خبراء: العقارات أكبر قطاع في السعودية وحجمه 347 مليار دولار

برج جدة الذي تعتزم «المملكة القابضة» تشييده أكبر المشاريع بقيمة 20 مليارا

شهدت جدة الأسبوع الماضي إقامة معرض «بيغ فايف» للبناء والتشييد («الشرق الأوسط»)
TT

قدر مختصون في قطاع البناء والتشييد قيمة القطاع العقاري في السعودية بنحو 347 مليار دولار، وهو ما يجعله الأعلى قيمة بين قطاعات الأعمال في المملكة، يليه قطاعات البنى التحتية والنفط والغاز والبتروكيماويات والطاقة والمياه.

وقال فراس الصباغ المدير العام الجديد لدى «زاوية» في المملكة العربية السعودية: «تحدّيان جدّيان ومهمان يواجهان صناعة الإنشاءات والعقارات بمنطقة الشرق الأوسط في الوقت الراهن، هما الشفافية والحاجة إلى معلومات دقيقة ومحدّثة».

ووفقا لتقرير مراقبة المشاريع من «زاوية» فإن أضخم المشاريع في السعودية من حيث القيمة هو البرج الذي تعتزم شركة «المملكة القابضة» تشييده في جدّة بقيمة 20 مليار دولار، يليه مشروع محطة راس الزور لتحلية المياه وتوليد الطاقة في منطقة الظهيرة.

وكان التقرير قد صدر على هامش انطلاق معرض «بيغ فايف» الدولي، الذي اختتم الأسبوع الماضي في محافظة جدة (غرب السعودية) بمشاركة أكثر من 300 شركة من 35 دولة، شهدت مجموعة من ورش العمل والنقاشات التي تمحورت حول المفاهيم الأساسية والاستراتيجية للبناء بمشاركة صناع القرار لمناقشة المعوقات التي تواجه هذه الصناعة والتعرف على المشاريع والآفاق المستقبلية.

وأوضح أندي وايت مدير معرض «بيغ فايف» الدولي أن عدد زوار المعرض قد فاق التوقعات، حيث شهد المعرض نحو 10 آلاف زائر على مدى الأيام الأربعة الذي شهدت محافظة جدة.

من جهته قال المهندس فهد الحمادي رئيس لجنة المقاولين في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض والمشارك ضمن «مجموعة الجازع الصناعية»: «لقد جاء المعرض في التوقيت المناسب حيث ضخت حكومة خادم الحرمين الشريفين حزمة ضخمة من المشاريع وسهلت عملية الإقراض من الصناديق العقارية والإسكان، الأمر الذي يجعل من هذا النوع من المعارض حاجة ماسة للسوق المحلية».

وأضاف أن معرض «بيغ فايف» من المعارض المتخصصة في البنية التحتية والمشاريع، حيث إن السنوات الثلاث القادمة سوف تشهد تنفيذ عدد كبير من المشاريع الضخمة، وهذا ما انعكس إيجابا على المعرض بحيث تم حجز جميع المساحات المتوفرة.

من جهته قال إيلي رزق رئيس الشركة المنظمة إن المعرض أتاح للعارضين دخول السوق العقارية السعودية من أوسع أبوابها، في الوقت الذي بلغت فيه قيمة مشاريعها العقارية والمعمارية المنفذة حاليا نحو 420 مليار دولار، فضلا عن عزم الدولة على إطلاق المزيد من المشاريع العقارية ومشاريع البنية التحتية العملاقة خلال الأعوام القليلة المقبلة.

وقال: «شهد معرض (الخمسة الكبار - السعودية) في دورته الأولى جلسات وحوارات معمقة واستشرافية، شارك فيها حشد من المختصين وأقطاب الصناعة العقارية والإنشائية في المملكة وبلدان المنطقة، حيث ناقش المشاركون أهم التحديات الماثلة أمام هذه الصناعة الحيوية، والحلول المتاحة لتمكين الصناعة الإنشائية من التغلب على العقبات الماثلة أمامها. ومع تزايد زخم الاستثمار في تشييد المباني وتنفيذ مشاريع البنية التحتية والمشاريع العقارية والعمرانية عامة، سلط المشاركون في أعمال المعرض الضوء على سبل تحقيق الاستدامة والديمومة الاقتصادية لكل المشاريع قيد التنفيذ».

وحول أبرز الدول المشاركة قال: «لقد حظي المعرض بمشاركات من الموردين الرائدين لمنتجات قطاع الإنشاء من الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة الأميركية وأستراليا والصين والمملكة المتحدة والهند وجنوب شرق آسيا».

من جهته قال موفق علي الهاشمي مدير عام شركة «سقيفة الصفا» إن المعرض حقق أهدافا كثيرة، ومن أهمها أنه قام بتعريف الشركات للمستثمرين والفرص التي أتيحت لعقد صفقات كانت مرتبطة بالتعريف الجيد للشركة للمستثمر وأصحاب المشاريع، خصوصا أن السعودية تعيش حاليا طفرة عمرانية كبيرة من حيث المشاريع السكنية أو التجارية، إضافة إلى مشاريع الدولة حيث إن المملكة بحاجة إلى شركات تغطي الاحتياج المحلي، ويقدر أن نمو القطاع تصاعد إلى أكثر من 8 في عام 2011.

وأضاف: «وهنا في مدينة جدة نجد أن التوسع في النهوض العمراني أفقي بطريقة كبيرة، وهذا يعطي مؤشرا إلى أن جدة بحاجة إلى خدمات أكبر من البني التحتية والعامة والأمن والحماية، مما دفع زوارا متخصصين للحضور بكثافة للمعرض الأسبوع الماضي».

من جهته قال سليم الحربي رئيس مجلس إدارة «منار العمران القابضة» إن المعرض خرج بصفقات وعقود كبيرة، وذلك لما تشهده السعودية من نهوض عمراني متصاعد، مشيدا باستقطاب المعارض الدولية للمساهمة في دعم القطاع من خلال توفير نقطة التقاء بين الشركات العالمية والمحلية لتبادل الخبرات واستكشاف فرص التعاون في بلد يصنف الأول في منطقة الشرق الأوسط».

وشهد القطاع نموا بمعدل 6.4 في المائة، مدعوما بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال المشاريع الإنشائية القائمة والمعلنة، والتي تعتزم الحكومة ترسيتها بقيمة تتجاوز 300 مليار ريال (80 مليار دولار) خلال السنوات الخمس القادمة، ليصبح قطاع الإنشاءات والتشييد مستحوذا على حصة قدرها 10.48 في المائة من الناتج المحلي للقطاعات غير النفطية في المملكة.

إلى ذلك توافقت آراء الخبراء في عدد من قطاع المقاولات المحلي والدولي على أن السعودية ستشهد طفرة كبيرة في قطاع المقاولات والصناعة، في ظل تصاعد عدد المشاريع التي تشهدها المنطقة، لا سيما أن الدعم الذي قدم مؤخرا من قبل خادم الحرمين الشريفين سيكون له دور في نمو حجم الاستثمارات والتنافس في ما بين الشركات المحلية والأجنبية.

وأكدت الشركات أن تبادل الخبرات وعرض الجديد من المنتجات في المعرض ومحاولة جذب أصحاب المشاريع بنسبة قد تصل إلى 10 في المائة من حجم المشاريع لكل شركة، سيكون له انعكاسات إيجابية، لا سيما أن الكثير من الشركات الأجنبية تؤمن بأن حجم الاستثمار في قطاع المقاولات السعودي أصبح خصبا ومغريا للدخول فيه، حيث سجل عدد من المستثمرين الأجانب من خلال المعرض عقد عدد من الشراكات الاستراتيجية مع شركات سعودية.

وقال فهد زامل الذكير رئيس شركة «يونيكويل» العالمية لطلاء المعادن المحدودة: «إن المعارض المتخصصة بشكل عام هي فرصة حقيقية للشركات الصناعية والتجارية بجميع أنواعها للظهور وإبراز الجديد لزوار المعرض، فوجود الشركات في المعرض فرصة لتسلط الضوء أمام الجميع بشكل واسع في وقت محدد، كذلك وجود تنافس بين الشركات من خلال ما تقدمة من خدمات للعميل بشتى الوسائل، فالمعرض اختصر خطوات كبيرة بشكل أسرع تحت سقف واحد قد تصل إلى سنوات لكسب عدد من العملاء».

وأضاف الذكير: «من خلال مشاركتنا السابقة في معرض (بيغ فايف) في دبي خرجنا بعدد من الصفقات ورفع سقف قاعدة العملاء، لذلك قمنا وبشكل رئيسي باستهداف العملاء الكبار في المعرض، وحرصت الشركات الوجود في أي مكان يوجد فيه عملاء متخصصون لرفع عدد العملاء لدى الشركة إلى نسب مقنعة قد تصل إلى 10 في المائة من حجم قاعدة العملاء بشكل مقنع، ونعلم جيدا أن وجود المعرض في السعودية إضافة جيدة لصناعة المعارض والصناعيين».

وبين الذكير أن «شركة (يونيكويل) سعودية مملوكة لـ(مجموعة الراشد)، و(مجموعة الزامل) تقدم منتجا متخصصا صناعيا، ونعد أكبر مصنع للمنتجات المسبقة الطلاء في الوطن العربي وتصل الطاقة الإنتاجية 210 آلاف طن سنويا في صاج الحديد المسبق الطلاء، وتبلغ طاقة إنتاج الصاج المجلفن نحو 260 ألف طن».

وأضاف: «نطالب بحماية القطاع من الصناعات المستوردة المغرقة، ففي كثير من الأحيان يواجه الصناعيون منافسات من قبل شركات أجنبية غير عادلة، وقد تكون مدعومة من دولها أو من جهات أخرى، ولأن اقتصادنا حر فنحن متروكون لقوتنا الذاتية».

من جهته أكد أحمد محمد الفوزان مدير عام شركة «يوني ستيل» للسقالات وقوالب الصلب أن «الهدف الرئيسي هو أن المعرض حقق الالتقاء بأكبر شريحة من العملاء للتعرف على احتياجاتهم، كذلك العميل يرى ما هو الجديد لدى الشركة بما يساهم في نهضة الحركة العمرانية في المملكة بشكل عام وتسريعها بالشكل الصحيح والأفضل، ولا نهمل أن أهداف المعارض هي التقاط الخبرات الأجنبية بالمحلية، خصوصا أن السوق بحاجة إلى ذلك، والتي أصبحت سوقا خصبة مغرية لجميع الاستثمارات الأجنبية للدخول فيها».

وأكد أن المستثمرين الأجانب حققوا في المعرض عقد شراكات استراتيجية مع عدد من الشركات السعودية لقوة السوق المحلية، خصوصا أن القرارات الملكية التي صدرت مؤخرا من وضع ميزانيات كبيرة لدعم السوق والهيئات وعدد من القطاعات رفعت من حجم الاستثمارات وتنافس الشركات المحلية والأجنبية سواء في جدة أو المملكة بشكل عام.

ولفت الفوزان إلى أن المشاريع كثيرة جدا تزيد عن طاقة المقاولين والموردين أيضا، فأخذ شريحة من هذه المشاريع سهل جدا، ولكن أين التميز الذي تملكه هذه الشركات القائمة على المشاريع؟ فهذه مسؤولية يفترض أن يحرص عليها المستهلك من خلال اطلاعه على الشركات الجيدة والمنتجة بشكل أفضل.

وحول المعرض وما يترتب عليه للعارض قال الفوزان: «لقد التقينا بموردين كبار من عدد من الدول الكبيرة، وهذا شيء جيد. ونحن عملنا على عدد من الصفقات وأغلبها مشاريع حكومية في منطقة رابغ مع شركات كورية لعمل البنية التحتية، وحرصنا على أن نوطد العاقة بيننا وبين العميل».

في المقابل قال مبارك حربي الخييلي نائب رئيس الشؤون الاستراتيجية والتجارية لـ«شركة الإمارات لصناعة الحديد» إن المشاركة في المعارض دائما ما تعطي فرصة للشركات وللمقاولين والزائرين أيضا للتعرف بآخر التكنولوجيا للمصنعين والاستفادة من ذلك، «فالسوق لا بد أن تكون منفتحة أكثر للشركات الخارجية لحصول المنافسة المفتوحة الحقيقية التي تخلق روحا للسوق، وإعطاء الفرصة للمنافسين لتحسين الجودة، فالسعودية اقتصادها قوي، فضلا عما سمعنا من دعم كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين والأوامر التي حفزت السوق بشكل كبير. وأتوقع أن هذه ليست المطاف الأخير لدعم السوق السعودية، خصوصا أن الطفرة الاقتصادية والصناعية باعتقادي مستمرة وبحاجة إلى وجود الشركات الخليجية بشكل خاص لتبادل الخبرات والتعاون المستمر بين دول الخليج، وهذا ما تعونا عليه من قبل حكومات دول الخليج. ولكون معرض (بيغ فايف) أقيم في مدينة جدة فقد حرصنا على الوجود لإبراز ما لدينا من منتجات، وهذه تعد المرة الأولى التي نشارك فيها في المملكة العربية السعودية».

وقال الخييلي: «لدينا عملاء من السعودية ونصدر للسعودية منذ 2004 ولكن بكميات بسيطة بحسب احتياج السوق لسد النقص، ونحرص على أن نغطي العجز بعد الشركات السعودية في سد العجز، لذلك نحن دائما موجودون. ولكون المعرض يقام لأول مرة في السعودية فقد شهد عددا من الزوار المختصين، الذين كانوا بأعداد كبيرة، حيث تعرفنا على عدد كبير من المختصين في صناعات الحديد، وهذا ما نسعى إليه. ومن اليوم أستطيع أن أقول: من السنة القادمة نحن سوف نكون من أكبر المشاركين في المعارض السعودية لما تشهده المنطقة من مشاريع، خصوصا أننا داخلون السوق السعودية لتسويق منتج جديد يعد الأول من نوعه، وهو ما يسمى (القواطع الثقيلة)، التي تحتاج إليها الشركات الكبرى كشركات البترول، ونحن سنكون من أول المصنعين في الخليج له».