قطاع العقار المكسيكي.. ما له وما عليه

الركود ضربه متأخرا عن الجارة أميركا

تؤثر المخاوف بشأن مشاكل الجريمة في المكسيك على مبيعات الوحدات السكنية («الشرق الأوسط»)
TT

قالت باربرا وو، وهي خبيرة في مجال العقارات في ولاية موريلوس، حيث تعمل في هذا المجال منذ 35 عاما، وتمتلك شركة «باربرا وو» العقارية: «إن السوق في حالة موات إلى حد كبير، ولكنها تتحسن». ووفقا لأندريا دولش أسبينوزا دي لو منترو، شريكة وو في التجارة، فقد بدأ الركود الاقتصادي في المكسيك في وقت متأخر عن الولايات المتحدة. وقد بدأ الكثير من البائعين، منذ بداية عام 2011، في قبول عروض شراء منخفضة بنسبة 25% عن الثمن المطلوب. وقالت وو إن قرب مدينة كويرنافاكا من مدينة مكسيكو سيتي يجعلها في شبه عزلة عن المشاكل الاقتصادية التي تعاني منها مدن مكسيكية أخرى مثل سان ميغيل دي الليندي، التي تعتمد بدرجة كبيرة على السياح الأجانب.

وقد أثرت المخاوف، بشأن مشاكل الجريمة المعروفة في المكسيك، أيضا على مبيعات الوحدات السكنية، حيث قالت جورجيا سبنسر، مالكة شركة «كويرنافاكا ريال ستيت» العقارية، والوكيلة العقارية المسؤولة عن بيع هذا العقار: «لقد تضررت سوقنا من تحذيرات السفر التي أطلقتها الولايات المتحدة، ولكن كويرنافاكا آمنة تماما».

ويعد نظام الشوارع الخاصة ذات الحراسة الأمنية الخاصة إحدى طرق مقاومة الجريمة. حيث قالت وو إن المنزل الذي يقع على شارع خاص «برافادا»، يمكن أن يتراوح ثمنه من 250000 دولار إلى مليوني دولار: «قد يصل الثمن المطلوب إلى 3 ملايين دولار، ولكن سعر البيع الفعلي سيكون نحو مليوني دولار». ووفقا لوو، تعتمد الأسعار إلى حد كبير على قيمة الأرض التي يبلغ ثمنها نحو 1300 بيزو لكل متر مربع (104 دولارات للقدم المربع الواحد، بسعر صرف البيزو 12.5 بيزو للدولار).

وقالت وو: «معظم زبائننا في الوقت الحالي من المكسيكيين، ولكن لا تزال السوق الدولية قوية جدا». ويعمل الكثير من المشترين في مكسيكو سيتي ويقضون عطلات نهاية الأسبوع في كويرنافاكا. ولا يزال هناك عدد لا بأس به من المشترين الأميركيين والكنديين، رغم أن عددهم قد قل منذ وقوع الأزمة الاقتصادية. وقالت وو إن هناك اهتماما مؤخرا من قبل مشترين فرنسيين وإيطاليين وروس، يبحثون عن أماكن يعيشون فيها بعد تقاعدهم، كما ازداد عدد المشترين من آسيا أيضا.

أساسيات الشراء:

قالت سبنسر، من شركة «كويرنافاكا ريال ستيت»: «إن المشترين الأجانب يمكنهم تملك العقارات بشكل مباشر في المكسيك، باستثناء العقارات التي تقع بالقرب من الحدود أو على الساحل»، لكن ينبغي أن يحصلوا على تصريح من الحكومة الاتحادية، تبلغ تكلفته نحو 500 دولار ويمكن الحصول عليه في غضون أيام قليلة.

وتبلغ رسوم نقل الملكية نحو 6.5 أو 7% من القيمة المقدرة للعقار، وليس على أساس ثمن الشراء، وتدفع مباشرة إلى كاتب العدل الذي يتولى عملية البيع. ووفقا لخوسيه راؤول غونزاليس راميريز، وهو محام متخصص في مجال العقارات، يشمل هذا الرقم ضريبة بلدية تبلغ قيمتها 2.5%، بالإضافة إلى تكاليف التقييم الذي تجريه الحكومة، والبحث عن حجة الملكية، وتسجيل سند الملكية. ووفقا لراميريز غونزاليس، يطلب المجلس المحلي في كويرنافاكا، في الوقت الحالي، وجود مثمن مرخص لتقييم كل عقار قبل بيعه. وهذا يجعل الأمر أكثر صعوبة بالنسبة للمشترين أو البائعين، الذين يذكرون أسعارا أقل من الأسعار الحقيقية للتهرب من دفع الضرائب، وهي ممارسات تحدث منذ زمن طويل، وقد تسببت في ضعف الإيرادات الضريبية التي تحتاج إليها المدينة بشدة. ويعمل المجلس المحلي في جيتبك، وغيرها من المجالس المحلية الأخرى المجاورة على وضع أحكام مماثلة. وقال السيد غونزاليس راميريز إن هناك لائحة جديدة ستنص على أن يتم دفع المعاملات العقارية التي تزيد قيمتها عن 100000 بيزو (نحو 8000 دولار) عن طريق شيك أو تحويل إلكتروني، ومن ثم يتم القضاء على المعاملات النقدية الكبيرة التي يصعب تتبعها.

وأضاف أن البائع هو عادة من يقوم بدفع عمولة الوكيل العقاري.

وقالت السيدة سبنسر إن أسعار العقارات الفخمة في المكسيك كانت غالبا ما تقدر بالدولار الأميركي، ولكن هذا النظام قد تغير منذ نحو عامين، بسبب التقلبات في قيمة العملات. وفي الوقت الحالي تحدد أسعار معظم العقارات بالبيزو.

واللغة الإسبانية هي اللغة الرسمية في المكسيك، والبيزو المكسيكي هو العملة الرسمية (1 بيزو = 0.08 دولار)

* خدمة «نيويورك تايمز»