسواق الأخرى، إلا أن ما يميز تلك الأسواق أن العائد يستمر مع مرور الزمن ولا ينخفض، نظرا للحركة الدائمة التي تشهدها مكة المكرمة والمدينة المنورة.

وينتظر أن يبدأ التشغيل التجريبي لساعة مكة المكرمة، التي أمر بإنشائها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، مع بداية الأسبوع الأول من شهر رمضان المبارك المقبل (منتصف أغسطس/آب الحالي)، على أن يتم الانتهاء من كامل أعمال المشروع بعد ثلاثة أشهر من بدء التشغيل التجريبي.

حيث أمر خادم الحرمين بوضع اللمسات الأخيرة لمشروع إنشاء الساعة في أعلى البرج الخامس من وقف الملك عبد العزيز - رحمه الله - للحرمين الشريفين، وذلك كخدمة إضافية من خادم الحرمين الشريفين لمكة المكرمة قبلة المسلمين خاصة، وللعالم الإسلامي كافة.

والساعة تقبع في أعلى برج من أبراج مشروع «أبراج البيت»، الذي تطوره «مجموعة بن لادن» السعودية، ويضم 7 أبراج مطلة مباشرة على الحرم المكي الشريف، ويصل حجم الاستثمار فيه إلى 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، حسب ما ذكرته شركة «جوار» مسوقة المشروع، في وقت سابق.

ومن المقرر أن تصبح ساعة مكة المكرمة أكبر ساعة برج في العالم نظرا لقطر واجهتها الذي يزيد على 40 مترا، ولارتفاعها الذي يزيد على 400 متر عن مستوى الأرض، ويمكن رؤية الساعة من جميع أحياء مكة المكرمة وذلك من على بعد يزيد على ثمانية كيلومترات. وبذلك ستمثل الساعة إضافة جمالية متميزة لمعالم مكة المكرمة.

ويبلغ الارتفاع الإجمالي لبرج ساعة مكة 601 متر فيما يصل ارتفاع الساعة من قاعدتـها إلى أعلى نقطة في قمة الهلال 251 مترا، وتتكون ساعة مكة من أربع واجهات، يبلغ حجم الواجهتين الأمامية والخلفية 43 مترا في 43 مترا فيما يبلغ حجم الواجهتين الجانبيتين حوالي 43 مترا في 39 مترا، ويمكن رؤية أكبر لفظ تكبير (الله أكبر) في العالم فوق الساعة حيث يصل طول حرف الألف في كلمة لفظ الجلالة الله إلى أكثر من 23 مترا ويبلغ قطر الهلال 23 مترا و‏هو‏ بذلك أكبر هلال تم صنعه حتى الآن. ويمكن رؤية لفظ الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فوق الواجهتين الجانبيتين للساعة وتتكون الساعة المصممة على الطراز الإسلامي طبقا لأدق معايير السلامة من مستوى قاعدي يحتوي على شرفة للزائرين تقع تحت واجهات الساعة الأربع ويبلغ الوزن الإجمالي لساعة مكة 36.000 طن.

ويأتي الانتهاء من هذا المشروع كتأكيد على سعي الحكومة السعودية في تنفيذ المشاريع الضخمة التي تقع في المنطقة المركزية وبجوار الحرم الشريف، فيما يجري العمل على تنفيذ مشروع جبل عمر الذي تنفذه شركة «جبل عمر» المدرجة في سوق الأسهم السعودية.

وفي هذا الجانب يؤكد الضبعان أن الوقت كفيل بالانتهاء من المشاريع الأخرى، وما هذا المشروع إلا بداية لمنظومة تطوير تعمل عليها الحكومة السعودية لتوفير كافة المستلزمات والخدمات التي يحتاجها الزائر أو المعتمر أو الحاج لبيت الله الحرام.

وأضاف أن حركة التداول في مكة المكرمة لا تزال مستمرة من خلال بيع وشراء العقارات، خاصة مع المشاريع الجديدة التي ساهمت في إيجاد تداولات عقارية، وحاجة المدينة إلى مشاريع إسكانية بديلة للعقارات التي تدخل ضمن المشاريع، مؤكدا أن الأحياء على أطراف المدينة شهدت هي الأخرى حركة جيدة خلال الفترة الماضية.

وبحسب متعاملون فإن الأحياء في أطراف مكة المكرمة شهدت نموا في الأسعار بنسبة 30 في المائة، في الوقت الذي نما فيه الطلب عليها من قبل السكان الذين تدخل عقاراتهم ضمن المشاريع التطويرية، بالإضافة إلى المستثمرين الذين يبحثون عن ادخار استثماراتهم في الأراضي البيضاء على أطراف العاصمة المقدسة، مع وجود المشاريع التطويرية التي سترفع من قيم تلك الأراضي، كطريق الملك عبد العزيز ومشروع قطار الحرمين.