العقارات الفندقية تتحدى الكساد في نيويورك

إنشاءات فاخرة جديدة تنتشر في بروكلين وكوينز

جزيرة لونغ آيلاند تنتزع الصدارة في الإنشاءات الفندقية (نيويورك تايمز)
TT

العقارات الفندقية تتحدى الكساد الذي عانت منه معظم أجزاء أميركا خلال الأعوام التي تلت الأزمة المالية. بلغت نسبة إشغال الفنادق في مدينة نيويورك 85% العام الماضي، مقارنة بمتوسط النسبة على المستوى الوطني والذي بلغ 60% وهذا ما شجع المستثمرين على التوسع في البنايات الفندقية وليس في الجزيرة التجارية مانهاتن ولكن في جزر الأحياء الأخرى التي تشكل نيويورك الكبرى.

ورغم التمويل المحدود لهذه السوق، فقد تم افتتاح 15 فندقا على الأقل في الأقسام الإدارية الخمسة في عام 2011 - نصفهم خارج مانهاتن. وفي الفترة من عام 2006 إلى عام 2011، أقيمت 42% من الفنادق الجديدة بالمدينة في الأقسام الإدارية الخارجية، بحسب بيانات من شركة السياحة المحلية «إن واي سي آند كومباني».

وبدأت طفرة إنشاء الفنادق في بروكلين قبل بضعة أعوام، واستمر ظهور الفنادق المنافسة حول هذا القسم الإداري، مركزة في الأغلب على ضواح شهيرة مثل ويليامزبرغ ومنطقة وسط المدينة المتطورة.

ومؤخرا، أصبح لونغ آيلاند سيتي في كوينز موقعا آخر ساخنا للفنادق، حيث يستعيض الزائرون عن ازدحام وسط المدينة بمشهد الأفق والأسعار المنخفضة، على بعد محطة مترو أنفاق واحدة من مانهاتن.

«كانت فكرتي أن أوفر القرب في المكان والرؤية الرائعة والقيمة الجيدة»، هذا ما قاله هنري زيلبرمان، صاحب فندق «زد إن واي سي هوتيل»، الذي تم افتتاحه في لونغ آيلاند سيتي في يوليو (تموز) الماضي. وأضاف: «إننا نسعى لأن يكون فندقنا مماثلا بنسبة 30 إلى 40% لفندق مشابه كائن في مانهاتن – تلك هي رؤيتنا».

لقد أصبحت سهولة الوصول إلى مانهاتن جزءا من الخطاب الترويجي الرئيسي لفنادق القسم الإداري، من خلال عرض قائمة بمحطات الأنفاق والقطارات القريبة على مواقعها الإلكترونية. وتعتبر سهولة الدخول على شبكة الإنترنت أحد التسهيلات العامة خارج مانهاتن، وتوجد حانة مسقوفة مطلة على مشهد رائع على مقربة. ويضمن زيلبرمان المكالمات الهاتفية المحلية والدولية المجانية ويقول إنه يسعى لإرضاء الضيوف الذين يستخدمون أجهزة «ماك بوك» و«آي باد». وقام بإنشاء الفندق المؤلف من 100 غرفة على أرض اشتراها في عام 1996 لإيقاف السيارات التابعة لشركة سيارات الليموزين خاصته.

وتشمل مزايا لونغ آيلاند سيتي الرحلات السريعة إلى مطاري لا غارديا وكيندي والمطاعم والمتنزهات الجديدة التي انضمت لعناصر الجذب الثقافية المجاورة مثل «إم أو إم إيه بي إس 1» ومتحف الصور المتحركة وحديقة سقراط للنحت، فضلا عن متاخمة منشآت خاصة بالإنتاج السينمائي والتلفزيوني مثل «سيلفر كاب ستوديوز». ويعتبر برج «سيتي غروب» الإداري أيضا عاملا بالنسبة لشركات التنمية العقارية، التي تفضل إنشاء فنادق بالقرب من مراكز تجارية.

وتضم الإضافات الأخيرة إلى لونغ آيلاند سيتي بوتيك «هوتيل فيتيفر»، الذي تم افتتاحه في يناير (كانون الثاني)، و«فور بوينتس» الذي تم إنشاؤه من قبل شركة «شيراتون» والذي افتتح في مايو (أيار) الماضي، والمطل على مانهاتن. رحب أحد فنادق «وايندهام غاردن» بباكورة زائريه هذا الربيع، كما يضع «ماريوت» اللمسات الأخيرة على «فيرفيلد إن آند سوتس»، المقرر افتتاحه هذا الصيف. احتل فندق «ماريوت» موقع الريادة في الأقسام الإدارية الخارجية، من خلال فندق يضم 666 غرفة افتتح في عام 1998 بالقرب من جسر بروكلين الذي هيمن على السوق قبل فترة طويلة من ظهور الفنادق المنافسة. ولكن في هذه الأيام، أصبحت عقارات السوق المتوسطة الأصغر أكثر شيوعا، حتى في مانهاتن، لأن الحصول على تمويل لبناء فندق فاخر ضخم يمثل تحديا كبيرا.

وال جون وولف، متحدث باسم فنادق «ماريوت» قال: «من الأسهل إنشاء تلك الفنادق الصغيرة التي تكون أسعار غرفها معقولة نظرا لأنها تكون أقل تكلفة». وأضاف: «كما أنك تحصل على عائد على استثماراتك بصورة أسرع». وبينما لا يزال «بروكلين بريدج ماريوت» يجذب قطاع الأحداث والمؤتمرات الضخم – فقد أشير إليه فقط بوصفه الفندق الرسمي لمركز باركليز، بدأ مركز فندق بروكلين في وسط المدينة يتحول إلى شارع دوفيلد، حيث افتتح فندقا «شيراتون» و«ألوفت» أفرعا لهما في العامين الماضيين.

ومن المقرر أن يلحق بهما فندق «هوتيل 718» الذي يضم 128 غرفة، في شارع دوفيلد هذا الربيع، من خلال سبل رفاهية تضم منتجعا صحيا ومركبا مسقوفا ومطعما يحمل اسم «ذي مارو» يديره كل من هارولد ديتيرل وأليشيا نوسينزو، المالكان المشاركان لـ«كين شوب» و«بيريلا» في ويست فيلدج. وقال براين دان، مدير التسويق بشركة «بينشمارك هوسبيتاليتي إنترناشيونال» المشغلة لفندق «هوتيل 718»: «هذا الشارع على وجه التحديد سيضم صفا من الفنادق». ومع كل التطوير السكني في المنطقة، قال دون: إن وسط بروكلين يتحول إلى وجهة يقصدها الزائرون مساء، وليس ضاحية تصبح خاوية عند عودة العمال المحليين وعمال الشركات إلى وطنهم.

ويعتبر فندق «هوتيل 718» جزءا من موجة الفنادق المستقلة الراقية التي افتتحت في بروكلين، والذي يضم مطعما عصريا يستهدف جذب السكان المحليين، إضافة إلى زائري الفندق. وعادة ما يتمثل هؤلاء الزائرون في مسافرين أكثر أناقة وثراء، وليس مجرد زائرين واعين يتوخون الحذر في إنفاقهم ولا يمكنهم تحمل تكاليف الإقامة بالقرب من ميدان «تايمز سكوير».

قال دون: «لا ينظر إلى بروكلين بوصفها البديل الأقل تكلفة لمانهاتن». وأضاف: «إنها مكان أصبح الناس يرغبون في أن يكون أول لا ثاني مكان يزورونه».

إن من تستهدفهم شركات التنمية العقارية المتخصصة في الفنادق في ويليامزبرغ هم المسافرون أصحاب المكانة الرفيعة في مجالات الموضة والموسيقى والتصميم.

افتتح فندق «كينغ آند غروف ويليامزبرغ» المؤلف من 64 غرفة في شارع 12 شمال في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أملا في جذب المسافرين العالميين ومجموعات المبدعين.

تم مؤخرا شراء العقار، الذي كان يحمل في البداية اسم «هوتيل ويليامزبرغ»، من قبل شركة «كينغ آند غروف»، التي تملك «روستشميار» في مونتوك وشاطئ «تايدز ساوث» في ميامي.

بعض الغرف بها شرفات تطل على البركة الخارجية، ويعكف الملاك الجدد على إنشاء حانة مسقوفة والتحول إلى التركيز بشكل أكثر عفوية على المطعم. قالت ماغي هيوستون، المتحدثة باسم شركة «كينغ آند غروف»: «لقد أصبحنا أشبه بملاذ للآباء الذين يزورون ابنهم البالغ من العمر 30 عاما الذين أنجب للتو طفله الأول». وأضاف: «لدينا بالفعل مزيج جيد جدا في الفندق».

على طول الشارع، من المزمع افتتاح فندق «وايث هوتيل» الذي يضم 72 غرفة في مايو، في موقع مصنع سابق على ساحل ويليامزبرغ. وتضم الخيارات بغرفة الزائرين غرفتين متصلتين تسعان 4 أو 6 أفراد، بهما أسرة مرتفعة، والمطعم الملحق بالفندق، وهو «ريناردز»، الذي يديره أندرو تارلو، من المطعمين الشهيرين في المنطقة «مارلو آند سانز» و«داينر».

هناك فنادق أخرى تحاول الانتقال إلى مناطق أقل ازدحاما مروريا في بروكلين. فقد افتتح فندق فيرفيلد إن آند سوتس في يوليو الماضي في ثيرد أفنيو في غوانيثن، ويتوقع أن يفتتح فندق بي بي إم أواخر الربيع الحالي في الشارع رقم 33 في صانست بارك.

وقام ببناء فندق «بي بي إم» مغني الراب دي جيه بيجال بانوالا ويقدم موسيقى اختارها مالك الفندق في أماكنه العامة. وتوفر غرف النزلاء العازلة للصوت الراحة التي ينشدها الكثير من المسافرين وخزائن بحجم الحاسبات المحمولة. ويرى شين هينسي المدير التنفيذي لشركة «لودجنج أدفيزروز»، التي تعمل في تقييم التوقعات المالية للفنادق أن السحابة التي تخيم على سوق مدينة نيويورك تشير إلى أن الأسعار لا تتماشى مع ارتفاع نسبة الإشغالات.

وقال هنسي، مضيفا أن متوسط أسعار الفنادق في بروكلين وكوينز التي تحدد أسعار تتراوح ما بين 50 إلى 60 دولارا أقل من العقارات التي تناظرها في الجودة في مانهاتن: «في عام 2011، كانت معدلات الإشغال في الغرف لا تزال دون المعدل بنحو 18% كما كانت عليه في عام 2007». وأضاف: «هذا جيد للمسافرين، لكنه ليس جيدا لمالكي الفنادق». بيد أن هنسي يرى أن المناطق خارج مانهاتن تلائم الفنادق ذات الأسعار المتوسطة الشهيرة الآن والتي يمكن بناؤها في وقت قياسي. وقال: «يمكنك إقامة مشروع وتشغيله بشكل أسرع في هذه الأحياء والتي أعتقد أنه السبب في ملاحظة المزيد من الاهتمام بها».

خدمة («نيويورك تايمز»)