إطلاق مشروع شقق «شرفات دار السلام» في الرباط للطبقة الراقية

أثرياء يفضلون الشقق الفاخرة على الفيلات ويهتمون كثيرا بالتفاصيل

مجسم شقق «شرفات دار السلام» في الرباط («الشرق الأوسط»)
TT

في الوقت الذي يجري فيه الحديث في المغرب عن أزمة في قطاع العقار الفاخر وندرة المستثمرين الأجانب في هذا الجانب، وبالمقابل التوجه نحو الاستثمار في السكن الاقتصادي، أعلنت «شركة أليانس العقارية» المغربية عن طرح مشروع «شرفات دار السلام» الجديد في الرباط، وهي شقق فاخرة للغاية، وذلك بعد أقل من ثلاثة أشهر عن طرحها لمشروع «أسوار الصنوبر» العقاري الفاخر في العاصمة المغربية.

ويقول محسن بن جلون مدير قطب العقار السكني في «شركة أليانس» إذا كانت هناك أزمة في العقار الفاخر فهي في مكان آخر، وليس في الرباط أو في الدار البيضاء حيث يوجد طلب قوي على العقار الفاخر والمتوسط. وزاد موضحا أن مشروع «أسوار الصنوبر» الفاخر في الرباط كان قد تم تسويقه بنسبة 60 في المائة في ظرف ثلاثة أشهر. كما تم بيع 80 في المائة من المشروعين السكنيين الفاخرين «الممرات البحرية» في منطقة «عين الذئاب»، و«فضاء الفنون» في يعقوب المنصور اللذين أطلقتها الشركة أخيرا في الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية والتجارية للبلاد.

وقال بن جلون لـ«الشرق الأوسط» إن شركة أليانس، التي تعتبر ثالث أكبر مجموعة عقارية في المغرب وهي مدرجة في بورصة الدار البيضاء، ركزت في وقت مبكر نشاطها في مدينتي الدار البيضاء والرباط، واستطاعت تكوين رصيد عقاري مهم وفي مواقع مناسبة ومغرية جدا في المدينتين.

ويعتقد أن هذا التوجه كانت له نتائج إيجابية للغاية، وقال بلهجة الواثق «بصراحة نحن الآن نجني ثمار الخطة التي اعتمدناها منذ فترة للتعامل مع السوق العقارية في المغرب».

وعبر بن جلون عن اعتقاده أن «المزاج العقاري» حدث فيه تحول كبير خلال السنوات الأخيرة، وهو يقول في هذا الصدد «ما لاحظناه في مدينتي الرباط والدار البيضاء هو تغير في سلوك المستثمرين تجاه العقار الفاخر، إذ إن هناك توجها لدى الطبقات الراقية والأثرياء وحتى كبار المسؤولين في المدينتين لتفضيل السكن في الشقق الفاخرة والراقية على السكن في الفيلات. كما لاحظنا أن هذه الشرائح أصبح من الصعب إرضاؤهم، فقد أصبحت متطلباتهم كثيرة ودقيقة، ويهتمون بأدق التفاصيل» ويشرح بن جلون ذلك قائلا «أصبحوا يطلبون أن تنص عقود شراء الشقق على مختلف الخدمات والامتيازات».

وهناك عدة أسباب جعلت الشرائح المقتدرة من المغاربة يتجهون في السنوات الأخيرة نحو سوق الشقق الفاخرة، ويفضلونها على الفيلات.

ولعبت بعض الأسباب الاجتماعية دورا مهما في هذا الصدد، ذلك أن الأسرة المغربية تقلص عددها فأصبحت تتكون على أكثر تقدير من أربعة إلى ستة أفراد في الحد الأقصى، وهو ما يعني أن شقة فسيحة وفاخرة، أصبحت أكثر ملاءمة لهذه الأسر.

وهناك جانب آخر يكمن في أن الشقق أكثر أمنا، كما يمكن ضمان أمنها بإجراءات غير مكلفة خاصة عندما يكون هناك مدخل واحد للبنايات يسهل مراقبته، سواء عن طريق حراس أمن أو عن طريق الكاميرات.

وتفيد الإحصاءات في المغرب أن نسبة الجرائم، سرقة أو غيرها، في مجمعات المساكن الفاخرة تكاد تكون منعدمة.

ومن مزايا الشقق الفاخرة في المغرب، على غرار مشروع شقق «شرفات دار السلام» توفير كل ما يطمح إليه سكانها من وسائل الراحة والترفيه، ويتمثل ذلك في حمامات السباحة التي تعمل خلال جميع المواسم، ثم المناظر الطبيعية الخضراء وممرات المشي والمراكز والصالات الحديثة للرياضة والمحافظة على اللياقة البدنية.

والظاهرة الجديدة أن المجمعات السكنية الحديثة في كل من الرباط والدار البيضاء أصبحت تتوفر على محلات تجارية ومطاعم ومقاه ومرافق أخرى لها علاقة بتلبية احتياجات الحياة اليومية، بحيث يمكن للسكان أن يجدوا كل شيء في متناولهم.

يذكر أن مشروع «شرفات دار السلام» في جنوب الرباط يقع في منطقة راقية لا توجد بها أصلا عمارات، وسيكون المجمع السكني وسط فضاء أخضر قريبا من مسالك «غولف دار السلام» الذي يعد واحدا من أكبر ملاعب الغولف في العالم، ولا يرتاده عادة إلا كبار المسؤولين وشريحة من الأثرياء وأبرز اللاعبين المغاربة والأجانب.

ويقع مشروع «شرفات دار السلام» على مساحة تزيد قليلا عن ثلاثة هيكتارات، ويتكون من 273 شقة تتراوح مساحاتها بين 125 مترا مربعا و533 مترا مربعا.

والمجمع السكني عبارة عن عمارات يتراوح علوها بين أربعة وثمانية طوابق. وتم تصميم المشروع على أساس أن تكون الشقق ذات شرفات كبيرة مفتوحة على المروج الخضراء التي تميز منطقة «السويسي» جنوب الرباط. ويضم المشروع مرافق ترفيهية ومحلات تجارية.

وقال بن جلون إن تسويق المشروع قد بدأ بالفعل خلال الشهر الحالي بسعر يبدأ من 1800 درهم (200 دولار تقريبا) للمتر المربع، وأضاف أن أشغال البناء يرتقب أن تنطلق في سبتمبر (أيلول) المقبل في حين سيتم تسليم أولى دفعة من الشقق في منتصف عام 2015.

ومن خلال اعتمادها على التنوع في مشاريع البناء التي انخرطت فيها «أليانس للتطوير العقاري» منذ إنشائها، استطاعت المجموعة الانخراط في مشاريع ضخمة إضافة إلى الإقامات السكنية، المتمثلة في بناء السدود من خلال سدين، هما «مازير» و«الحسيمة»، بالإضافة إلى بناء «مجمع رونو» بمدينة طنجة.

يشار إلى أن «شركة أليانس العقارية» تعمل في مجال العقار المتنوع، ما بين الشقق المتوسطة والإقامات والعقار التجاري والإقامات التي يقع إلى جانبها ملاعب غولف وتقديم خدمات أخرى، وتشرف المجموعة على أكثر من 30 مشروعا عقاريا في كل من طنجة والفنيدق وفاس والقنيطرة والصويرة ومكناس ومراكش.

وحققت «أليانس للتطوير العقاري» المتخصصة في العقارات الفاخرة ولم يقتصر الأمر على هذه السوق بل اتجهت في الآونة الأخيرة أيضا نحو سوق «الشقق الاقتصادية».

ويقول مسؤول الشركة إن التوجه نحو «الشقق الاقتصادية» الموجهة لأبناء الطبقات محدودة الدخل، خطوة لا تعني أي انتكاسة في مجال مشاريع الشقق الفاخرة وإنما خطوة نجحت فيها حيث إنها باعت أزيد من 30 ألف سكن اجتماعي ومتوسط، وارتفعت أرباح المجموعة خلال السنة الماضية بنسبة 125 في المائة إلى 973 مليون درهم (8.5 مليون دولار) مقابل 424 مليون درهم (3.5 مليون دولار) خلال عام 2010.

كما تطورت نتيجة الاستغلال الخاصة بالمجموعة بنسبة 70 في المائة لتنتقل من 795 مليون درهم (7 ملايين دولار) عام 2010، إلى 1354 مليون درهم (115 مليون دولار) خلال السنة الماضية.

يشار إلى أن «شركة أليانس العقارية» تعمل كذلك في مجال العقارات الفندقية، في إطار التعاقد أو الإنجاز نيابة عن مجموعات عقارية أخرى، بقيمة استثمارية تصل إلى 2.87 مليار درهم لفنادق «سوفيتل البيضاء» و«سوفيتل أكادير» و«بارك حياة»، و«بارسيلو فاس» وغيرها.

وفي الفترة الأخيرة أعلنت المجموعة عن تأسيس شركة «سندباد بيتش ريزورت» من أجل إعداد منطقة سندباد في الدار البيضاء، ورفعت مساهمتها في المشروع من 25 إلى 50 في المائة.

وتقول مصادر الشركة إنه يتوقع أن توافق الجمعية العمومية على خطة لتوزيع أرباح خلال هذه السنة الحالية في حدود تسعة دراهم (نحو دولار) عن كل سهم بنمو نسبته 14 في المائة.