آمال أن ينعش مبنى نوكيا الجديد العقارات في مدينة سنيفيل الأميركية

وسط كم هائل من فائض المساحات المكتبية في المدينة

TT

يأمل مسؤولو المدينة أن يشكل مبنى شركة «نوكيا» الجديد هنا، الذي تحول في غضون ستة شهور إلى مقر رئيسي متلألئاً بعد أن كان مجرد هيكل لا حياة فيه، عامل تحفيز لإحياء مشروع تنمية عقارية في وسط البلد يغطي مساحة 36 هكتارا بعد أن تعثر على مدار أكثر من عقد على أيدي شركة تنمية عقارية واحدة تلو الأخرى. ومن المقرر أن تتركز العمليات الإقليمية لـ«نوكيا»، وهي شركة فنلندية تعمل بمجال إنتاج الهواتف النقالة، داخل المبنى الجديد الذي بلغت تكلفة بنائه 76 مليون دولار ويضم 500 موظف تقريبا. من جانبه، قال إل. غيرالد هنت، شريك إداري لدى «كواترو ريالتي غروب»، التي تسلمت المبنى بناء على حكم من المحكمة: «عقد الاستئجار الخاص بنوكيا سيغير صورة المشهد بوجه عام». يذكر أن «كواترو ريالتي غروب» تعمل بمجال التنمية العقارية بالمشروع على أساس تلقيه اجر، وليس لها حصة في ملكية المشروع. ومن أجل إنجاز صفقة «نوكيا»، التي أبرمت في مايو (أيار) الماضي، ناضل هنت للتغلب على العديد من العقبات. وقد ساور الكثير من السكان الحذر إزاء استئجار عقار كان نصف منجز فقط في منطقة لديها بالفعل فائض في المباني المنجزة الخالية. فنيا، يعد المشروع مملوكا لـ«بريف»، وهي شركة استثمارية مقرها سان فرانسيسكو، و«ساند هيل بروبرتي كمباني» ومقرها سان ماتيو في كاليفورنيا التي تنازلت عن السيطرة على العقار لحساب المحكمة عام 2007. ورفض هنت الكشف عن شروط الإيجار، مبررا ذلك بدواعي السرية. وصلت المساحات الإدارية في «سيليكون فالي» إلى منتصف الثلاثينات بالدولار للقدم المربع سنويا على مدار العام الماضي، طبقا لـ«كوليير إنترناشونال»، وهي شركة سمسرة عقارية. ومثلت «سي بي ريتشارد إليس» شركة «نوكيا» في مفاوضات الاستئجار، بينما مثلت «كاسيدي تورلي» و«سي بي إس» و«كواترو ريالتي غروب». ومن بين العناصر غير الاعتيادية أيضا، على الأقل فيما يتعلق بالشركات العاملة بمجال التقنيات المتطورة في «سيليكون فالي»، قررت «نوكيا» عدم بناء مجمع منغلق على ذاته. وشرعت الشركة في البحث عن موقع يعزز اندماج مكاتب «نوكيا» في مقاطعة سانتا كلارا.

وقالت كارين لاتشتاسكي، المتحدثة الرسمية باسم الشركة: «كانت هناك الكثير من المباني الخالية، لكنها كانت في معظمها مبان خالية منعزلة رغبنا في الوجود في منطقة مزودة بوسائل الراحة، مثل أن يكون لدى العاملين بالشركة القدرة على الخروج لتناول الغداء وتوافر العديد من الأماكن المختلفة لتناول الطعام بها». وقد جاءت إضافة مئات الموظفين من «نوكيا» إلى قلب المدينة سيعود بالنفع على التجار، خاصة أؤلك العاملين في «ميرفي أفنيو»، وهو عبارة عن صف من المباني تقف بين محطة قطار «كالترين» والمبنى الإداري الجديد. وقال جون بيلغر، المتحدث الرسمي باسم مجلس المدينة: «بعض ملاك المطاعم في ميرفي أخبرونا أنهم عاينوا بالفعل زيادة في نشاطهم التجاري» منذ ديسمبر (كانون الأول). ومن المقرر عقد احتفال افتتاح رسمي، الخميس. ويبلغ عدد سكان سنيفيل 140.000 نسمة على بعد نحو 50 ميلا جنوب سان فرانسيسكو، وهي أقل شهرة من مدن أخرى موجود «سيليكون فالي» مثل بالو ألتو أو كوبرتينو، لكنها مركز كبير لفرص العمل. وتشير المدينة إلى أن سكان المدينة يبلغون في الذروة إلى 230.000 نسمة. ويعكس تاريخ سنيفيل تاريخ «سيليكون فالي» ذاتها. كانت المدينة موقفا للمزارعين المحليين حتى مطلع أربعينيات القرن الماضي، عندما بنت الحكومة الفيدرالية صناعة عسكرية في ويست كوست (الساحل الغربي). وظلت سنيفيل والمدن المحيطة مقرا لعدد من كبريات شركات مقاولات على امتداد الحرب الباردة. واشار بيلغر إلى أن «لوكهيد مارتن» ثالث أكبر جهة توظيف. ومثلما الحال مع مدن أخرى، حاولت «سنيفيل» استغلال العديد من أدوات إعادة التنمية لخلق منطقة متناغمة صديقة للمشاه. في أواخر سبعينيات القرن الماضي، بنت المدينة مركزا تجاريا بقلب المدينة كي يتنافس مع مراكز التسوق بالمناطق الحضرية. لكن بعد أقل من 20 عاما، تبدل مركز التسوق التجاري والذي يحمل اسم «سنيفيل تاون سنتر»، وشرع في التهاوي وخضع للحراسة عام 2002. بعد إغلاق المركز التجاري، فشلت مجموعة من شركات المقاولات في إحياء المشروع. عام 2006، هدمت مجموعة من الجهات المالكة الصغيرة مركز التسوق التجاري واقترحت مركزا مزدوج الاستخدام بمساحة 500.000 قدما مربعا، و292 وحدة سكنية ومساحة إدارية 275.000 قدم مربع ومساحة كمرأب للسيارات تزيد على 5.500 قدم مربع. وكانوا عاجزين عن العثور على تمويل، وتبادلت عدة جهات مسؤولية المشروع. ووجد آخر الملاك أن التمويل توقف مع انهيار سوق العقارات عام 2007 وخضع المشروع لحراسة المحكمة، وأصبح هنت هذه المرة الحارس. في الوقت الذي بدت الشخصيات القيادية حذرة تجاه توجيه مزيد من الأموال لمشروعات فاشلة، فإن اهتمام شركة «نوكيا» كان كافيا لتحفيز الجهات المقرضة الحالية ـ «باك أوف أميركا» و«ويلز فارغو» ـ لتقديم 70 مليون دولار لإنجاز المبنى والبنية التحتية المرتبطة به مثل الشوارع والأرصفة الجانبية. وقال هنت: «لقد حصلنا على مشروع في حالة متردية، وبالعمل وبعض الحظ أصبح بإمكاننا إضافة قيمة». لكنه قد يحتاج المزيد من الحظ ويتمثل تحديه القادم في العثور على مستثمر لشراء منطقة كاملة لإعادة التنمية العقارية والتي تقدر قيمتها بـ750 مليون دولار عندما تنجز جميع المباني.

* خدمة «نيويورك تايمز»

* خدمة نيويورك تايمز