شمس الانتعاش العقاري تشرق مرة أخرى على جزيرة المشاهير في ميامي

مادونا وإليزابيث تيلور وخوليو إغلاسيوس وآل كابوني يملكون منازل في «ستار آيلاند»

النجوم يعودون إلى دفء الشمس والبحر في ميامي
TT

توفر الرحلات بالزوارق البخارية السريعة إلى «ستار آيلاند» هنا في ميامي متعة كبيرة، ولا سيما إذا كنت تحب أن تسمع روايات عن المشاهير ومنازلهم في هذا المكان المشهور بكونه مقصدا للمشاهير، أو إذا رغبت أن تبدو مثل سوني كروكيت ولو ليوم واحد، تتزلج على الأمواج، متحررا من لحظة شاقة من لحظات تصوير المسلسل التلفزيوني «ميامي فايس». إذا كنت تبحث عن معلومات موثوق بها، فلن تجد الكثير.

بالفعل، يمتلك نجوم أمثال غلوريا استيفان وروزي دونيل وشين كومبس، منازل باهرة هناك.

غير أن ادعاءات أخرى مقدمة من مرشدي الرحلة السياحية ليس لها أساس من الصحة. فلم يمتلك سلفستر ستالوني مطلقا منزلا في ستار آيلاند، وكذلك الأمر بالنسبة للنجمة الشهيرة مادونا وإليزابيث تيلور وخوليو إغلاسيوس وآل كابوني (كان يملك منزلا في جزيرة بالم آيلاند المجاورة). كذلك، فإن فيليب فروست، الملياردير المتخصص في مجال الصيدلة الذي يعيش في ستار آيلاند، لم يبتكر عقار الفياغرا. لكن تلك الحقيقة غير اللائقة ستعترض طريق ماني، مرشد رحلات شركات «ثريلر ميامي» السياحية، الذي يسرد نكاته عن كون فروست «أكبر تجار المخدرات في ميامي». وبالنظر إلى ماكينة الضجة المثارة منذ وقت طويل عن سوق العقارات في ميامي، فربما يكون أمرًا لا مفر منه أن يقابل الزوار بمثل هذا السيل من المعلومات المضللة. وإذا كانت لديهم تقنيات إنتل أكثر حداثة، فربما يكون الزوار القادمون ضمن رحلات «ثريلر» قد لاحظوا أن المبيعات قد ارتفعت بشكل حاد عام 2011 على جزيرة «ستار آيلاند» التي هي من صنع الإنسان، والتي انضم إليها ثاني ملياردير روسي خلال ثلاث سنوات.

ومثلما هو الحال في نيويورك، فإن القطاع الفاخر المترف من السوق في ميامي يشهد انتعاشة. وتنصب الضجة المثارة بين كبار الوسطاء هنا في ميامي على عمليات بيع العقارات باهظة الثمن لمشترين دوليين أثرياء، وليس على عمليات استعادة الملكية.. دروس مؤلمة مستفادة من الائتمان الميسر والتوقعات غير المقيدة.

وفي أعقاب ابتعادهم أثناء فترة الانهيار الاقتصادي، بدأ المشترون الأثرياء يعودون لشراء العقارات مرة أخرى العام الماضي.. «أدركوا أنهم إذا كانوا يرغبون في الشراء، فالأفضل بالنسبة لهم القيام بذلك الآن»، قال جيل هيرتزبرغ، وسيط لدى شركة «كولدويل بانكر». وبيعت ستة منازل على جزيرة ستار آيلاند عام 2011، بحسب هيرتزبرغ. وكانت أرخص عملية بيع تمت هي بيع قطعة أرض مقابل 6 ملايين دولار، فيما تمثلت أغلى عملية بيع في بيع منزل مكون من 9 غرف نوم و11 حمامًا لرستم تاريكو، مقابل 25.5 مليون دولار.

وفي مختلف أنحاء ميامي، بيع نحو 15 منزلا يقطن كل منها أسرة واحدة مقابل أكثر من 6 ملايين دولار للمنزل الواحد عام 2011، بحسب هيرتزبرغ. ومن بين تلك المنازل التي تم بيعها، بيعت نسبة 40 في المائة من المنازل لروسيين، فيما انقسمت بقية المنازل ما بين مشترين أميركيين ومن دول أميركا الجنوبية، بحسب وسطاء. وتبعت صفقة الشراء التي أتمها تاريكو صفقة بيع منزل شاكيل أونيل في ستار آيلاند عام 2009، إبان أزمة الإسكان، مقابل 16 مليون دولار (في وقت ما، كان أونيل يطالب بمبلغ 35 مليون دولار)، إلى قطب البناء الملياردير فلاديسلاف دورونين، الذي كان يواعد عارضة الأزياء ناعومي كامبل (أخبر ماني المسافرين على متن رحلات شركة «ثريلر» أن كامبل هي من اشترت العقار). ويقول جيران ووسطاء إن دورونين أنفق مبلغا يربو على 20 مليون دولار في عملية تجديد المنزل.

إن فورة شراء العقارات الفاخرة عالية المستوى لا تضم فقط المنازل التي تقطنها أسرة واحدة. فنتيجة الطلب على منازل أكثر إبهارا، سعى مطورو مشروعات الإسكان الفاخر إلى دمج الوحدات السكنية، بل وباعوا طوابق كاملة. وقامت «سانت ريجيس»، شركة التطوير العقاري الفاخر الكائنة في بال هاربور التي افتتحت العام الماضي والتي تضم 245 وحدة سكنية، إلى جانب فندق، ببيع 5 وحدات مجتمعة، مع طابق كامل على مساحة 14.400 قدم مربع، مقابل 20 مليون دولار، بحسب جون مانريك، نائب رئيس قسم المبيعات والتسويق. وقال مانريك: «العديد من المشترين باتوا يطلبون وحدات سكنية أكبر حجما». وأضاف: «قبل نحو 14 شهرا، عدنا مجددًا ونظرًا لما يمكن أن نجمعه».

كانت نسبة تقدر بنحو 70 في المائة من مبيعات شركة «سانت ريجيس» - بمتوسط سعر يقدر بـ 3.8 مليون دولار لمساحة قدرها نحو 3.300 قدم مربع - لمشترين أجانب، معظمهم من أميركا الجنوبية، وبعضهم من إيطاليا وبريطانيا وكندا، بحسب جيم كوهين، نائب رئيس مبيعات المساكن.

وذكر توماس كرامر، مطور عقاري ألماني يعيش في ستار آيلاند، أن مشترين قد قاموا مؤخرًا بتوقيع عقود شراء شقتين بالطابق العلوي «بنتهاوس» في بال هاربور، يبلغ سعر كل واحدة منهما نحو 20 مليون دولار.

قال: «إنك تشهد انفجارا في السوق». وأضاف: «وليس ثمة أي مشترٍ أميركي». المطورون الذين ما زالوا يكافحون من أجل الحصول على قروض من البنوك لتمويل مشروعات جديدة، عادة ما يعجزون عن تقديم أي خيارات تتعلق بالتمويل للمشترين.

إنهم «يخبرون المشترين بشكل واضح بأنها عملية شراء تعتمد بشكل كامل على السيولة النقدية»، وإذا اخترت أخذ الأموال بعد إنهاء صفقة الشراء، لك مطلق الحرية»، قالت فانيسا غراوت، الرئيسة التنفيذية لشركة «دوغلاس إليمان فلوريدا». وأضافت: «لن يواجهوا أي حادث طارئ أو تأجيل وقت إنهاء الصفقة بسبب عدم القدرة على الحصول على تمويل». «بعض المباني تلزم بإيداعات بنسبة 60 في المائة، وهو إجراء أكثر شيوعًا في دولة مثل البرازيل»، قالت غراوت.

كذلك، يحاول بعض المطورين معرفة ما إذا كانت لدى المشترين الرغبة في المخاطرة بأخذ الودائع وتوجيهها لعمليات البناء، بدلا من وضعها في حسابات مجمدة معلقة على شروط، بحسب مانريك.

ولم يتحدد بعد إلى أي مدى سيخوض المشترون غمار مثل هذه المخاطر. مثلما أشارت غراوت: «كثيرون أصابتهم حالة من الاهتياج قبل بضعة أعوام، وليست ذاكرتهم قصيرة المدى».

وقال كرامر، أحد المقيمين منذ 20 عامًا بستار آيلاند والذي قام بشراء وبيع 14 عقارًا بالجزيرة، إنه خلال الستة أشهر الماضية، تفقد أربعة مليارديرات روس آخرون منزله الذي يضم 13 غرفة نوم، إلى جانب غرفة بها قارئ لبصمات الأصابع وقبو، والمعروضة الآن للبيع في السوق بمبلغ 60 مليون دولار. قال كرامر: «هؤلاء مشترون جادون. هؤلاء الرفاق يشترون عقارات فاخرة ويقومون بإدخال تعديلات عليها حسب رغبتهم».

ويشتهر كرامر بالحفلات والأحداث الخيرية التي يقيمها في منزله، حيث يمتلك ماكينتي دخان في الفناء الخلفي يقول إنه يستخدمهما في تأمين ضيوفه من المشاهير، الذين أحيانا ما يكونون ظاهرين للعيان، من قوارب السياح المارة. وتعتبر ستار آيلاند، التي نشأت عن طريق الحفر عام 1920، مع كل تفردها، ضاحية عامة متصلة بالساحل الجنوبي عبر جسر من الإسمنت المسلح. وتعطي المنازل المخصصة لأطقم الحراسة عند المدخل إحساسًا خادعًا بكون الجزيرة مجتمعا خاصًا، غير أنه بإمكان أي أحد الدخول بعد الوقوف عند البوابة. ويسبب بعض السائحين المارين في قوارب إزعاجًا لأصحاب المنازل. على الرغم من تحديات الخصوصية، تبقى الجزيرة واحدة من الضواحي الرئيسية في ميامي، مكانًا يعج بالناس النابضين بالحيوية وبالقصص المثيرة.

لقد عاش كل من كارول وماركو ياكوفيلي في منزل قديم بالجزيرة منذ عام 1988. كان المنزل، الذي بني عام 1924، ملكًا في فترة من الفترات لهيتي غرين «ساحرة وول ستريت»، التي كانت واحدة من أغنى النساء في العالم. وقد استخدم ابنها، إدوارد غرين، بعضًا من غرف المنزل العشرين في استضافة الفتيات الشابات، حسبما ذكرت ياكوفيلي نفسها في مقابلة أجريت معها. وعاش دون جونسون نفسه على الجزيرة في سنوات إنتاج المسلسل التلفزيوني «ميامي فايس». وكانت باربرا سترايسند تأتي لزيارته بطائرة هليكوبتر في الفترة التي كانا يتواعدان فيها، وقام البرنامج التلفزيوني بتصوير بعض الحلقات في منزل ياكوفيلي. وفي أحد الأيام، سبح «شخص مجنون» أسفل الجسر وجاب الجزيرة محاولا دخول منزل جونسون، بحسب السيدة ياكوفيلي.

وفي بعض الأحيان أجر توماس مورغان، بائع زيت من دنفر، شقته التي تبلغ مساحتها 15.000 قدم مربع على الجزيرة مقابل 25.000 دولار في اليوم، لصناديق تحوط وأطقم تصوير سينمائي - وللمغني آشر، الذي قام بتأجيرها لشركة «فيديو ميوزيك أووردز» وأقام حفلا صاخبًا، بحسب مورغان. وفي أبريل (نيسان) الماضي، باع مورغان منزله لتاريكو، مؤجر المنزل منذ وقت طويل الذي يملك أيضا عرض «ميس رشا» ومقرب من دونالد ترامب.

ومع مغادرة الزورق البخاري ستار آيلاند في ظهيرة أحد الأيام القريبة المشمسة، لم أستطع أن أمنع نفسي من التفكير في أنه كانت هناك العديد من الحكايات المثيرة التي يمكن أن تحكيها شركة «ثريلر ميامي» للمسافرين، وهي الحكايات التي تتمتع بميزة كونها حقيقية. وعندما سألت تشارلز كيث، صاحب خدمة قوارب الرحلات، عن هذا الأمر، اعترف بأنه كانت هناك بعض «الأكاذيب» في رحلته. وأضاف: «لكن إذا لم تكن لديك حكاية لترويها، سواء حقيقية أو كاذبة، تصبح قيادة قارب قديم مملة».

* خدمة «نيويورك تايمز»