عقارات برلين الأرخص.. والعوائد تتجاوز 15% سنويا

مستثمرون عرب يزيدون ملكيتهم فيها إلى 17 مبنى

TT

تسعى مجموعة استثمارية إقليمية، يملك أسهمها بصفة رئيسية مستثمرون من لبنان ومتمولون من بعض الدول العربية، إلى ضم مبنيين جديدين بقيمة تناهز 20 مليون يورو إلى محفظتها العقارية البالغة 15 مبنى في العاصمة الألمانية. لتكرس بذلك تمركزها التوظيفي في عقارات برلين الذي بدأته منتصف عام 2008.

وقد أطلقت المجموعة، التي يرأسها اللبناني كريم سلامة، 4 شركات تحمل جميعها اسم «ريل برلين» مع أرقام متتالية تملك كل منها وتدير عددا من المباني المشتراة، وآخرها الشركة رقم 4 التي تم الاكتتاب في أسهمها حديثا، وهي الشركة التي ستملك المبنيين الجديدين القائمين في منطقة وسط برلين. وجميع هذه الشركات مسجلة وفق نظام «الاوفشور» في لبنان.

لماذا برلين حصرا، وكيف تتم هذه الاستثمارات العقارية؟ يقول سلامة: «هو خيار استراتيجي اعتمدناه منذ البداية. فقد اخترنا العاصمة الألمانية بدافع أساسي من جاذبية الأسعار وقابليتها للارتفاع، ولو متأخرة، بنسب تماثل الارتفاعات التي شهدتها الأصول العقارية في مختلف المدن والعواصم الأوروبية».

ويوضح: «حتى في ألمانيا ذاتها يمكن تصنيف أسعار العقارات في العاصمة بأنها الأدنى بين مثيلاتها في المدن الكبرى. فهي توازي ثلث الأسعار السائدة في ميونيخ، فيما تتفوق عليها أسعار عقارات في هامبورغ بمقدار 2.5 مرة، وتتفوق أيضا عليها بمقدار الضعفين أسعار العقارات في فرانكفورت. وهذا ما يجذب المستثمر الخارجي والمتمول الألماني الداخلي معا، خصوصا مع زيادة تمركز مؤسسات القطاع العام داخل العاصمة وزيادة الأنشطة المرتبطة التي تفرض زيادة الطلب على العقارات».

ويظهر البون شاسعا لدى مقارنة مستويات أسعار العقارات في العاصمة الألمانية مع نظيراتها من العواصم الأوروبية الكبرى. فمتوسط سعر المتر المربع المبني وصل في أفضل شوارع برلين يراوح حاليا بين 2500 و2700 يورو، فيما يصل نظيره في باريس إلى عشرة آلاف يورو، ويصل في لندن إلى 20 ألف يورو.

ويقول سلامة: عندما أنجزنا، بمعاونة زميلي كريم سنو نائب رئيس مجلس الإدارة، أول استثمار عقاري لمجموعتنا في برلين منتصف عام 2008، كان متوسط سعر المتر المربع المبني بين 1300 و1600 يورو في مركز المدينة، وبين 700 و900 يورو في المناطق القريبة من المركز. أما حاليا فقد ارتفع متوسط سعر المتر المبني في وسط المدينة إلى ما بين 2000 و2600 يورو، وارتفع في المناطق المجاورة إلى ما بين 1000 و1400 يورو.

ووفق هذه المستويات للأسعار، سجلت أسعار العقارات المبنية في المركز زيادة إجمالي بنسبة تراوح بين 55 و65% خلال ثلاث سنوات ونصف السنة، بينما ارتفعت الأسعار في المناطق القريبة بنسبة متوسطة بلغت 50% خلال الفترة ذاتها، وهذا يعني أن المتوسط العام للارتفاع بلغ نحو 15%، وهو معدل مناسب للمستثمر العقاري.

ويؤكد سلامة «أن المحفظة العقارية التي زدناها تباعا لتبلغ 15 مبنى أغلبها في المركز تحقق بالفعل عائدا صافيا (بعد حسم الضرائب والمصاريف الإدارية) بمعدل 15% سنويا للمستثمر المساهم، ثم ارتفع في السنتين الأخيرتين إلى 18 و19%. وهذا العائد موزع بين مردود الإيجارات في المباني المشتراة والتحسين العقاري الذي تسجله الوحدات المملوكة، ومنها وحدات تعود إلى مساهمين أفراد أوكلوا إلى شركاتنا مهمة الشراء والإدارة».

ويقول: «نحن نعتمد مبدأ الاستثمار المتوسط الأجل بهدف تعظيم المردود، وقد جمعنا في شركة (ريل برلين) الرابعة مبالغ وصلت إلى 20 مليون يورو بعدما قمنا باختيار مبنيين في وسط العاصمة من أصل ثلاثة مبان ذات جدوى استثماري. وتم استقطاب المكتتبين من لبنان ومن دول عربية، ونحن بصدد التوسع أكثر في هذه الاستثمارات بهدف توسيع دائرة المساهمين بعد النجاح المشهود الذي حققته المحفظة العقارية».

ووفق دراسات ميدانية تقوم بها مؤسسات أوروبية ودولية متخصصة، ويتم إرسالها إلى المساهمين والمتمولين في المنطقة. يرتقب أن يسجل الطلب على عقارات برلين تقدما متزايدا خلال السنوات القادمة. فهي عاصمة أغنى بلد في المجموعة الأوروبية تمتد على مساحة 900 كيلومتر مربع بعدد سكان يزيد عن 3.5 ملايين نسمة، وثالث أكبر مقصد سياحي أوروبي بعد باريس ولندن حيث تسجل نحو 22 مليون ليلة فندقية سنويا، وهي أيضا مركز صناعة الموسيقى والأفلام السينمائية الألمانية ومقصد من بين الأفضل خارجيا لأفلام هوليوود. ولعل الأهم من بين الميزات الجديدة اعتمادها كمركز أوروبي للتكنولوجيا على غرار «سيليكون فالي» في مدينة كاليفورنيا، فهذه الميزة تجعلها أكثر استقطابا للشباب من ذوي التعليم العالي المتخصص بوصفها منصة لإطلاق الشركات والمشاريع في قطاع المعلوماتية.