روتردام: المشترون لأول مرة يتجهون لتملك المنازل القديمة في الأحياء الفقيرة

وسط غلاء الأسعار وعدم القدرة المالية

TT

وسط غلاء الأسعار في هولندا وعدم قدرة الكثيرين على تملك منزل، يتجه البعض إلى شراء مساكن قديمة في الأحياء الفقيرة وإعادة ترميمها. وحينما اتخذت مدينة روتردام قرارها ببيع منازل في الأحياء الفقيرة بأسعار منخفضة، استغل رولف بروغينك، 38 عاما، وهو مهندس معماري ومصمم أثاث، الفرصة لشراء منزل. واختار منزلا يعود إلى أوائل التسعينات من القرن الماضي في ضاحية تشارلويس، وهي منطقة تقطنها الطبقة العاملة وتضم منازل مصفوفة كان يسكنها من قبل واضعو اليد ومدمنو المخدرات.

وقال في هذا الصدد: «أتيحت لنا فرصة تملك مسكن في منطقة فقيرة»، هكذا تحدث بروغينك. واستكمل قائلا: «إضافة إلى ذلك، كان سعر المنزل جذابا جدا». في عام 2008، دفع بروغينك 35.000 يورو (نحو 45.500 دولار بأسعار الصرف الحالية) مقابل المنزل الآيل للسقوط المكون من ثلاثة طوابق، الذي تبلغ مساحته 1823 قدما مربعة.

وقال: «لقد سيطرت الطبيعة على جنبات المكان فعليا، وكانت هناك نباتات تنمو بالجزء الداخلي». وأضاف: «كل الخشب، الذي أملنا في إعادة استخدامه في البناء الجديد للحفاظ على رابط بالمنزل الأصلي، كان متعفنا وعديم الجدوى. ومن ثم، أزلنا الجزء الداخلي وبدأنا من الصفر». وكانت واجهة المنزل أيضا معرضة لخطر الانهيار. وأرسل بروغينك وشركة «زيك أركيتكتس»، الشركة الكائنة في أوتريخت، طلبا باستبدالها، غير أن المدينة رفضت الفكرة من الأساس. في النهاية، اتفقت جميع الأطراف المعنية على واجهة من القرميد لونها أسود فاحم ومطلية بالزيت والقار، وهي التي ألهمت بروغينك أن يطلق على المنزل تسمية: «الجوهرة السوداء».

إضافة إلى ذلك، فإن التصميم الذي استقروا عليه غير كذلك من شكل الواجهة. وقال بروغينك «المنازل المحيطة لها واجهات لها نافذتان بالطابق الأول، واثنتان بالطابق الثاني، ونافذة واحدة بالطابق الثالث». وأضاف: «رغبت في إقامة ممرات مضيئة عبر الجزء الداخلي، بحيث تصبح لدينا نافذة واحدة كبيرة في الطابق الثاني ونافذة في الطابق الثالث. ويتدفق الضوء من الأمام وعبر النوافذ الأصلية من الخلف. وتأخذ النافذتان الإضافيتان في الواجهة شكل مكعبات حديدية تمتد إلى ما وراء المبنى القرميدي وتوجد في مواجهة الأشكال المعتمة من النوافذ الأصلية، في إشارة إلى ماضي المبنى».

وتم تصميم الجزء الداخلي الجديد المؤلف من ثلاثة طوابق، الذي بلغت تكلفته 230.000 يورو (300.000 دولار) من قبل شركة «استوديو رولف إف آر»، وصديقة بروغينك، يفي فان دين بيرغ، 39 عاما، التي تعمل مهندسة معمارية بالشركة الهولندية «هيجمانس فاست غويد».

وبمجرد الدخول من الباب الأمامي، تجد سلما ضيقا وورشة العمل الخاصة ببروغينك. وتمتد مساحة مفتوحة ارتفاعها 16 قدما، التي كانت تستخدم من قبل غرفة تدفئة، بطول المبنى. وذلك إضافة إلى المواد والأدوات المستخدمة في أعمال تصميم الأثاث التي قام بها بروغينك التي حفظت في حوامل خشبية تمتد من الأرضية إلى السقف. وفي الخلف، تؤدي أبواب ضخمة مصنوعة من المعدن والزجاج إلى حديقة صغيرة من الخيزران.

ويحتفظ الطابق الثاني، الذي توجد به غرفة المعيشة، بجدرانه الأصلية المبنية من القرميد؛ والحائط في أحد جوانبه مطلي باللون الأبيض، أما الحائط الموجود بالجانب الآخر فقد ترك على حالته الطبيعية، غير أن كليهما تظهر عليه ثقوب بالألواح الخشبية الأصلية.

وفي الطابق الثاني، يخفي هيكل خشبي جديد المواسير ويقسم مساحة المعيشة من المطبخ دون إنشاء غرف مغلقة. «أردنا إنشاء مستوى عال من التجريدية المكانية»، هكذا قال بروغينك. وأضاف: «المبنى المركزي، إلى جانب عدم وجود درابزينات وأعمدة درابزينات وأبواب بأرجاء المساحة، يحقق هذا الهدف ويمنح اتساعا لمساحة ضيقة نسبيا».

وهناك كوة ضخمة تساعد في أن يغمر الضوء المطبخ. وأبواب الخزانات مصنوعة من خشب من المنزل الأصلي. وبالطابق الثالث، توجد غرف النوم والحمام (الذي يشتمل على دش سعره 6500 دولار مغطى بالقرميد الجيري الأسود».

* خدمة «نيويورك تايمز»