على الرغم من أن سوق العقارات في الولايات المتحدة تعاني منذ أكثر من عامين من تراجع بسبب الأزمة المالية والمصرفية، فإن العقارات في العاصمة واشنطن ما زالت مرتفعة نسبيا. فبالإضافة إلى كونها عاصمة الولايات المتحدة ومصدر أهم القرارات السياسية في العالم، تجتذب واشنطن الطلاب في أحسن الجامعات الأميركية التي تتخذها مقرا لها.
وعندما يفكر المرء في شراء عقار في واشنطن، ربما ينظر إلى الولايات المجاورة لها، فيرجينيا وماريلاند، اللتين تتمتعان بمساحات أكبر مما يعني أسعارا أفضل لشقق وبيوت بمساحات أوسع. ولكن إذا كان لدى المرء مليون دولار ويريد الإقامة في واشنطن، عليه أن يرضى بسعر أغلى نسبيا ومساحة أصغر، مع ميزة القرب من مراكز العمل وعدم الاعتماد على القيادة مسافات بعيدة والمعاناة من أزمة المواصلات. وتعكس العقارات في واشنطن طبيعة العمل فيها، إذ عادة ما تكون الشقق غرفة نوم أو غرفتي نوم لعزاب أو زوجين من دون أطفال ويعملان في مجال السياسة أو الإعلام. ويذكر أن كل 4 سنوات أو 8 سنوات، تؤكد الانتخابات الرئاسية تغييرا في الإدارة الأميركية مما يعني تغييرا في التعيينات السياسية فيها. وعليه، يغادر أصحاب الإدارة السابقة العاصمة ومعهم تخلو العقارات، لتأتي موجة جديدة من السياسيين والنشطاء الحزبيين من الحزب الفائز، وتشهد واشنطن تغييرا في أصحاب العقارات، على الرغم من أن الكثير من هؤلاء يفضلون الإيجار، خاصة أنهم لا يتوقعون البقاء طويلا في العاصمة.
وبسبب ضيق المسافات في واشنطن، ومساحتها الإجمالية 68.3 ميل مربع و10 في المائة منها مياه، غالبية العقارات على شكل شقق في بنايات حديثة، أو بيوت قديمة أصبحت مقرا لشقق على كل طابق منها. وبالطبع فإن أسعار الشقق تختلف بحسب المناطق في واشنطن، والتي تعتبر الجهة الشمالية الغربية الأفضل من النواحي الأمنية والمعيشية. وبنحو مليون دولار، يمكن شراء شقة بغرفتي نوم وحمامين. وتعرض بناية «22 ويست» القريبة من منطقة «جورج تاون» الراقية حاليا شقة مساحتها 1247 مترا مربعا بمليون و75 ألف دولار، مما يجعل سعر المتر المربع 862 دولارا. كما أن بناية «إيري» في منطقة «آدمز مورغن» المعروفة بمطاعمها والحياة الليلية الصاخبة، فهي تعرض شقة لغرفتي نوم وحمامين بمليون و25 ألف دولار، مساحتها 1435 مترا مربعا، مما يجعل تكلفة المتر المربع 714.29 دولار.
وربما أفخر عنوان لشقة في واشنطن هي في مجمع «ووتر غيت» التي كانت تسكن فيها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس، واشتهر المجمع في فضيحة «ووتر غيت» في عهد الرئيس الأميركي السابق ريتشارد نيكسون. ولكن من الملفت أن أسعار الشقق ليست باهظة بسبب قدم العمارة التي بنيت عام 1968 فهي من المباني القديمة في العاصمة. وتكلف شقة بغرفتين وحمامين بين 700 ألف دولار و1.8 مليون في المجمع الشهير، بحسب المساحة، وعادة يقدر المتر المربع بنحو 400 دولار.