دبي: مجمع بوابة الخيل السكني يحقق «حلم العيش في دبي» لمنخفضي الدخل

يبتعد دقائق عن برج العرب وأسعاره المنافسة تفاجئ الكثيرين

TT

لمن يعمل في دبي من متوسطي الدخل وهم كثر ويشكلون نسبة كبيرة من المقيمين، إن أراد أن يتجنب العيش في الإمارات المجاورة لدبي كالشارقة وعجمان ويبتعد عن ازدحام الطرق في ساعات الذروة، أن يرضى بواقع قد يكون صعبا، لا بد أن يرضخ له، يتمثل في أن يتشارك السكن في غرفة مع شخص أو اثنين وربما ثلاثة في منطقة قريبة من مكان عمله، وتقلل من تكلفة السكن الباهظ في الإمارة الحلم، هذا هو واقع الحال تماما قبل أن تتسلل تداعيات أزمة المال العالمية إلى كل شيء وتغير المعادلة العقارية بشكل واضح مع بداية العام الحالي. ففي هذه الأيام.. ما رأيك أن تسكن في منطقة تبعد بالسيارة خمس دقائق عن برج العرب، في شقة مؤلفة من غرفة وصالة، وموقف للسيارة، وبالتقسيط على سبع دفعات سنويا، وبنصف ما كنت تدفعه إيجارا لغرفة بفيلا في منطقة الجميرا، تنتهي خصوصيتك فيها عند بابها؟.. قال لي صديق يعمل في إحدى شركات مدينة دبي الطبية فاغرا فاه: «مستحيل!!.. أين؟!».

في الواقع هذا ما تقدمه مجموعة «دبي للعقارات»، العضو في «دبي القابضة»، عبر مجمع «بوابة الخيل» السكني الذي صمم وفقا لما تقوله الشركة ليتلاءم مع الاحتياجات والخيارات السكنية الجديدة في ظل ما تراه انتعاشا في سوق الإيجارات على الوحدات السكنية المتكاملة.

ويبدو المجمع للزائر نموذجا للمشاريع السكنية المتكاملة، حيث الموقع المتميز والمساحات المناسبة والأسعار المقبولة، فيما يبدو واضحا معه أن امتلاء هذا المكان المغري بالسكان سيدر سيولة لا بأس بها على الشركة قد تكون بحاجة لها كما هو حال معظم الشركات في هذه الفترة.

الشركة تقول إنها حولت حلم العيش في دبي إلى حقيقة للكثير من المقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بفضل ما يقدمه المشروع من خيارات سكنية واسعة تشمل الاستوديو، والشقق ذات الغرفة الواحدة، والغرفتين، والثلاث غرف نوم، بأسعار منافسة، بالإضافة إلى الموقع المثالي، وبالفعل الزائر للمشروع سيلمس مستوى واضحا من التنظيم سواء خارج الأبنية أو بداخلها، فيما ترى الشركة المطورة أن مشروع «بوابة الخيل» يعتبر مثاليا لكل سكان دولة الإمارات الذين يقطعون مسافات سفر طويلة ومرهقة للوصول إلى أعمالهم.

ولتسهل المقارنة بين ما كانت عليه الأسعار وأسعار اليوم، كان بدر قطاش، وهو موظف في شركة بمدينة دبي الطبية يسكن في غرفة في منطقة أم سقيم القريبة من برج العرب مع صديق يشاركه السكن، ويدفع مقابلا لهذه الغرفة التي تبلغ مساحتها 20 مترا مربعا 5000 درهم (1350 دولارا) شهريا، لكن مشروع «بوابة الخيل» يقدم عرضا تبدأ فيه أسعار الوحدات النظامية من23.000 درهم إماراتي (500 دولار)، بنما يمكن الحصول على شقة صغيرة مؤلفة من غرفة وصالة بقيمة (700 دولار) شهريا، بالإضافة إلى خيارات أخرى لشقق أوسع مؤلفة من ثلاث غرف مثلا وبأسعار منافسة، صحيح أن هناك من يقول إنك لن تستطيع أن تشبه منطقة الجميرا بمنطقة القوز التي يقع فيها المشروع، لكن المشروع يقع أيضا على مقربة من الطرق السريعة الرئيسية في دبي، ويبعد دقائق معدودة عن منطقة الأعمال المركزية في دبي، ومنطقة دبي الجديدة، والمدينة القديمة بالقرب من برج خليفة.

ويقول خالد المالك، الرئيس التنفيذي لمجموعة «دبي للعقارات»: «يأتي مجمع (بوابة الخيل) السكني كاستجابة من مجموعة (دبي للعقارات) لمتطلبات السوق، حيث تشهد حركة السوق العقارية في دبي حاجة ملحة وطلبا متزايدا على تأجير الوحدات السكنية متكاملة المزايا، حيث تتمتع الوحدات السكنية في المجمع بالمساحات الفسيحة والموقع المثالي والأسعار التي تلائم الجميع من دون التنازل عن أعلى مستويات الجودة»، ويرى المالك أن اجتماع كل تلك المزايا في مجمع سكني هو تجسيد لمعنى التكامل الذي يبحث عنه حاليا العملاء سواء من الشركات أو الأفراد.

لكن هذه الأسعار لا تبدو طفرة في سوق دبي العقارية هذه الأيام، وإن كانت الأقل لكنها تأتي في ظل هبوط واضح في الأسعار عموما، فالبعض يرى أنها أسعار منخفضة إذا ما قورنت بالأسعار السابقة، لكنها الأسعار المنطقية والعادلة للعيش في دبي.

لكن انخفاض الأسعار في منطقة معينة في دبي، وهناك عدة أمثلة على ذلك، يجعل تلك المنطقة مقصدا مثاليا لشريحة العمال، وتتحول في زمن قياسي إلى بيئة غير مناسبة لسكن العائلات وفق التصنيف السائد اجتماعيا في دبي، هذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار إمكانية تشارك ستة أشخاص في سكن مؤلف من غرفة نوم واحدة، على الرغم من أن مشروع «بوابة الخيل» خصص مناطق معينة لسكن العائلات ومناطق أخرى لسكن العزاب.

وكانت مجموعة «دبي للعقارات» قد وقعت اتفاقات مع عدد من الشركات التي تتخذ من دبي وأبوظبي مقرات لها، بما فيها «طيران الإمارات» ومجموعة «جميرا» ومجموعة «بن هندي» لإسكان موظفيها في مشروع «بوابة الخيل» الذي تكلف بناؤه ثلاثة مليارات درهم.

وتؤكد الشركة أنها تركز على «تلبية المتطلبات الجديدة التي أفرزتها احتياجات السوق العقارية في دبي، وذلك عبر مجمع (بوابة الخيل) السكني الذي صمم ليتلاءم مع الاحتياجات والخيارات السكنية الجديدة في ظل انتعاش سوق الإيجارات على الوحدات السكنية المتكاملة».

والواضح أن مشروع «بوابة الخيل» سيفتح الباب أمام رواج هذا النوع من المشاريع القريبة من مركز دبي، ذات الأسعار المعتدلة، ومنطقيا سيؤثر على الأسعار أيضا لأنه يوسع رقعة العرض في الإمارة، كما أن هذا النوع من المشاريع يعزز جانب العدالة الاجتماعية في مجتمع متوسطي الدخل من المقيمين من خلال تقليل نسبة ما اعتادت هذه الشريحة على إنفاقه على السكن المعروف بارتفاعه في الإمارات، وذلك من خلال مساكن صحية تحقق ظروفا إنسانية، لمن أرهقتهم حياة المشاركة في السكن، وانعدام ما يسمى بالخصوصية.

وتتراوح مساحات الوحدات السكنية بين 420 قدما مربعا للاستوديوهات، و690 قدما مربعا للشقق بغرفة نوم واحدة، و966 قدما مربعا للشقق بغرفتي نوم، و1150 قدما مربعا للشقق من ثلاث غرف نوم، ويقع المشروع على مقربة من الطرق السريعة الرئيسية في دبي، ويبعد دقائق معدودة عن منطقة الأعمال المركزية في دبي، ومنطقة دبي الجديدة، والمدينة القديمة بالقرب من برج خليفة.

ويجري حاليا العمل على تطوير عدد من الخدمات والمرافق التي من شأنها رفع مستوى الرفاهية ضمن المجمع الذي يمتد على مساحة 7 ملايين قدم مربع، حيث تخطط مجموعة دبي للعقارات لبناء قاعة لياقة بدنية، وحوض سباحة، ومنطقة ألعاب للأطفال، وعدد من المرافق الرياضية التي تتضمن ملاعب متعددة الاستخدامات لرياضات كرة السلة، والكرة الطائرة، وكرة المضرب، وملعب للكريكت، بالإضافة إلى محلات تجزئة لتوفير تسهيلات وخدمات راقية لقاطني المجمع في وقت أصبح المجمع فيه الوجهة القادمة لعدد من الأشخاص ممن استطلعت «الشرق الأوسط» آراءهم.