60 مليون دولار سعر الشقة في بناية المليارديرات والمشاهير بجزيرة مانهاتن

التملك فيها يحتاج إلى إفصاح عن الثروة وموافقة السكان

أسعار شقق ناطحات السحاب في مانهاتن باتت الأغلى رغم متاعب اقتصاد أميركا
TT

بينما تتعرض بعض المنازل ذات الأسعار الفلكية للحجز عليها وبيعها في مزادات علنية بسبب الإفلاس، ترحب شقق مانهاتن التي تساوي عدة ملايين من الدولارات بالمشترين من المليارديرات، مثلما حدث مع البناية التعاونية متعددة الطوابق التي تقع في منطقة «الجانب الشرقي الأعلى»، وهي البناية «740 بارك أفينيو»، حيث وجدت شقتان مزدوجتان كان المطلوب فيهما 60 مليون دولار من مشتر ثري. وذلك وفقا لما نشرته تقارير أميركية.

ويتكون العقار الفخم فعليا من شقتين متجاورتين تخصان مالكا واحدا وتباعان لمشتر واحد، وكصفقة بيع مشتركة، فسوف تصبح هذه الصفقة بمجرد إتمامها من ضمن أغلى أربع صفقات في مدينة نيويورك على الإطلاق وثاني أعلى صفقة في الولايات المتحدة منذ بداية العام حتى الآن.

وقد كان مايكل غروس، الذي ألف كتابا عن البناية الفخمة، هو أول من تحدث عن الصفقة، مشيرا إلى أنه تم الحصول على سعر الطلب بالكامل وهو 60 مليون دولار، كما سمعت مجلة «فوربس» عن الرقم ذاته من مصادر مطلعة على الصفقة. إلا أن صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن العرض الذي تم قبوله ربما يكون بمقابل أقل، وبالتحديد 52 مليون دولار. وامتنع المسؤولون في شركة «براون هاريس ستيفنز»، وهي شركة العقارات الفخمة التي تمثل الشقتين باهظتي الثمن، عن تأكيد تفاصيل العقد.

وقال جوناثان ميلر، الرئيس التنفيذي لشركة «ميلر صامويل»، وهي شركة تثمين عقاري يقع مقرها في مدينة نيويورك: «إذا بيعت مقابل 52 مليون دولار أو إذا بيعت مقابل 60 مليون دولار، في كلا الحالتين، ستكون أعلى صفقة بيع تعاوني في مانهاتن على الإطلاق. سوف يكون رقما قياسيا». وحيث إن السوق التعاونية في نيويورك هي الأغلى والأكبر (حيث تمثل التعاونيات 70% من جميع العقارات السكنية في المدينة)، فيستطيع المرء أن يقول إن هذا سيكون أعلى سعر يتم دفعه على الإطلاق مقابل بناية تعاونية على مستوى البلاد بشكل عام.

وما زالت هوية المشتري السخي غير معروفة حتى الآن، غير أن أشخاصا مطلعين على الصفقة يؤكدون أنه شخص يقيم داخل البلاد، وليس ثريا روسيا آخر يتصيد المنازل ويحذو حذو ديمتري ريبولوفليف، الذي دفع 88 مليون دولار لشراء شقة لابنته داخل ملكية عقارية مشتركة في شهر يناير (كانون الثاني) الماضي. وذكر ميلر: «أنت لا تميل إلى رؤية الأجانب يشترون في بنايات تعاونية لأن مجلس إدارة الجمعية التعاونية له حق الأولوية، ومن الأصعب مقاضاة شخص إذا لم يكن مقيما في الولايات المتحدة». وبعبارة أخرى، فنظرا لأن العقارات التعاونية تمثل بالفعل أسهم ملكية للبناية بأكملها، فإن المشترين المستقبلين يجب أن يفصحوا عن جميع أصولهم داخل الولايات المتحدة، التي يجب أن تكون كبيرة، إلى مجلس إدارة الجمعية التعاونية من أجل الحصول على موافقته. وإذا حدث لسبب ما أن تمت الموافقة على ذلك المشتري ثم تعرض لهزة مالية، فإن مجلس الإدارة يحتفظ أيضا بحق تمكينه من ممارسة الخيارات القانونية على أسهم العقار هذه قبل الدائنين الآخرين، وإذا كان المالك يعيش في الخارج، فإنه يصبح من المستحيل تقريبا فعل ذلك. ونظرا لأن إبرام صفقة بيع يتوقف على موافقة مجلس إدارة الجمعية التعاونية، وفي حالة بناية فخمة مثل بناية «740 بارك أفينيو»، فإن هذا يعني على الأرجح مشترين محليين.

وعلى اعتبار أن بناية «740 بارك أفينيو» هي بناية نقدية بالكامل، فإن عملية البيع سوف تتم عدا ونقدا، إلا أن مجلس الإدارة يريد أن يحدد ما إذا كان في استطاعة المشتري المستقبلي تحمل مصروفات صيانة تبلغ 412 ألف دولار إضافي سنويا، وبصورة ضمنية أكثر، ما إذا كان سيتكيف بصورة جيدة مع سكان البناية من الأثرياء والمشاهير، مثل الملياردير ستيفين شوارزمان صاحب مجموعة «بلاكستون»، والملياردير رونالد لودر ومصممة الأزياء الشهيرة فيرا وانغ. ويعتبر رفض مجلس الإدارة أمرا شائعا أيضا: فقد منع مجلس الإدارة المدقق بشكل علني الممثلة الراحلة جوان كراوفورد والمستثمر الملياردير نيلسون بيلتز من الشراء في المبنى. ويملك الشقتين البالغ سعرهما 60 مليون دولار كورتني سل روس، أرملة ستيفن روس الراحل (يجب عدم الخلط بينه وبين ستيفن روس صاحب شركة «ريليتد كوس»)، رئيس مجلس الإدارة السابق لشركة «تايم وارنر».

ولقد اشترى الزوجان الشقتين، الكائنتين في الطابقين الثاني عشر والثالث عشر من المبنى الذي صممه روزاريو كانديلا في الثمانينات من القرن العشرين من خلال صفقات منفصلة بلغ حجمها مجتمعة قرابة 8 ملايين دولار. واستخدم الزوجان روس الوحدات المجاورة غير المتصلة كمنزل واحد. وبداخلها، توجد 30 غرفة، تضم 8 غرف نوم و10 حمامات.

ومعا، تضم 6 شرفات و7 مواقد خشبية، إضافة إلى أنه، بحسب القائمة التي ما زالت منشورة على الموقع الإلكتروني Realtor.com، «توجد خيارات لا نهاية لها في هذه المساحة الترفيهية الضخمة، من بينها غرفة ضخمة ومكتبتان وغرفة ألعاب وصالة جمنازيوم وغرف طعام رسمية وغير رسمية».

ويشرح جارود غاي راندولف، نائب رئيس شركة «كور غروب»: «للمبنى تاريخ لا يصدق، ويقيم بعض من أكثر سكان نيويورك ثراء ونفوذا في هذا المبنى، الكائن في عنوان مرغوب مما يجعله يتمتع بالخصوصية والتميز بدرجة أكبر». بينما لا يشارك راندولف في عملية البيع، إلا أنه قد تجول في الوحدات الموجودة بالمبنى بصحبة زبائن. «تلك الشقق ليست مندمجة، من ثم، فإن أي شخص يقوم بشرائها ربما يجري عملية تجديد ضخمة تجمعها معا، وبالتالي، سيكون السعر الذي تم إنفاقه أكثر من الـ60 مليون دولار الذي ربما يدفعونه مقابلها».

أطاحت الوحدات رسميا بمنع البيع في نوفمبر (تشرين الثاني)، لكن تم ترويجها بهدوء منذ عام 2008 كقائمة نثرية بمبلغ 75 مليون دولار.

ويرى وسطاء عقارات فاخرة، أمثال راندولف، أن المنازل ذات الطابع التذكاري سوف تطرح في السوق هذا العام، مدفوعة بعملية بيع بناية «15 سنترال بارك ويست» بسعر 88 مليون دولار في يناير، والآن عملية الشراء هذه التي لم تتم بعد.

وقد بدأ مشترون أثرياء، محليون وأجانب، بالفعل يتدفقون إلى سوق مانهاتن. وقد رحب الربع الأول من عام 2012 بسبع عشرة عملية بيع بأكثر من 10 ملايين دولار، بحسب براون هاريس ستيفنز. وتزداد معارك العطاءات. وتشير شركة «كوركوران غروب» إلى أن 44% من وكلائها العقاريين المتخصصين في العقارات الفاخرة في مانهاتن قد دخلوا في معارك خاصة بالعطاءات منذ مطلع العام (مقارنة بنسبة 30% في الربع الرابع من عام 2011).

يقول راندولف: «هناك عدد محدود من العقارات على هذا المستوى العالي، إلى حد أنه باتت هناك مساحة للتقدير على مدار فترة طويلة. هذا اتجاه سوف نشهده بدرجة أكبر في عام 2012».