بمليوني جنيه (34.9 ألف دولار) بإمكانك تملك شقة بمحافظة بورسعيد (180 كيلومترا شمال القاهرة) لا يوجد ما يميزها سوى موقعها الفريد، وهو يكفي. فرغم أن مساحتها لا تتجاوز 200 متر، فإن إطلالتها تستضيف أفق الأبيض المتوسط لحظة التقائه بمياه البحر الأحمر المتدفقة عبر قناة السويس.
ثلاثة مبان فقط، اثنان (سكني) وآخر فندقي، في محافظة بورسعيد يتمكن قاطنوها من رؤية تلك الإطلالة، ومن شرفة الشقة لن تستطيع أن تغفل عينيك حركة السفن بكل أنواعها التي تعبر في كلا الاتجاهين على بعد أمتار قليلة منك، وسيمر أمامك كل أطياف البشر، فأمامك مباشرة ميناء للصيد، ويجاوره بعدة أمتار ميناء لاستقبال السفن السياحية التي تجوب موانئ العالم، وعادة ما يتسوق ركابها لأيام قليلة في المدينة، ليكملوا بعدها رحلتهم، وينتهي الشارع الذي يفصل بين المبنى والمياه.. قاعدة تمثال فرديناند ديليسبس، الرجل الفرنسي صاحب مشروع حفر أهم ممر ملاحي استراتيجي بالعالم، الذي يبدأ معه رصيف ديليسبس الذي يبلغ طوله 200 متر، وهو الملتقي الرئيسي لسكان المحافظة أوقات العطلات.
وتتبع تلك المنطقة شارع الجمهورية، ويعتبر من أغلى المناطق هناك، ويتراوح سعر المتر فيه من 4 آلاف إلى 10 آلاف جنيها.
هاني عبد العليم، سمسار عقاري ببورسعيد، يرجع أسباب ارتفاع أسعار تلك المنطقة، إلى موقعها الفريد الذي تسابق رجال الأعمال والعاملون في الخارج للسكن فيه، ويرى أن امتلاك شقة في تلك المنطقة يعتبر استثمارا جيدا، لإقبال شركات التوكيلات الملاحية العالمية لاستئجار شقق ليتخذوها مقرا، إلى جانب اتجاه الدبلوماسيين بالقنصليات الأجنبية بالمحافظة للسكن فيها.