أول «مدينة خضراء» في المغرب تشيد جنوب الدار البيضاء

تعتمد على معمار صديق للبيئة للتحكم في التلوث

TT

على بعد 20كيلومترا جنوب الدار البيضاء، في منطقة «ساحل الخيايطة» يجري التخطيط لإنشاء أول مدينة خضراء في المغرب، وفق أحدث المعايير في مجال الحفاظ على البيئة وحمايتها، عبر اعتماد تقنيات «المعمار الصديق للبيئة»، وذلك بغرض تقليص التلوث والتحكم فيه، والاعتماد على الطاقات المتجددة، والاستغلال الرشيد للطاقة والماء.

وفي هذا السياق، يقول سيف الدين الخرشافي، مدير شركة تهيئة المدينة الجديدة «ساحل الخيايطة»: «هدفنا، الذي يبدو حلما، هو إنشاء مدينة مكتفية ذاتيا من حيث الطاقة عبر استغلال الإمكانات المتاحة محليا من الطاقات المتجددة، خاصة الشمس والرياح».

وأوضح الخرشافي لـ«الشرق الأوسط» أن الدراسات الخاصة بالمشروع في مرحلة متقدمة. وأضاف: «نحن بصدد إطلاق طلب عروض دولي خلال الأيام المقبلة، من أجل إجراء دراسة دقيقة حول مخطط إنتاج واستهلاك الطاقة في المدينة الجديدة وفق الأهداف المحددة. ونتوقع أن تبدأ أشغال بناء المدينة الجديدة خلال العام المقبل».

وسيتم إنجاز المدينة الجديدة في إطار شراكة بين القطاعين العام والخاص، إذ ستقوم شركة تهيئة «ساحل الخيايطة»، التابعة لمجموعة العمران العقارية الحكومية، بإعداد المجال عبر بناء التجهيزات الأساسية. بعد ذلك، سيتم عرض تجزئات أرضية كبيرة ومجهزة على شركات القطاع الخاص، من أجل إنشاء العمارات السكنية والمباني، وذلك وفق المعايير والمواصفات البيئية التي تحددها شركة التهيئة.

وتستفيد الشركات العقارية التي تنخرط في المشروع من عدد من برامج الدعم الحكومي، انطلاقا من تسليم البقع الأرضية بتكلفة جد منخفضة، إلى الدعم المالي المخصص لتشجيع اعتماد المعايير الصديقة للبيئة في مجال البناء.

ومن مزايا المشروع أن 927 هكتارا من بين الأراضي المخصصة له في ملكية الدولة، ولن يكون على شركة التهيئة أن تتفاوض مع الملاك الخاصين إلا على نحو 300 هكتار، الشيء الذي جعل حصة تكلفة الأرض في الاستثمار الإجمالي للمشروع جد منخفضة، وبالتالي فإن الثمن الذي سيتم به تفويت الأرض للشركات العقارية سيكون قريبا من تكلفة أشغال التهيئة والتجهيز.

وستغطي البنايات السكنية نحو 33 في المائة من المساحة المخصصة للمشروع، وتتشكل من مزيج من السكن الراقي والمتوسط والاقتصادي. ويضيف الخرشافي: «نحرص كثيرا على التنوع الاجتماعي وتنوع أنماط السكن في المدينة الجديدة، التي نريدها أيضا أن تكون مدينة متكاملة. لذلك، لن نقتصر على المشاريع السكنية وحدها. فنحن نخطط لإنشاء منطقة للأنشطة الاقتصادية والصناعية غير الملوثة، بالإضافة إلى كافة المرافق والمنشآت الخدماتية والترفيهية، خاصة الجامعة، ومستشفى كبير ذي بعد إقليمي. إضافة إلى العناية بالطابع الأخضر للمدينة عبر التشجير وتخصيص حيز كبير للحدائق والمساحات الخضراء».

وبالنسبة لإنتاج الطاقة، يتوقع المشروع الأولي بناء نحو 30 منشأة لتوليد الكهرباء من الرياح، والتي يقدر طاقتها بنحو 100 ميغاواط. بالإضافة إلى توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية عبر تقنية الفوتوفولتاييك على سطوح وجدران البنايات. غير أن الخرشافي يتحفظ كثيرا في إعطاء تفاصيل حول هذا الجانب من المشروع. ويقول: «هذا المجال يعرف تطورات تكنولوجية كبيرة وسريعة. لذلك، نحن حددنا الهدف الكبير فقط، وهو الاكتفاء الذاتي من حيث الطاقة. وسننتظر ما تقترحه الشركات المهتمة عند طرح طلبات العروض، لأن شركات القطاع الخاص المتخصصة هي التي ستقوم بإنشاء وإدارة هذه المنشآت».