عرب يعيشون في «كوكب عقاري» آخر في لندن

ثري عربي أجر شقة بـ90 ألف دولار في الأسبوع بالعاصمة البريطانية

جانب من «وان هايد باراك» ( تصوير: حاتم عويضة)
TT

تشهد بريطانيا عامة وعاصمتها لندن خاصة ارتفاعا ملحوظا في أسعار الإيجارات، خاصة مع تزايد الإقبال على التأجير من المشترين لأول مرة، غير القادرين على الحصول على قروض عقارية لشراء منازل بفعل تشدد البنوك في منحها، حيث تطالب البنوك المشترين لأول مرة بمقدم لا يقل عن 20 في المائة من قيمة المنزل المراد شراؤه، ومع ارتفاع أسعار المنازل في لندن خاصة فإن هذا المقدم يبقى خارج متناول الأغلبية، إذ إن متوسط مقدم البيت لا يقل بحسب بعض التقارير عن 35 ألف جنيه إسترليني (57 ألف دولار)، وهو مبلغ خيالي صعب جمعه بالنسبة للأغلبية.

وبسبب أزمة الرهن العقاري التي انفجرت في 2008 وما زالت تلقي بظلالها الكثيفة على قطاع العقارات في بريطانيا، أصبحت البنوك أكثر تشددا في منح القروض العقارية، حيث إنها اتهمت بأنها أسهمت في حدوث أزمة الرهن العقاري في السابق وتضخيم فقاعة العقار، التي انفجرت في 2008، بفعل تساهلها في منح القروض العقارية.

لكن إذا كان الكثيرون «يلهثون» في لندن بحثا على تحصيل إيجارات تكون في متناولهم، خاصة مع التهاب أسعار الإيجارات، حيث إن إيجار أرخص شقة من غرفة واحدة في لندن أصبح لا يقل عن 1000 جنيه إسترليني (1600 دولار) في الشهر، فإن هناك من يقاسمون هؤلاء اللندنيين اللاهثين هواء لندن وأرضها وسماءها، لكنهم يعيشون في «كوكب آخر» بالتأكيد إذا ما تعلق الأمر بالإيجار!.. فقد أُعلن الأسبوع الماضي عن توقيع ملياردير، قيل إنه عربي من منطقة الشرق الأوسط، على ما اعتبر أغلى إيجار شقة في لندن، بتأجيره شقة مقابل 55 ألف جنيه إسترليني للأسبوع الواحد (90 ألف دولار!)، مما يعني 7860 جنيها إسترلينيا (1287 دولارا) في اليوم.

وسيدفع الثري الذي رفض الكشف عن اسمه 2.86 مليون جنيه إسترليني (4.6 مليون دولار) إيجارا سنويا للشقة الفاخرة المكونة من أربع غرف، وتقع في أغلى عمارة سكنية في لندن، والمعروفة باسم «وان هايد بارك» في شارع نايتس بريدج، قبالة متجز «هارودز» الفاخر. وبالمبلغ الذي سيدفعه المؤجر سنويا إلى وكالة «هارودز» العقارية، بإمكانه شراء شقة وحتى ربما منزل في نفس المنطقة. وحتى إيجار شهر واحد بإمكانه شراء شقة معقولة من غرفتين في أحد أحياء لندن المتوسطة.

وتمثل «وان هايد باراك» أغلى إقامة سكنية في العالم، وبها أغلى شقة في العالم بيعت بـ140 مليون جنيه إسترليني (230 مليون دولار)، ويتردد أن مالكها وهو ثري أوكراني أنفق عشرات الملايين لتجديد ديكورها. وأكثر ملاك الشقق في هذه الإقامة هم من الأثرياء العرب والروس والآسيويين.

ويزداد قطاع العقار الفاخر في لندن قوة من يوم لآخر، خاصة مع تواصل الإقبال عليه من قبل الأثرياء الأجانب. وبحسب شيريل هامفري، مديرة المبيعات والتسويق بوكالة «هارودز» العقارية، فإن «قطاع العقار الفاخر هو القطاع العقاري الوحيد في بريطانيا الذي يشهد ارتفاعا في أسعاره من بداية 2011». وأشارت هامفري إلى أن الإقبال على العقارات الفاخرة في لندن أدى ليس إلى ارتفاع أسعار البيع فقط، إنما أسعار الإيجار أيضا.

وبحسب وكالة «هارودز» العقارية فإن متوسط أسعار إيجارات عقاراتها في منطقة «نايتس بريدج» تضاعف خلال عام واحد ليبلغ 4285 جنيها إسترلينيا في الأسبوع.

حتى وإن دفع ذلك الثري القادم من الشرق الأوسط ذلك المبلغ الخيالي، 55 ألف جنيه إسترليني (90 ألف دولار) للأسبوع الواحد لإيجار تلك الشقة، أي 7860 جنيها إسترلينيا (1287 دولار) في اليوم، فإن الشقة ليست أغلى مكان يمكن الإقامة فيه لندن، حيث إن أغلى مكان يمكن الإقامة فيه في العاصمة البريطانية، وهو غير بعيد عن الشقة ذاتها، حيث يقع بين «نايتس بريدج» و«بيلغرافيا»، ويكلف جناح في الفندق مكون من أربع غرف وخمسة حمامات وقاعة للأكل وقاعة للمعيشة 14 ألف جنيه إسترليني (23 ألف دولار) لليلة الواحدة، وتشمل التكلفة سائقا خاصا تحت التصرف بسيارة فاخرة من نوع «رولز رويس فانتوم».