منزل آخر في ظل قصر فرساي

300 ألف يورو تكلفة تجديده وترميمه

يرجع المبنى إلى القرن السابع عشر («نيويورك تليمز»)
TT

على عكس المنزل المجاور على الطريق نفسه، وهو قصر فرساي، لا يسعى المنزل رقم 37 في شارع باريس والمستتر وراء بوابة خضراء متواضعة، إلى جذب الاهتمام، على الأقل من الخارج.

لكن «هذا المنزل مثل كعكة ميل فيي»، هكذا قالت باتريشا بيرتشال وايت (60 عاما)، مشيرة إلى نوع من الكعك الفرنسي يترجم اسمه إلى «ألف ورقة شجر». وعلى سبيل المجاز، تعد البوابة الأمامية ذات اللون الأخضر الهادئ هي الطبقة الأولى. ويفتح هذا الباب في فناء خارجي. ويجب على الزائر إذن السير عدة خطوات والمرور عبر مدخل مغطى بأغصان مورقة من أشجار خشب الزان. وقالت بيرتشال وايت عن هذه الشجرة: «إنها نوع نادر للغاية، ويبلغ عمرها 150 عاما. إنها محمية من قبل المدينة». وبمجرد المرور من أوراق الشجر، يظهر مدخل منزل بيرتشال وايت، وهو مبنى يرجع إلى القرن السابع عشر، وتظهر كذلك حديقة مساحتها 600 متر مربع، ومشتل لزراعة البرتقال في الجزء الخلفي من المبنى.

وتعيش بيرتشال وايت، وهي مشرفة مبيعات متقاعدة عن العمل، في منزل مزدوج مكون من أربع غرف نوم في مبنى مكون من أربعة طوابق، مع ابنتها ألكسندرا بيرتشال وايت (26 عاما)، محررة في مجال الأزياء.

واشترت بيرتشال وايت هذا العقار، الذي كان وقتها منزلا لأسرة واحدة، في عام 2005 مقابل مليون يورو (نحو 1.26 مليون دولار)، وباعت الطابقين العلويين بعد ترميمهما. واحتفظت بالدورين السفليين لنفسها، وكذلك الحديقة ومشتل البرتقال، الذي تؤجره للضيوف.

وانتقلت بيرتشال وايت، التي تحاول الآن العمل في مجال النحت، إلى هذه المنطقة بعدما ربت ابنتها في مدينة سان جيرمان أون لاي المجاورة.

وقبل الانتقال إلى هذا العقار، قامت بتجديده بالكامل، وأنفقت على ذلك نحو 300 ألف يورو. وتم إزالة الأسقف المعلقة لتظهر الحلي المعمارية التي ترجع إلى القرن السابع عشر. وقالت ألكسندرا بيرتشال، التي ساعدت في عملية الترميم: «لقد قرر الناس الذين عاشوا هنا في السابق إخفاء الصبغة القديمة لهذا المنزل وقاموا بتغطية كل شيء».

لقد نقلوا المطبخ إلى المساحة التي كانت تستخدم كحمام، تاركين البلاط الأصلي على الجدران. وقالت بيرتشال وايت: «إنه غرفة مضيئة، ومن المنطقي استخدامها كمطبخ». ثم قاموا بتزيين منزلهم بالتماثيل التي نحتتها بيرتشال وايت، وسجاد من تركيا، وتحف عتيقة ترجع إلى القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، مثل الثريات الزجاجية الملونة بأحجام متنوعة.

وحصلوا على الكثير من القطع من دور المزادات المحلية. وقالت بيرتشال وايت: «هناك الكثير منها في المدينة. لا يعد جميعها مشهورا، لكنها بمثابة منجم ذهب مطلق». وتشمل مقتنياتها الثمينة مجموعة من المصابيح من النوع الذي كان مستخدما في بيوت البغاء الفرنسية في مطلع القرن العشرين، التي كانت مصنوعة من ريش طائر التدرج.

وتضيف الحديقة لمسة أخرى من لمسات الرقة والجمال.

واستعانت بيرتشال وايت بمصمم متخصص في تصميم الحدائق لمساعدتها على تصميم المساحة الخارجية، التي تشكل اليوم حديقة للفواكه والزهور. كما يوجد في هذه الحديقة «تعريشة» تحتوي على طاولة من السلك المتعرج ومقاعد بها وسائد ملونة. وفي عام 2007، تم تحويل مشتل البرتقال، الذي كان مهجورا لفترة طويلة، إلى بيت زجاجي بتكلفة بلغت نحو 300 ألف يورو.

وقالت ألكسندرا بيرتشال وايت: «بمجرد اختراق جميع الطبقات، تنسى أنك في وسط المدينة. إن الأمر دوما بمثابة صدمة أن تعود إلى الحضارة».

* خدمة «نيويورك تايمز»