القصور الفيكتورية ما زالت منازل أحلام تتحقق للبعض

الأبراج أصبحت ملمحا معماريا يستخدم في أساليب البناء الجديدة

لقطة لمنزل الأحلام ذي البرج في سي كليف بنيويورك (نيويورك تايمز)
TT

ما من شك أن التعالي الاستعماري ظهر من خلال اختيار طراز المنازل على الجزيرة، لكنه لم يمنع المعجبين بتوجه يتسم بقدر كبير من الغرابة من إثبات وجودهم، لكن مع استخدام حديث للبرج كملمح معماري في أساليب البناء الجديدة. يظهر الدليل على رواج البرج من خلال سعر القصور الضخمة المغطى سطحها بخشب الأرز والمنازل ذات المستويين المشيدة على الطراز الفيكتوري في إطار مشروع جديد لمنازل منخفضة التكاليف في باي شور. وتقول مرسيدس كورلاند، مصممة ديكورات داخلية من روزالين هاربور، إنها دائما ما تقع في غرام النظرية الرومانسية للبرج الصغير، حيث ظلت لسنوات ترسم تصميمات لـ«منازل أحلامها» تضمنت أشكالا مختلفة لأبراج في الواجهة. وأحيانا تتحقق الأحلام. منذ عقد مضى، قابلت مرسيدس روبرت لابورتا، رجل الأعمال الذي أصبح زوجها فيما بعد عام 2006، وقالت: «أخرجنا ملف الأحلام وحققنا ما به».

يزين مدخل منزل الزوجين الذي يتكون من 14 غرفة وهو قلعة تطل على ميناء روزالين هاربور برج ارتفاعه 30 قدما سطحه مخروطي مغطى ببلاط صخري وعليه نوافذ. داخل البهو الذي يبلغ قطره 22 قدما، يتجه الدرج إلى الجدار الدائري إلى شرفة تحيط بالمساحة في الطابق الثاني. وتنتهي القمة من داخل المخروط بشكل حاد. والجدران مطلية بحيث تشبه أحجار القدس وهو «طراز يمزج بين منازل الريف الفرنسي وأكواخ الصيد في آديرونداك» على حد قول كورلاند. وأضافت: «أحب طريقة توزيع الممرات داخل المنزل التي تختلف كثيرا عن نسق الردهات المستقيمة التي تشبه ردهات الفنادق».

أصبح المنزل الذي يتكون من خمس غرف وخمسة حمامات كبيرة وحمام صغير على مساحة 1,25 فدان والمطل على ميناء روزالين هاربور متسعا على الزوجين حاليا. لذا لفت نظرها منزل في فلوريدا وشقة في مانهاتن. وفي مايو (أيار) عرض الزوجان المنزل للبيع مقابل 7,49 مليون دولار من خلال شركة «ريجينا روجرز أوف لافي فاين هومز». ربما يكون البرج عاملا من عوامل جذب الأنظار للمنزل، حيث يمثل ملمحا أساسيا مميزا يخلب لب أي مشتر على حد قولها. وأوضحت: «إنه مكان رائع ويبدو كأنه في قصة خيالية».

وكانت شركة «داي تري كاستوم بيلدرز» تنافس أربع شركات تنمية عقارية أخرى عندما تقدمت بعرض بناء 40 وحدة سكنية منخفضة التكاليف في باي شور منذ خمس سنوات. بسبب التصميم التقليدي «الفريد» الذي يتضمن أبراجا، حصلت الشركة على المهمة، على حد قول كارلا داتري، رئيسة شركة «داي تري» في كورتلاند سكوير، وهو مجمع من ثلاثة طوابق على الطراز الفيكتوري. وسوف يتم الانتهاء من أول مبنيين من الأربعة التي بها أبراج ومغطى سطحهم بالجملون في ناحية «أركاتيك بلو» نهاية العام الحالي. وهناك برج في كل وحدة ذات مستويين بها ثلاث غرف نوم يتيح مساحة للجلوس لغرفة النوم الرئيسية. وبيعت اثنان من الوحدات الستة، وهي أغلى وحدات في المجموعة، من ضمن 25 وحدة مقابل 260 ألف دولار من خلال شركة «لونغ أيلاند بارتنرشيب» إلى أسر يصل دخلها إلى 127,300 دولار أو إلى الأسر ذات الدخل المتوسط. ألحق جاك وفرانك كامبو، اللذان يمتلكان «كامبو براذرز» في بورت جيفرسون، برج ارتفاعه 12 قدما في غرفة معيشة وغرفة جلوس في تصميم نموذج لمنازل على الطراز الفيكتوري مساحتها 3500 و2800 قدم مربع تشيد في 17 منطقة في قطع أرض مقسمة وقطع مفردة من بحيرة رونكونكوما إلى مانورفيل. رغم أن هذا النوع من المنازل مساحته أكبر من المنازل التي حققت أفضل مبيعات والمبنية على مساحة 2400 قدم مربع وتكلفته أعلى، حظي برواج كبير على حد قول جاك كامبو. ويتراوح سعر المنزل الذي تبلغ مساحته 2800 قدم مربع من 450 إلى 500 ألف دولار، بينما يتراوح سعر المنزل الأكبر بين 600 و700 ألف دولار بحسب الموقع. وصرح فرانك كامبو بأن طلة المنزل كلاسيكية ورائجة في كل العصور. ولاحظت جين ماكغيلواي، التي تقيم في سي كليف، غرفة ملحق بها برج على شرفة في ساغامور هيل في عقار ثيودور روزفلت في أويستر باي منذ أربعة أعوام، مما دفعها إلى إضافة برج ارتفاعه 8 أقدام على الشرفة المتقوسة في منزلها المبني على طراز «فورسكوير» رباعي الشكل الأميركي والذي ازدهر خلال فترة الثمانينيات من القرن الماضي.

وقالت ماكغيلواي إن البرج: «زاد من قيمة منزلنا، مضفيا علية طابعا رومانسيا»، خاصة مع وجود سبع من النوافذ الفوقية ذات الأطر المزدوجة به، والتي تم تعليق صناديق لزراعة الزهور خارجها، وسقفه المبني على شكل قبعات الساحرات، والذي تعلوه دوارة لتحديد اتجاه الريح على شكل حوت.

ويعد البرج، الذي يقع خلف زوج من الأبواب الفرنسية الطراز وردهة صغيرة قبالة غرفة النوم الرئيسية، مكانا مثاليا لممارسة مجموعة من الأنشطة مثل الحياكة و«الجلوس لقراءة الصحيفة في أيام الآحاد»، على الرغم من أن المكان ليس كبيرا بما يكفي لتتقاسمه مع زوجها، حيث تقول ماكغيلواي: «من شدة حبي للبرج أرغب في إقامة برج أخر على الجانب الآخر من منزلنا».

ويقدر راي غينتايل، وهو أحد البنائين، ثمن المنزل الذي بناة لعائلته على الطراز الفيكتوري في أحد أنحاء «سي كليف» منذ أربع سنوات والذي قام بعرضه للبيع بـ2.5 مليون دولار، حيث يتميز المنزل بشرفاته الدائرية، ونوافذه الطويلة، ووجود برج ذي ثمانية أضلاع يخرج من غرفة الطعام - مما يعطي مساحة لوضع مائدة إضافية عند إقامة مأدبة أو حفلة أو غيرها - ويغمر إحدى غرف نوم الأطفال بالضوء من زوايا متعددة، حيث يقول غينتايل: «هناك اتجاه نحو التركيز على التفاصيل المعمارية الدقيقة».

وكان غينتايل قد بني مجمع «ميوز» السكنى المكون من 16 وحدة من الوحدات السكنية شبه المنفصلة في فريبورت منذ ست سنوات، والذي تكلف بناؤه 600.000 دولار. وقد تم بناء أبراج في أربعة من مباني المجمع الثمانية الموجودة في زويا الشكل المستطيل للمجمع.

وقال غينتايل إن الأبراج تعد إحدى السمات المعمارية التي تحظى بالإعجاب على مر العصور: «الأبراج دائما ما تحبب الناس في المنازل وتجذبهم نحوها، حيث يعتبرها المشترون شيئا يميز المنزل عن غيره من المنازل الأخرى الموجودة في الحي».

ولدى إلين باترسون، أحد المساعدين في قسم المبيعات في شركة «دانيال غيل سوثبي إنترناشونال ريالتي» العقارية، منزل ذو أبراج مبني بالحجر والجص منذ خمس سنوات ويطل على بركة في نورثبورت يقدر ثمنه بـ1990000 دولار، موجود على قائمة المبيعات منذ ابيرل.

وتقول باترسون إن برج البهو ذا قبة من الزجاج الملون التي «تعطي وهجا جميلا يجعل المرء يشعر وكأنه يعيش في قلعة في الريف الفرنسي».

* خدمة «نيويورك تايمز»