السعودية: توقف 45% من المشاريع العقارية الصغيرة في رمضان

ارتفاع أجور العمال الأجانب مع سفر كثيرين منهم خلال الشهر الكريم

تشهد المشاريع الصغيرة في السعودية تباطؤا في شهر رمضان («الشرق الأوسط»)
TT

انعكس حلول شهر رمضان المبارك في السعودية بشكل سلبي على المشاريع العقارية الصغيرة التي توقف أكثر من 45 في المائة منها، بحسب تأكيدات. متعاملون عقاريون كشفوا لـ«الشرق الأوسط» أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك؛ وكان على رأسها: استغلال العمالة لحلول الشهر الفضيل في السفر إلى بلدانهم لقضائه بين أهلهم وأبنائهم، إضافة إلى قصر وقت العمل الذي لا يتجاوز 6 ساعات يوميا.

كما أشار العقاريون إلى وجود عزوف لبعض المقاولين عن العمل خلال رمضان، وذلك للحفاظ على روحانية الشهر، حيث كان لهذا التوقف أثر واضح، الذي ألقى بظلاله على ارتفاع أسعار العمالة التي يختفي معظمها مع دخول الشهر.

وأكد ذلك محمد الزامل، وهو مهندس معماري، الذي أشار إلى شبه توقف في عمليات بناء المشاريع الصغيرة مثل الفيلات والعمائر، التي غالبا لا تكون مرتبطة بعقد تسليم يحمل تاريخا معينا، الأمر الذي جعل العقاريين يعدون شهر رمضان من أكثر الشهور تعقيدا وتأخيرا للأعمال نتيجة سفر العمالة التي تختار أن تقضي الشهر الفضيل بين أهلهم على العمل في السعودية. وأضاف: «من الملاحظ جدا في عالم المقاولات أن الشهر المبارك يشهد عزوفا عن العمل وذلك لقلة العمالة التي يتجه بعضها إلى قضاء بعض الأعمال البسيطة التي لا تحتاج إلى مجهودات كبيره نظرا لصعوبة العمل خلال رمضان حتى وإن كان العمل يتم في المساء»، لافتا إلى أن أسعار استئجار العمالة الماهرة ترتفع خلال شهر رمضان نتيجة لندرتها وقلة وجودها.

ومع ارتفاع درجة الحرارة في السعودية التي تصل إلى 43 مئوية يفضل كثير من المقاولين إنجاز الأعمال في المساء نتيجة انخفاض درجة الحرارة التي تقل إلى نحو 10 درجات.

يذكر أن المشاريع العقارية الصغيرة تشهد ازدهارا كبيرا وذلك باعتبارها الخيار المناسب للاستثمار، وتتميز السوق العقارية عن غيرها من الأسواق بالحفاظ على مستوياتها الربحية وتحقيق مكاسب إضافية، في ظل تنامي الطلب على العقارات في السعودية.

وفي السياق نفسه، أشار عبد الله البتير، صاحب شركة «البتير» العقارية، إلى توقف ما يربو على 45 في المائة من المشاريع الصغيرة في الرياض نتيجة قصر الوقت وأمور أخرى مختلفة، لافتا إلى أن وقت العمل في رمضان لا يتجاوز 6 ساعات في اليوم وهي مدة قصيرة لا يستطيعون كأصحاب شركات العمل فيها وإنجاز مراحل ملموسة في عمليات البناء.

وقارن البتير بين أوقات العمال قبل حلول الشهر وبعده، حيث إن العمالة تعمل بمده تزيد على 12 ساعة يوميا في شهر شعبان، وإن الوقت قد اختصر إلى 6 ساعات وذلك مراعاة للظروف الخاصة التي يتميز بها شهر رمضان دون غيره، مبينا أن العمل في النهار يشق كثيرا على العمالة مما اضطرهم إلى استبدال الفترة المسائية به، التي لا توفر رؤية واضحة مثل ما كانوا يعملون في النهار.

ويتوقع أن تصل القيمة الإجمالية لمشاريع البناء في السعودية - أكبر اقتصاد عربي - التي تعد سوق البناء الكبرى في الشرق الأوسط، إلى نحو 237.4 مليار ريال (63.3 مليار دولار) بحلول عام 2012، وذلك بالتزامن مع بدء الحكومة السعودية في تنفيذ خطة التطوير الخمسية التاسعة.

من جانبه، أشار عبد الله الودعاني، وهو مقاول عقاري، إلى أن روحانية الشهر المبارك تمنعه، مثل بعض زملاء مهنته، عن العمل حتى انقضاء الشهر، لافتا إلى أنه يعرف كثيرين من المقاولين الذين يتفرغون تماما خلال شهر رمضان المبارك للعبادة وتأجيل جميع مخططات البناء حتى انقضاء الشهر، موضحا أنه يقصد بالتوقف هنا تجميد الأعمال الخاصة به وليست المشاريع ذات العقود الموقعة، مبينا أنه يتحاشى وبقدر المستطاع الوجود في أماكن العمل خلال أيام شهر رمضان المبارك، وأنه ينجز جميع مستلزماته وأعماله قبيل دخول رمضان، مما يجعله متفرغا تماما للعبادة وصله الرحم، على حد وصفه.