القطاع الذي نما ضعف العقارات الفاخرة في لندن بـ204% خلال 10 سنوات

المستثمرون الأجانب يجدون صعوبة لدخوله

TT

إذا كان قطاع العقارات الفاخر في إنجلترا، وخاصة في العاصمة لندن، يسجل معدلات نمو قياسية بلغت 102 في المائة خلال العشر سنوات الماضية، خاصة مع تزايد إقبال المستثمرين الأجانب، فإن هناك قطاعا آخر سجل معدل نمو في الفترة نفسها بلغ ضعف معدل قطاع العقار الفاخر، حيث سجل نمو بلغ 204 في المائة خلال السنوات العشر الأخيرة، وفي المقابل أيضا لا يجد المستثمرون الأجانب فرصا لأن «يلعبوا» فيه، لأن ملعبه شبه مغلق إلا على قلة من المحظوظين، أو بالأحرى على عائلات قليلة تتوارث «اللعب» في القطاع أجيالا بعد أجيال.. إنه قطاع الأراضي الفلاحية. وقد أدى ارتفاع أسعار المواد الغذائية عبر العالم إلى زيادة أسعار الأراضي الزراعية في إنجلترا، وزيادة الطلب عليها، مما جعل القطاع أكثر القطاعات عائدا وربحية خلال السنوات العشر الماضية، بمعدل نمو بلغ 204 في المائة، أي بمعدل سنوي يفوق الـ20 في المائة، متفوقا على النمو الذي سجله قطاع العقارات الفاخر في لندن، الذي سجل نموا بـ104 في المائة خلال الفترة نفسها، وعلى النمو الذي يبدو متواضعا جدا، الذي حققه مؤشر بورصة لندن «فوتسي 100» الذي نما بمعدل 6 في المائة فقط.

غير أن قطاع الأراضي الزراعية في إنجلترا يبقى قطاعا شبه مغلق على المستثمرين الأجانب، الذين يجدون صعوبة في دخوله بحسب شركة «نايت فرانك» العقارية. ويقول ليام بايلي، مسؤول الأبحاث في الشركة: «إن الكثير من الصناديق الاستثمارية من كل أنحاء العالم حاولت الاستثمار في الأراضي الزراعية في إنجلترا، لكنهم يجدون صعوبة في تحقيق ذلك؛ لأن أغلبية هذه الأراضي لا تتم المتاجرة فيها، إنما توريثها من جيل إلى آخر».

وبينما يسعى المستثمرون الأجانب إلى تحقيق عائد مربح من مسعاهم للاستثمار في الأراضي الزراعية، فإن الكثير من الأثرياء من ملاك هذه الأراضي في إنجلترا، يستعملون هذه الأراضي الزراعية كوسيلة لتجنب ضريبة الوراثة الكبيرة جدا في بريطانيا، بحسب صحيفة «الفايننشيال تايمز».

وبحسب نظام الضريبة على الإرث البريطاني، فإن العقارات التي تبلغ قيمتها أكثر من 325 ألف جنيه إسترليني (501 ألف دولار)، تخضع لضريبة إرث بـ40 في المائة، بينما في المقابل فإن الأراضي الزراعية والعقارات الموجودة عليها معنية عموما بهذه الضريبة، على اعتبار أنها أراض زراعية، مما يجعل توارثها بين الأجيال أسهل وأرخص.

وبحسب «نايت فرانك»، فإن قيمة الأراضي الزراعية تختلف، حيث إن الأراضي الصالحة للزراعة تكون أكثر قيمة من الأراضي المخصصة لرعي الماشية، وتعتبر أراضي منطقة الكوستوولدس (COSTLWOLDS)، بوسط غرب إنجلترا، التي يطلق عليها اسم «قلب إنجلترا»، من بين أفضل الأراضي تحقيقا للنمو في إنجلترا، حيث يباع الفدان الواحد بـ11 ألف جنيه إسترليني (17 ألف دولار)، ويرجع سبب ارتفاع أسعار الأراضي الزراعية في المنطقة لقربها من المناطق الحضارية، التي يعرف قطاعها العقاري طلبا كبيرا. ويرتفع الطلب على الأراضي الزراعية القريبة من المناطق الحضرية بسبب قربها من المدن، مما يجعلها توفر امتيازين: القرب من المدينة والإقامة في الريف.