نجوم كرم القدم «يلعبون» في ميدان الاستثمار العقاري

سيولتهم النقدية الوافرة تمنحهم أفضلية اغتنام الفرص

TT

تعتبر السيولة النقدية عاملا مهما للاستثمار العقاري، حيث تمنح صاحبها فرصة للاقتناص السريع للفرص الاستثمارية التي تتوافر في السوق، وليس هناك ربما من تتوافر لديه سيولة نقدية كبيرة مثل نجوم كرة القدم. وبعملية حسابية بسيطة تكفي مداخيل أقل من شهر لنجم متوسط من الدوري الإنجليزي الممتاز، يتقاضى مرتبا أسبوعيا يصل إلى 50 ألف جنيه إسترليني، لشراء شقة في شمال إنجلترا، حيث الأسعار ليست غالية مقارنة بلندن، وبكل سهولة ونقدا. وقد يحتاج اللاعب المتوسط الدخل في الدوري الإنجليزي إلى مداخيل أشهر قليلة فقط لشراء شقق فاخرة في العاصمة البريطانية، ومنازل فخمة في أنحاء أخرى من المملكة المتحدة. أما النجوم الكبار في الدوري الإنجليزي الممتاز، والذين يتقاضون رواتب خيالية تفوق الـ100 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، وتصل حتى الـ200 ألف جنيه إسترليني، فإن قدرتهم الشرائية ستكون أكبر بالتأكيد.

وقد شجع توافر السيولة النقدية العديد من نجوم كرة القدم الإنجليزي على الاستثمار في القطاع العقاري، ولعل أشهرهم على لاعب مانشستر يونايتد، الدولي الإنجليزي ريو فيرديناند، الذي بحوزته مجموعة من الاستثمارات في القطاع العقاري بريطانيا، من بينها مشروعان للتطوير العقاري في منطقة بيمليكو وايليفنت آند كاسيل في لندن. ويقيم فيرديناند في واحد من أكبر المنازل في منطقة شييشير بشمال إنجلترا، وتفوق قيمة المنزل الواسع، بحديقته الرحبة، أكثر من مليوني جنيه إسترليني.

ولم يكتف فيرديناند بالاستثمار في بريطانيا فقط، بل توجه إلى الاستثمار في الخارج، حيث قام قبل أربع سنوات فقط بشراء فيلا فخمة بمنطقة السعيدية بالمملكة المغربية وبقيمة 500 ألف جنيه إسترليني، أي ما يعادل راتبا شهريا لريو فيرديناند، الذي يتقاضى 130 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع. ولم يكن فيرديناند وحده من اشترى فيلا في المنطقة المطلة على البحر المتوسط، والواقعة شرق المغرب قرب الحدود مع الجزائر، حيث كان زميله السابق في مانشستر يونايتد والمنتخب الإنجليزي، الذي اعتزل اللعب، غاري نيفيل، اشترى بدوره فيلا فخمة في نفس المجمع العقاري الفخم، بالسعيدية. كما اشترى زميله في المنتخب الإنجليزي ولاعب قائد تشيلسي جون تيري هو الآخر فيلا في نفس المجمع.

من جهته، لم يخف لاعب تشيلسي، الدولي الإنجليزي فرانك لامبارد، نيته التفرغ للعمل الاستثماري في القطاع العقاري، بعد اعتزال لعب كرة القدم. وفي حوار مع صحيفة الـ«ديلي ميرور» البريطانية، صرح لامبارد، البالغ من العمر 33 عاما «بعد إنهائي مشواري الاحترافي، أريد إنهاء علاقتي بكرة القدم، فلا أريد أن أصبح مدربا أو مديرا فنيا أو محللا لوسائل الإعلام». وأضاف لامبارد «أنا أقوم بالتعرف على كل جوانب القطاع العقاري، ليس لشراء منزل فقط، إنما للاستثمار.. إن هذا القطاع يثير اهتمامي. لقد التقيت الكثير من الناس العارفين بالقطاع وأتعلم منهم».

ويبدو أن لامبارد، الذي يتقاضى 130 ألف جنيه إسترليني في الأسبوع، لم ينتظر حتى اعتزال اللعب للاستثمار في كرة القدم، حيث قام بشراء مخزن للملابس يقع في طابقين بشارع أوفيرديل بمنطقة تشيلسي، التي تعتبر واحدة من أرقى وأغلى المناطق في لندن. وقد تقدم لامبارد بطلب لبلدية كيزينغتون وتشيلسي لتطوير الموقع العقاري، عبر هدم بناية المخزن وبناء بمنزل من أربعة طوابق، بالإضافة إلى مجمع للمكاتب في قبو المنزل. وإذا كان المشروع يقف وراءه فرانك لامبارد، فإنه تقدم بطلب ترخيص الهدم والبناء باسم والده، وذلك لتجنب في ما يبدو أي ضجة حول المشروع، الذي يلقى معارضة من جمعيات محلية في المنطقة.

وغير بعيد عن هذا الموقع، يقوم لاعب تشيلسي رفقة خطيبته، المقدمة التلفزيونية كريستين بليكي، بإدخال تعديلات على منزلهما الفاخر الذي تقدر قيمته بنحو 9 ملايين جنيه إسترليني، وتشمل التعديلات بناء مسبح تحت الأرض.