منازل مشاهير تعرض للبيع في مانهاتن.. أرخصها يبدأ من مليون دولار

أحدها للرسام الأميركي روكويل وآخر للشاعر لانغستون هيوز

TT

من الصعب أن تجد منزلا يعرض بمليون دولار في جزيرة مانهاتن التي تضم جواهر العقارات الأميركية ولكن إحدى الوكالات عرضت منزل أحد المشاهير بمليون دولار ولكنه يحتاج إلى إصلاحات. ولكن رغم ذلك فإن موقع المنزل في منطقة إيست مانهاتن وبالقرب من الفيفث أفنيو يجعل منه فرصة نادرة للمشترين.

وأحيانا، تكشف نظرة سريعة على العقارات المعروضة للبيع خلال أسبوع ما معلومات أكثر بكثير عما توضحه الأسعار بوجه عام في سوق العقارات بنيويورك المتغير باستمرار - أو الذي لا يتغير بسرعة كافية في بعض الأحيان. في تاريخ ثلاثة منازل بالمدينة معروضة للبيع، تمتزج عوالم الشعر وحركة «نهضة هارليم»، والفن والرسام نورمان روكويل، ومنطقة موراي هيل الارستقراطية القديمة.

وقد عاش لورانس ووتربري، لاعب البولو الشهير الذي ورد ذكره في «جورج غراهام باين كوليكشن» ووثائق مكتبة الكونغرس، في 132 إيست 38 ستريت.

ويذكر أن ووتربري كان زوج إحدى أقارب إليانور روزفلت، وكان يتسم بشخصية غريبة الأطوار بعض الشيء. مثلا، في إحدى ليالي شتاء عام 1914، اندلع حريق بالطابق الأعلى من منزله الكائن في 132 إيست 38 ستريت بينما كان يرتدي ملابسه استعدادا لحضور حفل عشاء. وتوقف ووتربري قليلا أثناء انهماك قوات الإطفاء في إخماد الحريق، ثم انتهى من ارتداء حلته وتوجه لحضور الحفل، طبقا لرواية للحادث أوردتها «نيويورك تايمز».

وقد عرض منزل ووتربري للبيع مقابل 2.695 مليون دولار من جانب شركة «فاندنبرغ» الخبيرة بمجال بيع العقارات. خلال جولة أجريت مؤخرا، بدا ديكستر غوريري، رئيس «فاندنبرغ»، مبتهجا بتفاصيل المكان الغريبة وتاريخه. من الأمور الغريبة حول هذا المنزل البالغة مساحته 2.000 قدم مربع ويتألف من أربعة طوابق، ويضم قبوا وشرفة على السطح بمساحة 400 قدم مربع، وعندما تدخل إليه، لا تتجاوز المسافة بين الباب الأمامي والمطبخ الخلفي 24 قدما، ولا تملك حينها سوى التساؤل: أين باقي المنزل؟

وتجد أمامك سلسلة من السلالم الضيقة، ويضم كل طابق غرفة واحدة رئيسية. ويصف غوريري تصميم تقسيم غرف المنزل بأنه أشبه بـ«كعكة مجمدة». وتقدر المسافة ما بين المنزل والشارع بـ20 قدما. ومن الخارج، يبدو المنزل شبيها بالكثير من المنازل الأخرى في مقاطعة موراي هيل التاريخية. وعادة ما يتراوح عمق منازل المدينة بين 45 و65 قدما. أما العمق السائد في النسبة الأكبر من المنازل فهو قرابة 60 قدما، حسبما ذكر غوريري. إلا أنه عام 1869، عندما أصبحت موراي هيل منطقة مشهورة يفد الناس للسكنى بها، بنى مهندس معماري خمسة منازل أصغر عن الحجم المعتاد لمنازل المنطقة، بينها المنزل رقم 138، وذلك كي تتسع رقعة واحدة من الأراضي لعدد أكبر من المنازل، طبقا لتقرير صادر عن «لجنة الحفاظ على المعالم التاريخية».

ووصف غوريري المنزل، الذي لم يشهد أي تجديدات في الفترة الأخيرة، بأنه فرصة رائعة، بالنظر إلى أن المنزلين المجاورين اللذين تم تجديدهما بيعا بثمن أعلى بكثير.

وقد بيع المنزل رقم 133 الذي طلب أصحابه مبلغ 4.995 مليون دولار. كما بيع المنزل رقم 124 الذي يضم بداخله مصعدا، مقابل 4.2 مليون دولار في فبراير (شباط) الماضي، طبقا لما ذكرته مواقع الكترونية.

وفي إيست هارليم، عرض المنزل السابق للشاعر والكاتب لانغستون هيوز للبيع مجددا. ويذكر أن هذا المنزل جرى طرحه للبيع مرارا. أما المنزل الكائن في 20 إيست 127 ستريت، بين فيفث أفنيو وماديسون أفنيو، فقد عرض للبيع مقابل مليون دولار. ويعد ذلك أقل سعر ممكن لمنزل مؤلف من خمس غرف للنوم وأربعة حمامات في مانهاتن. إلا أن الإعلان يضم عبارة «أحضر معك مهندسك المعماري والمقاولين العاملين لحسابك!» وبني المنزل عام 1869، وهو الآن بحاجة لإصلاحات كبيرة. ورغم ذلك، قال مايكل بيليغرينو، الوكيل المعني بعملية البيع من شركة «سوزبي إنترناشونال رويالتي»: «الأمر ليس بحاجة للتفكير، ففي غضون خمس سنوات فقط سترتفع قيمة هذا المنزل للضعف».

إلا أنه يبقى من المتعذر تحديد ما هي الصفقات التي لا تحتاج للتفكير في هذه السوق. وقد مال المشترون، من جانبهم، لتجنب العقارات التي تفتقر إلى حالة تسمح بالانتقال إليها على الفور. حاليا، تشهد المنطقة دفعة على الصعيد العقاري مع بناء العديد من المباني ذات الملكية المشتركة بين أفراد خلال السنوات القليلة الماضية، وما تزال المبيعات في تزايد، وإن كان ببطء.

ويذكر أن هيوز، الذي يعد رائدا فيما بات يعرف بـ«شعر الجاز»، سافر وتنقل بين العديد من المناطق بمختلف أرجاء البلاد، بل والعالم أيضا، قبل أن ينتقل إلى هذا المنزل في أواخر أربعينات القرن الماضي. وقد قضى بالمنزل باقي سنوات عمره حتى وفاته عام 1967 عن 65 عاما. ومع الاقتراب من وسط المدينة، ترتفع أسعار العقارات. وقد طرحت شركة «كوركوران غروب» منزلا بمنطقة غرين فيليدج مقابل 12.995 مليون دولار.و يقع المنزل في 280 ويست فورث ستريت، بين شارعي بيري وويست 11، وكان في السابق منزل الرسام الأميركي تشارلز وبستر هوثورن، من المدرسة الانطباعية، حيث اشتراه عام 1919. وقد أسس هوثورن «مدرسة كيب غود للفنون» وكان معلم نورمان روكويل.

وينقسم المنزل المؤلف من خمسة طوابق والمصمم على الطراز اليوناني لأربع وحدات، وهو منزل عائلي حيث يحتفظ مالكاه، لويد وسوزان روس، اللذان يعيشان في فيرجينيا، بشقة الطابق الأول للمكوث بها أثناء زيارتهم للمدينة. ويعيش نجلاهما بشقتين أخريين من المنزل، وتعيش ابنتهما التي تعمل مصورة بالطابق الرابع. وهناك استوديو للرسم - كان يخص هورثورن - في الطابق الخامس.

ويقوم المبنى على مساحة 5.000 قدم مربع. وطبقا لإعلان عرضه للبيع، فإنه من الممكن بسهولة تحويله لمنزل يضم أسرة واحدة. وأوضح روس أن أبناءه يرغبون في الرحيل عن المنزل الآن، حيث يرغب نجلاه في العيش بمساحات أوسع، بينما رزقت ابنته بطفل وترغب في الانتقال إلى فيرجينيا.

وقال: «فجأة أصبحنا نعيش بمبنى جميل نقضي كثيرا من الوقت في تجديده، ويرغب الجميع في الرحيل عنه ما عدا نحن الاثنين». واشترى روس وزوجته شقة في ميدان وان جاكسون في مبنى يخضع لملكية مشتركة لسكانه. وعلق على ذلك بقوله: «ستكون تلك تجربة مختلفة تماما».

* خدمة «نيويورك تايمز»