مواطن إسباني يستوحي تصميم منزله من شخصية خيالية

تم التصميم على تناسق مع المحيط الخارجي

TT

عندما قرر إنريك بولانكو، الذي يعمل في مجال التسويق الفني بمدريد، بناء منزل ثانٍ له على هذه الجزيرة الواقعة على بعد نحو 100 ميل من الأراضي الإسبانية الرئيسية، وعلل قراره بالرغبة في «الفرار من الحياة الواقعية في مدريد». ومن غير المثير للدهشة أنه استوحى إلهامه من شخصية بيتر بان الخيالية وأطلق على منزله اسمه «نيفر نيفر لاند». وضع تصميم المنزل المهندس المعماري أندريه جاك الذي يملك شركة في مدريد. وقد استغرق جاك عامين في وضع التصميم. وتمثل الهدف الرئيس في تقليل تأثير المنزل على المشهد العام المحيط به بأكبر درجة ممكنة. وعليه، نجد أن المنزل الذي بني على منحدر يقوم على أعمدة تتوافق مع انحناءات والتواءات الأرض، بدلا من بنائه ككيان مسطح مستو. إضافة إلى ذلك، لم تقطع أي أشجار أثناء عملية البناء. بدلا من ذلك، جرى دمجها في الجزء الداخلي من المنزل، حيث ترتفع الأشجار داخل المنزل وتمتد إلى خارج السقف. وقال جاك: «رأى مدير الموقع المسؤول عن البناء أن هذه الفكرة سخيفة ومفرطة في الخيالية، وستجعل الحياة في المنزل أكثر صعوبة»، في إشارة إلى صعوبة دمج الأشجار في التصميم. بدأ بناء المنزل عام 2007، واستغرق البناء عامين وتكلف 500.000 يورو (قرابة 685.000 دولار)، ويضم خمس غرف للنوم. ويقضي بولانكو عطلات نهاية الأسبوع في المنزل وإجازاته ما بين المعارض الفنية. ينقسم المنزل إلى ثلاث وحدات، أو كابينات مثلما يصفها بولانكو، إحداها يضم المطبخ وغرفة المعيشة وغرف النوم الرئيسية، أما الاثنان الآخران فيخصان الضيوف. وهدف التصميم إلى إثارة انطباع بالمعيشة داخل غابة، وتبدو كل وحدة مستقلة عن بعضها البعض، لكنها تبقى مرتبطة عبر مساحات معيشة مشتركة، حسبما ذكر بولانكو. واستخدم في بناء الوحدات أطر معدنية يعلوها حديد صلب للحفاظ على درجة حرارتها لطيفة في الصيف. وتم طلاء درابزين السلالم باللونين الأخضر والأصفر - وعلق بولانكو على ذلك بقوله: «هما لونا الأوراق الجديدة في الوادي المحيط بالمنزل» - بينما حمل الإطار والقوائم على التي تقف عليها وحدات المنزل مرتفعة عن الأرض فحملت اللون الأرجواني لإثارة شعور بالبهجة، حسبما أضاف بولانكو. تضم الوحدات الثلاث نوافذ زجاجية ضخمة تكشف أمام الموجودين في الجزء الداخلي من المنزل مشهدا عاما خارجيا للغابة، وشاطئ البحر يسحر الألباب. وقد تم شراء هذه النوافذ من مدريد وتوصيلها إلى فالنسيا، ثم نقلها باستخدام قارب إلى الجزيرة. وقال بولانكو: «كان من المستحيل العثور على بعض المواد وقطع الأثاث هنا، وهذا هو الجزء الأصعب من الحياة على جزيرة». في الداخل، تحمل الجدران اللون الأزرق السماوي. وقال بولانكو: «لقد استعنا بآلة لقياس مستوى زرقة السماء، الأمر الذي بذلنا أقصى ما بوسعنا بمحاكاته عبر خلط الألوان». أما المساحة أسفل المنزل فتمثل امتداد لفكرة أرض الخيال التي يجسدها المنزل، مع وجود منزل لألعاب الترفيه تضم طاولة كرة الطاولة ولوحة لتصويب السهم عليها ومكبرات صوت استعدادا للحفلات بجانب حمام سباحة.

* خدمة «نيويورك تايمز»