أشار أحدث تقرير بحثي صادر عن وكالة العقارات البريطانية «سافيلز» بشأن أسواق العقارات المكتبية في هولندا إلى أن الاستثمارات الألمانية ما زالت مرتفعة في سوق عقارات المباني المكتبية في هولندا، حيث شكلت 47 في المائة من حجم السوق (51 مليون يورو) خلال النصف الأول من عام 2012.
وأكدت وكالة «سافيلز» أن إجمالي الاستثمارات الإدارية قد وصل إلى 1.1 مليار يورو خلال النصف الأول من عام 2012، بارتفاع بلغ 36 في المائة مقارنة بالنصف الأول من عام 2011. وأشارت الوكالة إلى أن هذه الزيادة تعود بنسبة كبيرة إلى استحواذ مؤسسة «تشارليت غروب» على مركز «فيليبس» للتكنولوجيا الفائقة في أيندهوفن مقابل 425 مليون يورو.
وأشار التقرير إلى أن حجم الاستثمار الإجمالي في قطاع الإنشاءات التجارية والصناعية والتجزئة قد انخفض بمقدار 10 في المائة ليصل إلى 1.63 مليار يورو خلال النصف الأول من عام 2012، مقابل 1.81 مليار يورو في النصف الأول من عام 2011. وتوقع التقرير أن يصل حجم الاستثمار الإجمالي في هولندا إلى 3.2 مليار يورو بنهاية العام الحالي، مقابل 3.4 مليار يورو عام 2011.
وقال جيروين يانسن، وهو رئيس قسم الأبحاث بوكالة «سافيلز» في هولندا «على الرغم من انخفاض حجم الاستثمار الكلي في هولندا خلال النصف الأول من عام 2012، فإن إقبال المستثمرين على المشروعات التجارية الأساسية لا يزال مرتفعا. وسوف تستمر عمليات البيع القسري في السوق خلال النصف الثاني من العام الحالي وخلال عام 2013، مما يخلق مزيدا من الفرص ذات القيمة المضافة للمستثمرين وصناديق الأسهم الخاصة».
ومن حيث العائدات، أشارت وكالة «سافيلز» إلى أن القيود المفروضة على عملية التمويل والسيولة المحدودة في السوق أدت إلى زيادة عائدات العقارات الإدارية بنسبة تتراوح بين 20 و50 نقطة أساس خلال الأشهر الستة الماضية، ليصل صافي العائدات إلى ما يتراوح بين 5.6 و5.9 في المائة في أكبر أربع مناطق بالبلاد. وعلاوة على ذلك، ارتفعت العائدات الصناعية بـ25 نقطة أساس في المتوسط في الأسواق الرئيسية، لتصل إلى 7.25 في المائة في منطقة أمستردام - شيفول، على سبيل المثال. وأشار التقرير الصادر عن «سافيلز» إلى أن الزيادة في كل من هذه القطاعات يجعلها أكثر جاذبية للمستثمرين، وقام بتسليط الضوء على شراء مكتب شركة «يوني إنفست آند أورانج» المتعثرة من قبل صناديق الأسهم الخاصة خلال الربع الثاني من عام 2012 كدليل على ذلك. وعلى الجانب الآخر، انخفضت عائدات سوق التجزئة بـ25 نقطة أساس لتصل إلى 4.0 في المائة في وسط مدينة أمستردام خلال الفترة نفسها، وهو ما يوضح الاهتمام المتواصل بهذا النوع من المنتجات.
ونتيجة لضعف سوق الإيجارات خلال الربع الثاني من العام في هولندا، فقد وجدت وكالة «سافيلز» أن إجمالي المساحات التي تم تأجيرها خلال النصف الأول من عام 2012 في القطاعات الإدارية والصناعية والتجزئة قد بلغ 1.83 مليون متر مربع، بانخفاض قدره 17 في المائة مقارنة بالنصف الأول من عام 2011، حيث تم تأجير 2.20 مليون متر مربع.
وبصورة مماثلة لسوق الاستثمار، سجلت سوق تأجير المكاتب الإدارية أفضل أداء بين جميع القطاعات خلال النصف الأول من عام 2012، حيث تم تأجير 705.000 متر مربع، بانخفاض قدره 6.9 في المائة مقارنة بالفترة نفسها خلال عام 2011. وتركزت معظم الصفقات الإدارية في المدن الرئيسية مثل أمستردام وروتردام ولاهاي وأوتريخت، حيث عقدت 11 صفقة من بين أكبر 15 صفقة خلال النصف الأول من العام في هذه الأسواق، وفي الغالب في أماكن متعددة الاستخدامات في مواقع متصلة بشكل جيد مثل المنطقة المحيطة بالاستاد الواقع في منطقة جنوب شرقي أمستردام، والتي شهدت ثلاث صفقات خلال النصف الأول من العام.
وقال كوين دي لانغ، وهو رئيس القسم الإداري بشركة «سافيلز»: «نتوقع إقبالا من ساكني العقارات على العقارات الرئيسية حتى يحافظوا على استقرارهم خلال ما تبقى من عام 2012 وعام 2013 في كل الأسواق التجارية. وينبغي أن تظل الإيجارات الرئيسية ثابتة، في حين أن معدلات الإيجار في الأماكن الثانوية تتعرض للضغوط بسبب انخفاض الطلب وزيادة مستويات الشواغر، واتساع الفجوة بين المنتج الرئيسي والثانوي».