ما الذي يجذب المستثمرين الأجانب إلى عقارات هولندا؟

أسعار المساكن فيها انخفضت 10% بعد أزمة 2008

جانب من العاصمة الهولندية أمستردام
TT

انخفضت أسعار المساكن في هولندا بنحو 10 في المائة بعد الأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008، ولم تستطع السوق أن تتحرك في الاتجاه المعاكس حتى الآن. وقال ويم غرال، وهو مدير شركة «غرال ماكيلارديغ» التابعة لشركة «كريستيز إنترناشيونال العقارية» إن خبراء العقارات يتوقعون أن تستقر الأسعار في عام 2011.

ولأن أمستردام تعد سوقا عالمية كبيرة تضم العديد من المشترين الدوليين، فقد شهدت انتعاشا اقتصاديا أسرع من بقية أجزاء البلاد وارتفعت الأسعار بها بنسبة 2 في المائة في عام 2010، حسب ما صرح به غرال.

وأضاف: «هناك طلب دائم في أمستردام»، مشيرا إلى أن المشترين الدوليين يميلون إلى الاستقرار في الأماكن التي يوجد بها الشركات العالمية والمدارس، مثل أمستردام ولاهاي، فضلا عن اوجسفليست وواسنر، وهي ضواحٍ في ليدن ولاهاي، على التوالي.

وقال غرايسون إن المشترين الأجانب يميلون إلى القنوات المائية والمباني القديمة في وسط أمستردام، وأضاف أن الأحياء الجنوبية القديمة والغربية القديمة القريبة من المركز، والتي تضم منازل تعود إلى القرن التاسع عشر والقرن العشرين والتي غالبا ما تحتوي على حدائق، تحظى كذلك بإعجاب المغتربين.

وتبلغ مساحة هذه الشقة الموجودة في منطقة غوردان 2024 قدما مربعا، أي أكبر من متوسط مساحات الشقق في أمستردام، ولكن قال غرايسون إن سعرها يبلغ نحو 690 دولارا للقدم المربع، وهو أعلى من سعر بعض المنازل على قناة لويرسجراشت، ولكن قد يصل سعر بعض المنازل الأخرى إلى 795 دولارا للقدم المربع.

ويقول غرال إن أسعار المنازل في قلب المدينة تتراوح بين 595 دولارا و1125 دولارا للقدم المربع، بناء على حجمها وموقعها.

من يشتري في هولندا ؟

* وقال ريك بيشوف فان، وهو مالك شركة «دي نيدرلاندن للسمسرة العقارية» إنه قد تم إضافة منطقة القناة الوسطى، التي بنيت في القرنين السادس عشر والسابع عشر، إلى قائمة الأمم المتحدة لمواقع التراث العالمي العام الماضي، وهو ما عزز الاهتمام في أوساط المشترين الأجانب.

وقال السماسرة إن معظم المشترين الدوليين في هولندا هم من البريطانيين، على الرغم من وجود عدد من المشترين من الولايات المتحدة وإسبانيا وفرنسا وألمانيا. وقال غرايسون إن سمعة البلاد المتعددة الثقافات تجذب المشترين من أفريقيا وآسيا وأميركا الجنوبية، مضيفا أنه كان هناك تدفق من الروس في الآونة الأخيرة. وقال بيشوف إن معظم المشترين الدوليين ما زالوا يعتمدون على الوكلاء، ولكن خدمة القوائم الجديدة على الموقع الإلكتروني Funda.nl قد أضافت مزيدا من الشفافية إلى السوق، مما يتيح للعديد من المشترين البحث عن المنازل عبر الإنترنت.

وأضاف: «ومع ذلك، لا أزال أنصح المشترين بالتعامل مع سماسرة، لأن الرسوم التي يحصل عليها السماسرة أقل بكثير من تلك الموجودة في الولايات المتحدة، بحد أقصى 1.85 في المائة من ثمن البيع».

أساسيات الشراء

* وقال غرال إنه لا توجد قيود على المشترين الأجانب في هولندا، حيث يتم تعيين الموثقين العموميين لمعالجة معاملات البيع وعمولتهم، جنبا إلى جنب مع رسوم التسجيل وضريبة نقل الملكية، وعادة ما تتراوح بين 8 و10 في المائة من سعر البيع. ويقوم البائعون بدفع رسوم سماسرة البيع.

وينبغي على المشترين في أمستردام أن يدركوا أن المدينة تقع على بعد عدة أقدام تحت مستوى سطح البحر وأن العديد من المنازل القديمة مبنية على أكوام من الخشب، حسب ما صرح به سماسرة. وتعطي الحكومة شهادة لبعض المباني، استنادا إلى المعدل الذي ينحدر به المبني والتوقيت الذي تم فيه إصلاحه. ومن دون هذه الشهادة، يجب على المشتري المحتمل فحص أساسات المبني.

ويمكن الحصول على قروض الرهن العقاري، على الرغم من قيام البنوك بتشديد معايير الإقراض منذ الأزمة الاقتصادية العالمية. ويقول بيشوف إنه يبلغ الحد الأقصى للقرض الآن 4.8 مرة من الدخل السنوي للمشتري، مقارنة بـ7 أو 8 مرات من قبل. وفي الآونة الأخيرة، دخلت المصارف الألمانية سوق الرهن العقاري في هولندا. وقال غرال إن بعض البنوك الهولندية ستقدم قروضا بحد أقصى 110 في المائة، وهو ما يشمل سعر الشراء وتكاليف الإقفال، ولكن القرض النموذجي «الخالي من المشكلات» للمشتري الأجنبي سيمول نحو 70 في المائة من الشراء بسعر فائدة يبلغ نحو 5 في المائة.

وتبلغ الرسوم العامة على هذه الشقة نحو 196 دولارا في الشهر؛ في حين تتراوح الضرائب العقارية بين 1150 دولارا و1450 دولارا في السنة.

* خدمة «نيويورك تايمز»