مبنى الـ«إمباير ستيت» يطرح للاكتتاب العام

غولدمان ساكس قد يكون أول المكتتبين

مبنى «إمباير ستيت» («نيويورك تايمز»)
TT

يبدو أن المستثمرين الذين يرغبون في شراء جزء من مبنى الـ«إمباير ستيت» الشهير قد أوشكوا على تحقيق مبتغاهم؛ حيث كشفت أسرة المالكين للمبنى عن خططها لإنشاء شركة عقارات يتم طرحها للاكتتاب العام، والتي ستتضمن مبنى الـ«إمباير ستيت» الواقع في شارع رقم 34 بالجادة الخامسة، والذي يبلغ ارتفاعه 102 طابق. وذلك وفقا للأوراق التي تم تقديمها يوم الثلاثاء للجنة الأوراق المالية والبورصات. وقد تم الإفصاح عن هذه الخطط لأول مرة في أبريل (نيسان)؛ حيث يسيطر أنتوني مالكين، ووالده، بيتر مالكين، على اثنين من المباني الأخرى – مبنى «غراند سنترال بلاس»، الذي يتكون من 55 طابقا، وتبلغ مساحته 1.3 مليون قدم مربع، والذي يقع على الجانب الآخر من محطة قطار «غراند سنترال» في شارع رقم 42، ومبنى آخر مكون من 26 طابقا في 250 غرب شارع رقم 57 – اللذين سيكونان جزءا من الشركة العقارية التي سيتم طرحها للاكتتاب العام.

وقد خلت أوراق الشركة، التي قدمت يوم الثلاثاء للجنة الأوراق المالية والبورصات، من وجود معلومات مالية محددة بها بشكل غير معتاد، لكنها أوضحت أنه من المتوقع الحصول على معلومات أكثر تفصيلا في نحو 3 أشهر، الأمر الذي يمهد الطريق لطرح عام أولي للأسهم. ويتوقع أن يكون مصرف غولدمان ساكس أول المكتتبين في هذه الشركة، وفقا لما ذكره شخص مطلع بشكل مباشر على العروض الأولية المحتملة، الذي طلب عدم ذكر اسمه؛ لأنه لم يكن مخولا له مناقشة هذا الأمر علنا.

وسيكون اكتتاب مثل هذا المصرف العريق الموجود فعليا على أرض الواقع مميزا وسط فيضان العروض الأولية المقدمة من شركات الإنترنت، التي تصدرت أخبار عروضها عناوين الصحف؛ حيث من المتوقع أن تتقدم شركة «فيس بوك» بعرض أولي للاكتتاب في الأسهم في وقت ما من عام 2012، بعد أن تقدمت عدة شركات عاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات بعروض هذا العام، مثل شركة «غروبون» وشركة «لينكد إن».

وسيساعد العرض الأولي العام على تصحيح هيكل الملكية المعقد لمبنى الـ«إمباير ستيت» وغيره من الأصول التي تمتلكها أسرة مالكين؛ حيث يوجد لكل مبنى من المباني التي سيتم وضعها في الشركة العقارية الجديدة ملاك منفصلون، لكل منهم مجموعة من الشركاء المتعددين، وهو الإرث الذي خلفه نظام اتحاد الملاك الذي ابتدعه لورانس وين، حمو مالكين، وهاري هيلمسلي.

ونتيجة لذلك، سيتوجب على آل مالكين أن يبذلوا جهدا مضنيا للحصول على موافقة الملاك الكثيرين لكل مبنى من تلك المباني، لكي يقوموا بعد ذلك بتخصيص الأسهم في الشركة الجديدة، وإذا نجحوا في إنشاء الشركة، فسوف يتم تحويل ممتلكات آل مالكين إلى وديعة استثمار عقاري، وهو شكل شائع من الملكية العامة للأصول العقارية.

وقد قام آل مالكين، بعد أن نجحوا في التحكم في مبنى الـ«إمباير ستيت» والأرض التي بني عليها قبل نحو 5 سنوات، بإنفاق أكثر من نصف مليار دولار لترميم هذا المعلم التاريخي؛ حيث قاموا بإعادة تجديد ردهة الاستقبال الأصلية للمبنى وإعادتها إلى ما كانت عليه من عظمة وفخامة في الديكور، كما نجحوا في مضاعفة الإيجارات إلى أكثر من الضعف. وقد تم استبدال نوافذ المبنى التي يبلغ عددها 6514 نافذة، محولين برج المكاتب هذا، الذي يعود تاريخه إلى حقبة الثلاثينات، إلى واحد من أكثر مباني المكاتب في نيويورك كفاءة في استخدام الطاقة.

ولا يعرف أحد حتى الآن اسم الشركة الجديدة، لكن أحد الأشخاص المطلعين على هذه المسألة قال إن اسمها سيشير إلى مبنى الـ«إمباير ستيت»، وهي خطوة ترويجية يأمل الملاك من ورائها في اجتذاب المستثمرين الذين يرغبون في امتلاك حصة في إحدى أشهر ناطحات السحاب في العالم.

ولم يتضح بعدُ في هذه المرحلة لون الإضاءة التي سيكون عليها البرج في مساء يوم العرض الأولي العام للاكتتاب في الأسهم، في حالة تحققه، لكن أحد الأشخاص المطلعين على الأمور قال إن معظم الناس يتوقعون أن تكون الإضاءة خضراء.