خبيرة عقارية سعودية تدعو إلى ضرورة هيكلة البنية التنظيمية في القطاع العقاري

شروق السليمان تؤكد أن العقار أصبح مفهوما تنمويا شاملا بخدمات اجتماعية واقتصادية وبيئية

شروق السليمان («الشرق الأوسط»)
TT

دعت مسؤولة عقارية في الغرفة التجارية الصناعية بجدة (غرب السعودية) إلى ضرورة إعادة هيكلة البيئة التنظيمية في القطاع العقاري، حيث تحتاج جودة التصميم ونوعية الخدمات المتوفرة في سوق العقار إلى الكثير من العاملين في هذا القطاع للارتقاء إلى مستوى الصناعة.

وقالت شروق السليمان عضو لجنة التطوير العقاري بالغرفة التجارية الصناعية في جدة: «إن النشاط العقاري ليس مجرد حجر وأسمنت وحديد وتجارة أرض وبناء، ولكنه في المفهوم التنموي الشامل خدمة اجتماعية وبيئية واقتصادية وفلسفية كاملة، تراعي منظومة الوعي الإنساني والتراث الوطني والذوق الفني والمصالح المادية في آن».

وأبدت السليمان خشيتها من تراكم تداعيات الوضع العقاري الحالي، التي قد يصعب احتواؤها مستقبلا، وأضافت: «إننا على وشك أن نشهد طفرة كبيرة في هذا القطاع».

وجاء حديث عضو لجنة التطوير العقاري بالغرفة التجارية الصناعية في وقت الإعلان عن انعقاد اللقاء الأول للحلول العقارية المبتكرة برعاية الأميرة العنود بنت عبد الله بن محمد، حرم أمير منطقة مكة المكرمة، الذي عقد مؤخرا.

وأوضحت السليمان أن اللقاء هدف إلى التعريف بالحلول الابتكارية الجديدة للاستثمار العقاري، وأضافت: «قد لا يكون هذا اللقاء الأول من نوعه في الحديث عن قضايا صناعة العقار وهمومها، إلا أننا نأمل أن يكون الأول في تكريس مفهوم جديد للخدمات المرتبطة بهذه الصناعة، وتحديدا الخدمات المقدمة من قبل قطاع الوساطة العقارية».

وبينت أنه على الرغم من أن قطاع العقار يشكل رافدا حيويا واقتصاديا بالغ الأهمية لمساسه المباشر بحياة الناس، عدا عن كونه أحد أهم الأوعية الاستثمارية على الإطلاق، فإنه يعاني بشكل عام من غياب المعايير نتيجة للبيروقراطية وغياب التشريعات وتراخي كثير من المنتمين إلى هذه الصناعة. وأبدت أسفها لعدم التمكن من إصلاح قطاع العقار على الرغم من انعقاد عشرات المؤتمرات والمنتديات، حيث قالت: «على الرغم من عشرات المنتديات والمؤتمرات التي عقدت لإصلاح حال هذا القطاع، فإن طروحاتها ظلت غالبا مجرد توصيات لم تنفذ، وبالتالي طغت المبادرات الفردية على السوق وغابت عنها مصطلحات كالتنمية العقارية والتطوير العمراني». وتعقد السليمان المقارنة مع دول الخليج، فتنبه إلى أن أسواقا إقليمية مجاورة «تمكنت بشكل لافت من تقنين أداء هذا القطاع والارتقاء بمعايير الصناعة إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أننا لم نستفد كثيرا من هذه التجربة بحيث يتم تحليلها وتكييفها بما يتلاءم مع ظروفنا وبحيث نبدأ من حيث انتهى الآخرون».

وحول التطورات المتوقعة، عبرت السليمان عن خشيتها أن تتراكم تداعيات الوضع، بحيث يصعب احتواؤها مستقبلا، خصوصا أن القطاع على وشك أن يشهد طفرة كبيرة.

وبينت عضو لجنة التطوير العقاري أن الدولة قد تبنت مؤخرا خطة لإنشاء مليون وحدة سكنية جديدة على مدى الأعوام القادمة للتجاوب مع التحديات الديموغرافية التي يفرضها معدل النمو السكاني الذي يتجاوز 2.3 في المائة لشعب يافع تبلغ نسبته 60 في المائة من سكانه تحت سن 40 عاما، وهو ما يشير بقوة إلى النمو القادم للطلب على الوحدات السكنية وبالنتيجة زيادة الطلب على المشتقات العقارية الأخرى.

ورافق اللقاء الأول للحلول العقارية المبتكرة معرض صور المشاعر المقدسة والحج للأميرة ريم محمد الفيصل، وكانت المصورة الدولية قد جالت بمعرض الحج دول العالم من الصين إلى ألمانيا وباريس ولندن وتونس، ليحط الرحال أخيرا في بوابة الحرمين الشريفين جدة في هذه المناسبة.