شركات التطوير العقاري الهندية تتحرك على جبهتين في الخليج العربي

تسعى إلى الاستثمار في المنطقة وجذب الاستثمارات منها

TT

تدفع قلة عمليات بيع المنازل وبطؤها شركات التطوير العقاري الهندية إلى السفر لإقامة عدد كبير من المعارض العقارية في دبي وسنغافورة ولندن وديربان وسيدني ونيويورك، خلال فترة الثلاثة إلى الأربعة أشهر المقبلة.

ونظم موقع Magicbricks.com، البوابة الإلكترونية الهندية الرائدة في مجال العقارات، معرض العقارات الهندية 2011 الشهر الماضي في مركز التجارة العالمي في دبي، الذي من المتوقع أن يدر أرباحا تقدر بنحو 2.5 مليار روبية (58 مليون دولار)، حيث تعرض مجموعة من أكبر شركات التطوير العقاري الهندية أكثر من 250 مشروعا عقاريا. وقدم المعرض لمحة عن سوق العقارات الهندية بعرض مشاريع ضخمة يقدر رأسمالها بنحو 2.23 مليار دولار في قطاع الإسكان والقطاع التجاري.

وكان من بين شركات العقارات والبناء الهندية المشاركة في المعرض بمشاريعها «يونيتك المحدودة» و«فاتيكا غروب» و«غودريج بروبرتيس» و«هيراناناداني» و«أنسال» للإسكان و«إنديا بالز» و«جايبي غرينز» و«لوكهاندوالا» و«إريو» و«أريهانت» للبنية الفوقية.

وتتنوع المشاريع ما بين فيللات مطلة على شواطئ، وشقق سكنية في المدن، واستوديوهات ومنازل لقضاء الإجازات، وانتهاء بمنتجعات مترفة لممارسة رياضة الغولف، وعلى نحو يتوافق مع جميع مستويات الميزانيات.

وتركز شركات التطوير العقاري الهندية على الهنود المقيمين في منطقة الخليج في الترويج لعقاراتها، إذ إن 62 في المائة من الهنود المقيمين في الإمارات العربية المتحدة يخططون لامتلاك منزل خاص بهم في الهند.

وقد سهل بنك «إتش دي إف سي»، البنك الهندي الخاص الذي يمتلك أعلى نصيب في قروض الإسكان على الهنود المقيمين في دول الخليج التقدم إلى البنك بطلب للحصول على قرض. ومن خلال فرعه في دبي وجميع دول مجلس التعاون الخليجي عبر «سيرفيس أسوشييتس»، يقدم الآن خدمات استشارية في قطاع تمويل العقارات للهنود غير المقيمين، الذين يعيشون في دول الشرق الأوسط، والذين يرغبون في الحصول على منازل في الهند. وتنسق هذه الفروع عملية منح القروض بأكملها في الهند.

وتخطط شركة «سوبها ديفيلوبرز» للتطوير العقاري الكائنة في الهند لتوسيع محفظة استثماراتها في الإمارات العربية المتحدة وعمان، وحتى في الهند لتلبية الطلب من قبل مشتري العقارات في الهند ودول الخليج. وقد ورد على لسان بي إن سي مينون، رئيس شركة «سوبها» للتطوير العقاري، في وسائل الإعلام: «لقد شهدنا زيادة مستمرة في الطلب من قبل الهنود غير المقيمين خلال السنتين الماضيتين. لقد كانوا يشترون العقارات لأغراض الإقامة فضلا عن أغراض الاستثمار». ويقول مينون إن المشاريع الفخمة والأكثر فخامة ومشاريع الفيللات تحظى بشعبية على وجه الخصوص بين المستثمرين من الهنود غير المقيمين في الهند. وفي الوقت الحاضر، لدى شركة «سوبها ديفيلوبرز» 23 مشروعا سكنيا قيد التنفيذ (تغطي مساحة 6.99 قدم مربع) في الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى 38 مشروعا تعاقديا (تغطي مساحة 7.42 مليون قدم مربع).

والآن، يقول مينون: «في الفترة من 2011 - 2012، تخطط (سوبها) لإطلاق مشاريع تطوير عقاري جديدة داخل الهند، بحيث تغطي 11 مليون قدم مربع».

في الوقت نفسه، اعتمادا على نجاح المعارض العقارية الأجنبية، من المزمع إقامة معارض مماثلة في سنغافورة، في الفترة من 12 - 14 أغسطس (آب)، وفي الدوحة، من 13 - 15 أكتوبر (تشرين الأول) وديربان. وقد أصبح معرض دبي، الذي كان يقام سنويا في المعتاد، يقام نصف سنويا بدءا من هذا العام. وفي بداية هذا العام أيضا، أقيم معرض عقاري ناجح في الكويت.

لقد باتت دبي سوقا مفضلة للعاملين في مجال التطوير العقاري. ومنذ ذلك الحين، يشتري عدد ضخم من الهنود المقيمين في دبي عقارات في الهند لأسرهم ولأغراض استثمارية، وحددهم كثير من شركات التطوير العقاري بوصفهم قطاعا من المشترين المحتملين، مثلما يقول رافي ماهاجان.

وكشفت دراسة أجراها مؤخرا اتحاد غرف التجارة والصناعة في الهند أن الكثير من الهنود المغتربين ينجذبون إلى الزيادات، التي تتراوح نسبتها بين 25 إلى 40 في المائة في القيمة، والتي سجلها القطاع السكني في الدولة في الفترة من العامين إلى الخمسة أعوام الماضية.

ولكي يتسنى لها العثور على هؤلاء المشترين العالميين، تعمل شركات التطوير العقاري الهندية ساعات عمل إضافية.

نظمت شركة «إيه تي إس» للبنية التحتية معارض متنقلة في الولايات المتحدة والبحرين ودبي العام الماضي، و«نتيجة لذلك، لدينا 200 مستثمر من الولايات المتحدة، و100 من الشرق الأوسط لمشاريعنا المقبلة في قطاع الإسكان»، هذا ما قاله سانجيف كاثوريا، نائب رئيس قسم المبيعات والتسويق بشركة «إيه تي إس». وتحاول هذه الشركات أيضا التحقق من أن مشاريعها الجديدة تتوافق وتوقعات العملاء.

وفي أحد أجزاء منطقة نويدا في الهند، أتمت شركة التطوير العقاري «أوكسام» الكائنة في دلهي مشروع «فورست»، وهو مجمع سكني يضم 105 وحدات سكنية.

وتتراوح مساحة الوحدات السكنية ما بين 370 مترا مربعا، أو 4000 قدم مربع، إلى 600 متر مربع أو 6500 قدم مربع، ويتم بيعها بمبلغ 6500 روبية، أو 136 دولارا للقدم المربع.

وتشتمل كل تلك الوحدات السكنية على مطابخ مفتوحة على الطراز الغربي، وأربع إلى ست غرف نوم وحمامات ملحق بها جاكوزي وحمامات بخار وكراسي تدليك، إلى جانب أجزاء مخصصة للخدم ومخزن.

وتقوم شركة «أوكسام» أيضا بإنشاء مدينة «إن آر آي سيتي»، وهي مدينة للهنود غير المقيمين في الهند، في الحدود الخضراء لـ«غريتر نويدا»، التي تبعد بنحو 35 كيلومترا عن الضاحية الأصلية. ويقع كل من نويدا وغريتر نويدا في أوتار براديش، الولاية الهندية المجاورة لدلهي، كلها تحت شعار «سنغافورة صغيرة في الهند».

وسافر ممثلون من شركات التطوير العقاري الهندية إلى لندن مرتين الشهر الماضي لحضور معرضين عقاريين.

وكانت الرحلة الأولى لحضور المعرض العقاري، الذي ينظمه بنك «إتش دي إف سي»، والأخرى لحضور معرض تنظمه شركة «بارانجابي سكيمز» (للبناء) (بي إس سي إل)، أبرز شركات التطوير العقاري في الهند.

وقد تلقت شركة «بي إس سي إل»، المعروفة بابتكارها أنماط حياة معاصرة من خلال مشاريع سكنية على أعلى مستويات الجودة في بيون ومومباي وكولهابور وشيبلون وبانغالور، رد فعل ساخن في بريطانيا.

ووفقا لاستبيان أجري حديثا للهنود المقيمين في بريطانيا، تدخل الحاجة إلى عودة استثمارات آمنة مجددا في الهند ضمن فئة الأولويات القصوى. ويضم أهم المشترين مجموعة من صناع القرار الباحثين عن منازل على مستوى جودة عال في الهند، في الأغلب كاستثمار للاستفادة من نمو الاقتصاد في الهند. وينحدر ذوو الأصول الهندية المقيمون في لندن بالأساس من بونجاب وتاميل نادو وغوجارات وماهاراشترا وكيرالا وراجستان وبنغال الغربية وأندرا براديش وأوتار براديش وبيهار.

وأشارت شركات التطوير العقاري إلى أن «المزيد من الهنود غير المقيمين يعودون أدراجهم إلى أرض الوطن بعد قضائهم وقتا في بلدان أخرى، حيث إنهم ينظرون إلى الهند الآن باعتبارها المستقبل بالنسبة لهم».

وربما يرجع هذا في حقيقة الأمر إلى تباطؤ نمو سوق العمل في المملكة المتحدة وظهور فرص عمل أفضل مجددا في الهند.

«هناك اهتمام جديد من جانب الهنود غير المقيمين في الهند بالحصول على عقارات، بعد انخفاض الطلب في الفترة من 2009 - 2010. الهنود غير المقيمين من أستراليا وكندا وبريطانيا يشترون بالفعل عقارات في الهند»، هذا ما يقوله سانجاي ساتشديفا، رئيس شركة «أدفانس إنديا بروجكتس»، التي باعت 30 في المائة من مشاريعها السكنية في أمريتسار إلى هنود غير مقيمين.

وبالنسبة لمعظم شركات التطوير العقاري، يشكل الهنود غير المقيمين نسبة تتراوح ما بين 20 - 25 في المائة من إجمالي مبيعات مشاريعها.

ولاحظت غالبية شركات التطوير العقاري أن المشترين من الهنود غير المقيمين نادرا ما يتاح لهم الوقت للبحث عن عقارات في الهند. ولهذا السبب توفر لهم المعارض العقارية فرصة تنفيذ خططهم مباشرة في أماكن عملهم. وعرضت شركة «أنسال» للتطوير العقاري والبنية التحتية نماذج أولية لمشاريعها مؤخرا في معرض عقاري هندي في مدينتي سيدني وملبورن في أستراليا. وقد عرضت بقوة عقاراتها بأسعار تبدأ من 700000 روبية ووعدت بتقديم خصومات، كما قدمت مساعدات متعلقة بالقروض الإسكانية، وصفقات خاصة تتوافق وارتفاع أسعار العقارات التي شهدتها السوق الهندية، والتي جعلت الهنود غير المقيمين الذين يعيشون في منطقة الخليج متفائلين جدا بشأن العقارات الهندية. ويسهم قطاع الهنود غير المقيمين بنسبة 25 - 30 في المائة من الاستثمارات، لكل من الاستخدام النهائي والاستثمار.

«تتيح لنا المشاركة في هذه المعارض استهداف قاعدة العملاء التي تعتبر أمثل فئة يمكن أن نروج لها للعقارات التي نقوم بتطويرها»، هكذا تقول انيل شارما، رئيس مجموعة «أمرابالي غروب»، ويتم إطلاق مشاريع الإسكان الفاخر التي تعرض عقارات تتراوح أسعارها بين 5000 و8000 روبية للقدم المربع، مع أقساط تأمين، ومع وضع قطاع الهنود غير المقيمين في الاعتبار، وتعتبر دبي بالتأكيد إحدى أضخم الأسواق لشركات التطوير العقاري الهندية».

وسيحيي اعتقادهم الذي مفاده بأن ثمة حالة من الشك مهيمنة على سوق الوظائف في الخارج مقترنة بهبوط أسعار المساكن في الهند، اهتمام الهنود غير المقيمين بسوق العقارات الهندية. ويتفق أنوج بوري، المدير العام لشركة «جونز لانغ لا سال مهراج»، على أنه على الرغم من الاضطراب في الأسواق الناضجة، فإن «مشاعر الإقبال» على شراء عقار في الهند ربما تكون أقوى الآن من أي وقت مضى. «أحد العوامل الأخرى المهمة هو أن الأسعار باتت أكثر معقولية هنا»، هكذا يقول، لكنه يوضح أن كثيرين ما زالوا في انتظار هبوط آخر في الأسعار.

ووفقا لموقع «99acres.com»، ارتفع عدد الاستفسارات من قبل الهنود غير المقيمين الموجودين في بريطانيا ودول الخليج وسنغافورة والولايات المتحدة بنسبة 15 - 20 في المائة على مدار الفترة من الشهرين الماضيين إلى الثلاثة أشهر الماضية. وعلى الرغم من ذلك، فإنه لم يتحدد بعد عدد تلك الاستفسارات التي ستترجم في صورة عمليات شراء فعلية، هذا ما يقوله فينيت كي سينغ مدير موقع «99acres.com».