نجوم بوليوود وأثرياء الهند «يتدافعون» على عقارات لندن

يركزون على المنازل الفاخرة ولا يترددون في دفع 10 ملايين إسترليني أو أكثر ثمنا لها

القصر الذي اشتراه الملياردير الهندي لاكشمي ميتال بلندن في 2004 مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، ويقع القصر في منطقة كينسينغتون بالاس غاردنز (أ.ف.ب)
TT

لقرابة قرن من الزمان، كان البريطانيون مسيطرين على الهند وأصولها، وفي الوقت الحالي تبدل الأمر، حيث يحتل الهنود الصدارة فيما يتعلق بالنفقات الكبيرة على العقارات داخل بريطانيا.

وبدءا من نجوم بوليوود، وصولا إلى رجال الأعمال، يقبل أثرياء هنود بصورة متزايدة على الحصول على عقارات سكنية مرتفعة الثمن داخل لندن. ويتمتع الوافدون الجدد بقدر من الثراء يجعلهم لا يترددون في إنفاق 10 ملايين جنيه إسترليني أو أكثر من ذلك مقابل شقة، وأصبحوا الآن يتنافسون مع الروس والصينيين في حيازة المنازل الفاخرة.

ويأتي في المقدمة قطب الحديد لاكشمي ميتال، أغنى رجل في بريطانيا، الذي تبلغ قيمة ثروته 14 مليار جنيه إسترليني. وقد دفع مع زوجته، أوشا، 60 مليون جنيه إسترليني مقابل قصر يحتوي على 12 غرفة نوم داخل منطقة كينسينغتون بالاس غاردنز داخل لندن في عام 2004، واستخدم في بعض الطوابق نفس الرخام المستخدم بـ«تاج محل».

واشترى الأشقاء هيندوجا المليارديرات الأربعة، الذين يترأسون إمبراطورية مجموعة «هيندوجا» العالمية، جناحا يضم شققا في كارلتون هاوس تيراس بالقرب من قصر باكنغهام مقابل 60 مليون جنيه إسترليني، حتى يمكنهم الإقامة معا عندما يكونون في المدينة. وتعد منطقة نورثوود في غرب لندن من الأماكن الأغلى ثمنا في العالم، ويعود الفضل في ذلك إلى الاستثمارات الهندية. وقبل عامين سيطر النجم البارز الهندي شاروخ خان على العناوين عندما اشترى شقة مقابل 20 مليون جنيه إسترليني في وسط لندن داخل منطقة بارك لان. وكان ذلك أعلى ثمن يدفعه أحد نجوم بوليوود مقابل عقار على أرض أجنبية.

معروف أن الملك خان يحب زيارة لندن في كل عام من أجل قضاء الإجازة مع عائلته. وبصورة عامة يقيم في أفضل الفنادق خلال زيارته هناك، ولكن خلال الأشهر القليلة الماضية كان يبحث عن شقة داخل لندن له، حتى لا يضطر إلى الإقامة داخل الفنادق في كل مرة. ويمتلك خان أفضل فيللا لدى أحد نجوم بوليوود، كما يحوز عقارات مهمة في الإمارات. ويحظى خان بشعبية كبيرة، وقد دفع العديد من الهنود الأثرياء ليحذوا حذوه.

وقد أنفق صاحب المطاعم المقيم في دلهي نافديب سينغ، وهو من أشد المعجبين بشاروخ، أيضا ثروة كبيرة ليكون جارا للنجم البارز بالقرب من منطقة بارك لان داخل لندن. وقال سينغ في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «لقد قابلت شاروخ مرات قليلة في الشارع داخل لندن، وفي الوقت الحالي نتبادل التحيات عندما نتقابل في لندن. وأتمنى أن أدعو هذا النجم إلى شقتي خلال الصيف الحالي».

وقد اشترى الموسيقار الهندي الحاصل على جائزة الأوسكار آيه آر رحمن على منزل داخل لندن. وصمم هذا المنزل للعيش داخله أو لاستخدامه في غرض مكتبي، حيث يعتبر المنزل شقة إلى جانب استديو. وسوف يساعد رحمن على الإقامة داخل منزله بدلا من الإقامة في الفنادق.

ويمتلك الكثير من صناع الأفلام ومنتجي بوليوود منازلا داخل لندن، ويوجد الكثير من نجوم بوليوود في المدينة، ولكنهم لم يكشفوا عن ذلك.

ويأتي معظم المستثمرين الهنود من دلهي ومومباي، كما يمثل القادمون من لوديانا وجالاندهار نسبة كبيرة. وهناك تقديرات عن شراء الكثير من العقارات لطلبة يدرسون في الجامعات البريطانية. وعلى مدار العقد الماضي، ارتفع عدد الطلبة الآسيويين الذين يدرسون داخل الجامعات البريطانية بنسبة 175 في المائة – وجاءت معظم نسبة الارتفاع في صفوف الطلبة الصينيين والهنود والباكستانيين.

ويقول سانجاي كالرا، وهو عميل عقارات مستقل في دلهي أتم الكثير من هذه الصفقات من خلال علاقاته داخل لندن: «معظم الهنود الذين يشترون داخل وسط لندن عبارة عن أفراد لهم أنشطة داخل لندن ولديهم علاقات عمل بالمدينة. وآخرون كثيرون لديهم أطفال يدرسون في المدينة، ولذا يشترون شققا سكنية يعيش فيها أبناؤهم ويمكنهم زيارتهم فيها».

ومن بين مطالب المستثمرين أن تكون العقارات قريبة من أماكن النقل العامة. كما يهتمون أيضا بنظرة تفصيلية على السوق والموقع الذي يقع فيه العقار.

وقال أديتي فيجاياكار، المدير بـ«كوشمان آند ويكفيلد إنديا»، لـ«الشرق الأوسط»: «تعد لندن مكانا جذابا للمشترين الهنود، وهناك الكثير من الآباء الهنود الأثرياء الذين يأتي أبناؤهم للندن من أجل الدراسات العليا. وفي هذه الحالات من الأفضل شراء شقق لهم، حيث يكون لديهم الخدم والطهاة التابعون لهم. ويجعلهم ذلك يشعرون بقدر أكبر من الأمان بالمقارنة مع العيش في منازل مستأجرة. وإلى جانب ذلك نجد الكثير من نجوم بوليوود يشترون عقارات داخل لندن لأنهم يحبون قضاء الكثير من الوقت في هذه المدينة».

ومع سعي الهند كي تكون الدولة صاحبة رابع أكبر اقتصاد في العالم بحلول 2025، تستهدف شركات التشييد الكبرى داخل لندن المستثمرين الأثرياء من الهند.

تعمل المصرفية الاستثمارية ليلى سين (38 عاما) ثلاثة أشهر سنويا داخل «كاناري وارف» في لندن. ولديها منزل به أربع غرف نوم داخل مومباي تبلغ قيمته 100,000 جنيه إسترليني، وتبحث حاليا عن شقة بها غرفة نوم واحدة في نيتسبرديج أو كينسينغتون. وتقول: «كنت آمل بأن أعثر على شيء مقابل 500,000 جنيه إسترليني، ولكن سيكون علي البحث عن شيء في حدود 700,000 جنيه إسترليني. كنت أستأجر، ولكن أريد شراء عقار في وسط لندن».

وأضافت قائلة: «العقارات مرتفعة الثمن هناك، ولكن كل هندي ناجح يرغب في أن يكون هناك. وهذا ما نفعله جميعا. الاختلاف الكبير هو أنني أستطيع العيش كملكة في مومباي التي تعد العقارات داخلها رخيصة».

ويقوم الهنود بشراء وبناء منازل كبيرة لعائلاتهم في منطقة إم25، حيث توجد مساحات أمامهم ويستطيعون التمتع بحدائق أكبر، مع توافر المدارس الجيدة.

واشترى هنود عقارات سكنية تبلغ قيمتها 290 مليون جنيه إسترليني في المناطق الراقية مايفير وبلغرافيا وساوث كنسينغتون وتشيلسي وهولاند بارك خلال 2010.

وتقول تقارير إن هذه العقارات بمثابة المنزل الثاني أو الثالث لعدد متزايد من الهنود الأثرياء، الذين يمثلون حاليا 7.3 في المائة من إجمالي المبيعات في سوق العقارات السكنية التي تبلغ قيمتها أكثر من 5 ملايين جنيه إسترليني داخل لندن.

ويقال إن لندن تحظى بجاذبية خاصة لدى الأثرياء في العالم بسبب الاستقرار الذي تشهده والمكانة العالمية لمؤسساتها المالية.