ماذا تشتري ؟ قلعة «الجمال النائم» شرق فرنسا بـ2.2 مليون دولار

TT

يعود تاريخ إنشاء هذا العقار الذي تبلغ مساحته 35 فدانا إلى القرن الثالث عشر، وإن كانت إحدى العائلات الأرستقراطية قد قامت بتجديده في القرن التاسع عشر، على طراز المعمار القوطي الجديد. وقد ظل هذا العقار، الذي يضم 7 غرف نوم والمعروف رسميا باسم «شاتو دو برنار»، (أو: قلعة برنارد)، عبر القرون مقرا لإقامة الرهبان والنبلاء، وقد اشتهر باسم قلعة «الجمال النائم» بسبب تصميمه الرائع. ويقول نيكو فريلينك، صاحب القلعة الحالي، وهو فنان من هولندا، إنه تم استخدام أبراجها أثناء الحرب العالمية الثانية في إخفاء اللاجئين اليهود داخل الغرف السرية الملحقة بها. وذلك وفقا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز».

وقد بنيت القلعة بالحجارة الصفراء البنية المميزة للمنطقة، وأرضيتها مغطاة بقرميد مصقول من مختلف الأحجام والألوان، ويعد نمط زخرفة هذا القرميد من أكثر الأنماط الزخرفية إتقانا في منطقة بورغندي، المعروفة بهذا النوع من الأرضيات. وهناك 4 طوابق، ولكن المستخدم منها كمساحة معيشة هو الطابقان الأول والثاني فقط، واللذان تصل مساحتهما معا إلى 7500 قدم مربع، بينما كان الطابقان العلويان يستخدمان في الأصل لإقامة الخدم. كما يوجد أسفل القلعة قبو ذو سقف شبيه بالقنطرة، به مساحات لتخزين النبيذ ومدفأة تعلوها مدخنة كانت في الأصل مخصصة للطهي، وهي واحدة من ضمن 14 مدفأة ما زالت صالحة للاستخدام، وكلها منقوشة بأنواع مختلفة من الرخام، بحسب فريلينك، الذي يمتلك القلعة منذ عام 1996، وقد استغرق 8 سنوات في ترميمها، وهو ينوي بيعها بكامل أثاثها.

ويقود المدخل المهيب ذو السقف الشبيه بالقنطرة إلى بهو كبير تحيط به غرف المعيشة، وكلها بها مدافئ رخامية وأسقف مكونة من عوارض خشبية، وإحداها به أرضية من الخشب المطعم، وهو عبارة عن خشب مطعم متعدد الألوان يشكل نمطا زخرفيا جميلا، وجدران من الألواح الخشبية والأقمشة العتيقة. كما يتصل البهو بالمطبخ، وهو عبارة عن مساحة ضخمة مفتوحة بالكامل على غرفة الطعام التي تبلغ مساحتها 800 قدم مربع، وبها أرضية من خشب «الباركيه»، وكسوة خشبية للجدران باللون الأخضر الداكن، وسقف محمول على عوارض خشبية ومليء برسومات تزيينية، مثل الدروع الأرستقراطية وغيرها من الأشكال الزخرفية.

وعلى الرغم من إدخال تحسينات بسيطة على السقف على مر السنين، يقول فريلينك، إنه أصلي، مثل الكثير من الأشياء الأخرى في القلعة، وهو يقدر عمر السقف بما بين 500 و600 عام. ويضم المطبخ أثاثا يعود إلى القرن التاسع عشر تم إحضاره من مدينة ليون القريبة، أما الأدوات فهي حديثة، وإن تم تصميم الفرن والموقد بطريقة تعطيهما مظهرا عتيقا.

ويقول فريلينك: «لقد أحضرت طاهيا هولنديا حاصلا على نجمتين من دليل ميشلان كي يطهو لي طعامي لمدة أسبوع قضاه داخل هذا المطبخ، وقد أبدى سعادته الكبيرة به».

كما توجد مكتبة في الطابق الأرضي، إضافة إلى غرفة للعب البلياردو مفتوحة على غرفة برج بها «فتحة لإطلاق النار»، لكنها تحولت الآن إلى نافذة. وهناك درج يعود إلى القرن التاسع عشر ومنقوش بحجارة تم إحضارها من قرية بوكسي القريبة، وهو يقود إلى الطابق الثاني.

وتوجد في هذا الطابق 7 غرف نوم، تزيد مساحة الغرفة الواحدة منها على 400 قدم مربع، ومنها 4 غرف بها أسرة مزخرفة ومغطاة بظلة، كما توجد غرفتا نوم بهما ملحقان يقودان إلى أحد الأبراج، تم تحويل أحدهما إلى مخدع لسيدة القصر، والآخر إلى غرفة نوم. ويضم الطابق ذاته استوديو الرسم الخاص بفريلينك، كما يمكن من خلاله دخول أكبر وأقدم برج في القلعة، إذ يصل ارتفاعه إلى 6 طوابق، عن طريق درج دائري صغير يبدأ من هذا الطابق، والبرج به الكثير من النوافذ التي تطل على مشاهد خلابة لتلال وغابات بورغندي الخضراء المتشابكة، كما يمكن رؤية جبل «مونت بلان»، وهو جزء من سلسلة جبال الألب السويسرية، على مرمى البصر.

ومن بين المباني الخارجية الملحقة بالقلعة دار خبز من العصور الوسطى وكوخ حجري مساحته 1500 قدم مربع يقع إلى جانب بحيرة صغيرة، وقد تم ترميم هذا الكوخ، الذي يضم غرفة نوم واحدة، وحماما به حوض استحمام أثري، ومطبخا كبيرا، وغرفة معيشة مزودة بمدفأة. وعلى مسافة ليست بالبعيدة توجد حظيرة جميلة، وهي مزودة بنظام من القرن التاسع عشر كان يتم فيه مد قضبان خشبية تسير بداخلها عربة لنقل التبن من أحد طرفي الحظيرة إلى الطرف الآخر. وما زالت هذه الحظيرة مستخدمة في إقامة الخيول والأبقار، وقد تم تحويل الطابق العلوي بها إلى معرض فني له أسقف شبيهة بأسقف الكاتدرائيات.

وقد تم تحويل القلعة إلى نزل للمبيت والإفطار، مما يساعد على تمويل عمليات صيانتها، طبقا لما ذكره فريلينك، الذي وصف المبنى بأنه في حالة جيدة، مضيفا: «يمكنك الانتقال إلى هناك فورا دون أي متاعب خلال 20 عاما المقبلة. كل شيء صالح للاستخدام».

وعند سفح التل الصغير الذي أقيمت فوقه القلعة، توجد قرية برنار، وهي قرية صغيرة يبلغ عدد سكانها 45 نسمة، وقد تكونت عبر العقود لتكون مقاما لأسر العاملين في القلعة. وبالإضافة إلى القرية الصغيرة والوادي المحيط بها، يقول فريلينك، إن القلعة تتمتع بحماية قانونية من قبل الحكومة ضد أي تطوير حديث. وعلى بعد ميل تقريبا، توجد بلدة سان جونغو لو ناسيونال، التي تعود إلى العصور الوسطى ولا يتجاوز تعدادها الألف نسمة، إلى جانب الأسواق والمحال الأخرى، بينما لا تبعد مدينة كلوني الأكبر قليلا سوى 15 ميلا. وتقع مدينة ليون، وهي أقرب مدينة كبيرة، على مسافة نحو ساعة واحدة بالسيارة، ويوجد بها مطار دولي.