عائلتان وبيتان.. في منزل «أخضر» بسويسرا

اشترك شقيقان في بنائه

TT

في أعلى منطقة بالجانب الجنوبي من جنيف، يوجد منزل مستطيل الشكل يطل على جبل سليف، وهذا المنزل مطلي باللون الأخضر الفسفوري، ولذا يبدو للعيان منزلا براقا.

ويمكن وصف المبنى المكون من طابقين الذي تحيط به الأشجار، بأنه منزل حديث يمثل المدرسة الفنية التقليدية، حيث إن الواجهة الخراسانية الخارجية خالية من أي تصميمات ما عدا نوافذ على شكل صناديق.

ويقول غابور لوكا (40 عاما)، وهو طبيب بيطري يرتدي نظارات يشارك شقيقه تيبور (43 عاما) في ملكية المنزل الذي تبلغ مساحته 2152 مترا: «إنه شيء بارز». ويعمل تيبور مستشارا ماليا، كما أنه صاحب شركة «بلوكيب»، وهي شركة تخطيط تقاعد وإدارة ثروات في جنيف.

ويقول غابور لوكا إنه وزوجته، التي تعمل طبيبة بيطرية هي الأخرى، لم يتحملا شراء منزل خاص بهما أو حتى الحصول على قرض على ضوء سوق الإسكان المرتفعة الأسعار داخل سويسرا. ويضيف: «نحن مجرد طبيبين بيطريين، ولسنا مصرفيين». ولذا اتجه الزوجان إلى شقيقه الأكبر طلبا للمساعدة. وفي نهاية المطاف قرر الشقيقان بناء منزل يمكنهما العيش فيه مع عائلتيهما. وفي عام 2006، قاما بشراء ثلث فدان مقابل 3.3 مليون دولار، وقسما التكلفة عليهما. وفي عام 2008، وبعد 18 شهرا من البناء أتمت شركة «غروب 8 أتيكتس» داخل جنيف، المعروفة بتصميماتها البراقة والرائعة المنزل، مقابل 3.7 مليون دولار أخرى. وانتقلت عائلتا لوكا إلى المنزل في عام 2009.

ودائما ما كانت هناك علاقة تكافلية بين الشقيقين، ولذا فإن ترتيباتهم المعيشية الحالية ليست خارج النطاق المألوف بالنسبة لهما. وقد كانا يشتركان في سريرين من طابقين عندما كانا طفلين في جنيف، ولما كبرا كانا يعيشان في شقق إلى جانب بعضهما بنفس البناية لتسعة أعوام. ويقول غابور لوكا: «أفضل أن يكون (أخي) جاري أكثر من أي شخص آخر».

وعندما تم التواصل مع دانيال زاماربيد، وهو شريك في «غروب8»، لسؤاله عن بناء بيت للشقيقين، قال إن رؤيته كانت ترمي إلى بناء مبنى يعبر عن فكرة الأخوة نوعا ما. ويقول زاماربيد: «ثمة تعقيدات في الأمر، حيث نعرف أن بينهما بعض الاختلافات. ولذا أصبح العمل منصبا على كيفية التعامل مع منزل واحد وعكس روح الأخوة. لديهما ثقافات عائلية مختلفة، حيث إن تيبور مباشر، ولذا كان علينا القيام بالمزيد لإدخال السرور إلى قلبه. وغابور حدسي ويميل إلى الفن».

ويعتبر المبنى بيتين بسقف واحد، ولكل منهما تصميم متشابه. وكلا المنزلين فيه ثلاث غرف نوم وأربعة حمامات ودور تحتاني واسع. وتفضي ممرات خراسانية في نهايتين متقابلتين للمبنى إلى المداخل الأمامية للبيتين، التي بها أبواب زجاجية تنزلق. ولكن تنتهي أوجه التشابه عند الباب الأمامي. ويوجد خارج مدخل المنزل الذي يعيش فيه غابور لوكا مع زوجته بيا (43 عاما) وثلاثة أطفال - سابا (5 أعوام) وزنغر (3 أعوام) وإلديكو (6 أشهر) - وقطة اسمها «لينو» مساحة مربعة خراسانية مفتوحة بها حشائش وشجرة جنكة. ويوجد داخل هذه المساحة قدم ماموث اشتريت مقابل 6000 دولار من بائع أنتيكات في جنوب فرنسا.

وبعد اجتياز الأبواب الأمامية الزجاجية تجد غرفة المعيشة وبها بساط من فرو الدب القطبي. واشترى غابور لوكا هذا البساط من سوق محلية للسلع المستعملة في عام 2002. ويمتلأ الرواق من غرفة المعيشة إلى المطبخ بقطع أثرية جمعت خلال رحلات العائلة لأماكن مثل تايلاند والهند. وفي الواقع يوجد في المنزل الكثير والكثير من القطع الأثرية. ويوجد في كل ركن من أركان المكان أعمال نحتية كبيرة خشبية ومرايا وتماثيل من الصلصال. ويقول غابور: «أردت أن أكون عالم آثار».

ويعيش تيبور لوكا مع زوجته ليز (45 عاما)، وهي منظمة فعاليات تشرف على تنظيم مهرجان للشوكولاته داخل جنيف خلال أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، وابنيه - بول (9 أعوام) ونيكولا (7 أعوام). ويذكرك منزلهما المفتوح بطائفة الزن البوذية اليابانية. ويفتح الباب الأمامي الزجاجي على مطبخ أنيق. وبعد ذلك تجد غرفة معيشة عصرية بها آرائك رمادية من متجر الأثاث السويسري «إنتريو».

ويقول الزوجان إنه كان من المهم بالنسبة لهما أن يكون لديهما منزل يشع بالضوء. ويقول تيبور لوكا: «ولا سيما في الشتاء عندما يكون الجو مظلما».

وفي غرفة المعيشة، يغمر المكان ضوء طبيعي من الأرضية وصولا إلى نوافذ في السقف تواجه الفناء. وداخل المنزل، يختفي نظام إضاءة أوتوماتيكي المصابيح تحت دواليب وفي أماكن أخرى. ويقول: «لقد أدرجنا الكثير من الكشافات والمصابيح النيون غير الظاهرة التي يمكن جعل إضاءتها خافتة. هذا مناسب جدا جدا».

وفي الأعلى داخل غرفة النوم الرئيسية، التي يرتفع سقفها 12 قدما وحوائطها بيضاء، توجد نافذة مستطيلة الشكل طولها قدم واحد بطول الحائط أعلى سرير الزوجين لتعمل على دخول أشعة الشمس في الصباح إلى الغرفة. ويقول الأخ الأكبر: «يدلف إلى الداخل ضوء برتقالي، وهذا شيء لطيف».

ويرى أن المنزلين المزدوجين جزء من تقليد العائلة. ويقول: «في بعض الأحيان يمر أسبوعان من دون أن يرى بعضنا بعضا، ولكن يمكننا الاعتماد على بعضنا، فنحن نحب بعضنا البعض».

* خدمة «نيويورك تايمز»