سجلت حجوزات الاستراحات في العاصمة السعودية ما معدله 100 في المائة، وذلك مع حلول عيد الفطر المبارك، لتلبية رغبة الكثير من الأسر في المنطقة لإقامة مناسباتهم في تلك الاستراحات، في حين اعتبر الكثيرون تلك الزيادة مبالغا فيها.
وقدر عاملون في مجال تأجير الاستراحات لـ«الشرق الأوسط» أن ما نسبته 100 في المائة من الاستراحات المنتشرة في العاصمة محجوز منذ أول ليالي العيد حتى اليوم الثالث من عيد الفطر المبارك، في حين أشاروا إلى أن البعض عمد إلى حجز الاستراحات خلال أيام العيد لعدة سنوات، وتبلغ نسبة إشغالهم للاستراحات سنويا 30 في المائة.
وما إن يطل عيد الفطر المبارك كل عام، حتى تجد جل أصحاب الاستراحات يسوقون لها عبر مواقع إلكترونية، وصحف ورقية، ولاصقات، بأضعاف الأسعار 130 في المائة، في حين أن الاستراحات المتوسطة إيجارها ليوم واحد يتخطى حاجز الـ1500 ريال (400 دولار) - على أكثر تقدير حسب عاملين في المجال ذاته - التي كانت تعرض في أيامها العادية، معللين السبب بحلول موسم الأعياد التي تعتبر بالنسبة لهم موسم الظفر بأعلى الأجور.
وأدى الاستعداد المبكر لقضاء أيام العيد خارج المنزل، لا سيما في الاستراحات التي تعتبر أهم الأماكن التي تقضي فيها العائلات أوقات العيد، والتي ترى أنها المكان الأفضل خلال العيد لتجتمع العائلة في مكان واحد يعطي الفرصة لكل أفراد الأسرة للتمتع بالأجواء العائلية، واستمتاع كل الأعمار - إلى رفع أسعار التأجير؛ نظرا لشدة الإقبال على الاستراحات من قبل العوائل.
ورفعت إجازة عيد الفطر المبارك الطلب على استئجار الاستراحات والمتنزهات في مختلف مناطق المملكة إلى الضعف، ويستغل الكثير من أصحاب الاستراحات فترة العيد لتحقيق مكاسب بعد فترة ركود تسبق شهر رمضان، إذ تستعد الأسر لدخول الشهر الكريم بتأمين احتياجات المنزل من مواد غذائية وتموينية.
ويبين عبد العزيز النوفل، صاحب إحدى الاستراحات في العاصمة الرياض، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحركة على الاستراحات ستكون كثيفة في اليوم الأول من العيد، وأن الإقبال في الأيام الأخرى كان متوسطا مقارنة بالأعوام الماضية التي شهدت حركة كبيرة.
ويشير إلى أن قيمة استئجار استراحة يوم واحد تبدأ من 900 ريال (240 دولارا) في بعض المناطق، والسعر يختلف بالنسبة لاستراحات أخرى في العاصمة الرياض، لافتا إلى أن الاستراحات ذات المساحات الكبيرة تصل إلى 3 آلاف ريال (800 دولار) أو تزيد حسب تجهيزاتها.
ولفت النوفل إلى أن أصحاب الاستراحات حققوا الأعوام الماضية أرباحا كبيرة في إجازات عيد الأضحى، وهي الفترة التي اعتاد كثيرون، خصوصا قاطني الرياض، قضاء أيام العيد فيها بعيدا عن المنازل.
وأوضح عدد من المستثمرين في مجال تأجير الاستراحات، أن أيام المناسبات من كل عام تعد فترة مناسبة من حيث الإقبال المتزايد عليها، مضيفين أن الاستثمار في هذا المجال يعد مربحا، حيث ترتفع 60 في المائة في فترة الأعياد، علاوة على أن بعض العائلات والأسر الكبيرة قد تستأجر الاستراحة لفترة تتراوح بين يومين وثلاثة أيام.
«الشرق الأوسط» كان لها جولة في بعض الاستراحات في الرياض، حيث وجدت أوراقا مكتوبا عليها: «محجوزة طيلة أيام العيد»، وملصق على أبواب الاستراحات (إذا كانت مؤجرة أم شاغرة)، بحيث لا يضيع الذي يأتي وقته في السؤال.
وأكد مشعل البدر، صاحب استراحة، لـ«الشرق الأوسط»، أنه كان يصعب على كثيرين إيجاد استراحات شاغرة أيام العيد خلال الأعوام الماضية، لأن معظمها يتم استئجارها قبل العيد بأيام وأسابيع، بل إن البعض منهم يقوم بتأجير الاستراحات بشكل شهري أو سنوي، وبدفع قيمة إيجارها كاملة ليضمن حجزها، خوفا من الزحام المتوقع على تلك الاستراحات خلال أيام العيد.
وأضاف البدر أن الإيجارات تراوحت بين ألف و6 آلاف ريال (1600 دولار) للاستراحات الكبيرة، وهي مرتفعة عن الأيام العادية بنحو 100 في المائة، حسب سعرها المعروض في الأيام العادية، موضحا أن هذا أمر طبيعي إذا ما قيس على الطلب المتزايد والإقبال الكثيف في هذه الفترة من كل عام.
ويقول أحد أصحاب الاستراحات: «إن هذه الفترة بمثابة الموسم الذي ننتظره بهدف الكسب واستعادة فترة الركود التي تعرضنا لها قبل دخول رمضان».
وأضاف: «إن هناك الكثير من المواطنين ممن يأتون إلينا من أجل عملية الحجز والتأجير، فعملنا على توفير الاستراحات وتجهيزها بكل وسائل الترفيه والتجهيز، من أماكن جميلة مخصصة للجلوس، ووفرنا بها عوامل الأمن والسلامة، فكان الإقبال كبيرا جدا، وكان الحجز منذ وقت مبكر، حتى تضمن الأسرة توافر المكان المناسب الذي تجتمع فيه العائلة».
ويقول عبد الله أحمد، أحد المستأجرين، تجدد الزحام على الاستراحات، وعادت وتيرة رفع الأسعار مع حلول العيد، حيث تبادر الكثير من الأسر والعوائل لحجز استراحات لقضاء العطلة.