معركة الأثرياء العرب والأجانب تنتقل إلى «ساحة» العقارات الريفية

تظل محتدمة بسوق العقارات الفاخرة في لندن

TT

يبدو أن التنافس العقاري بين أثرياء العالم، ومن بينهم الأثرياء العرب، بدأ يمتد من العقارات الفاخرة في العاصمة البريطانية لندن إلى العقارات الريفية «الملتهبة» الأسعار، ولكن الجاذبية الخاصة ذاتها، بدأ ينتقل سحرها في ما يبدو من المواطنين البريطانيين، إلى الأجانب. حيث يعتبر المنزل الريفي بحديقة واسعة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، هو المنزل المثالي الذي يحلم به البريطانيون، رغم أنه حلم بعيد المنال عن كثير من البريطانيين، حتى المقتدرين منهم، حيث إن متوسط سعر هذا المنزل الريفي المثالي يصل إلى 524 ألف جنيه إسترليني (821 ألف دولار أميركي). لكن هذا المبلغ لا يبدو أنه عقبة أصلا لكثير من الأثرياء الأجانب، الذين تعودوا على شراء منازل في وسط لندن بملايين الجنيهات، حيث إنه مع الزيادة القياسية التي تشهدها أسعار العقارات في وسط لندن، خاصة في أحيائها الراقية، فإن مبلغ مليون جنيه إسترليني (1.5 مليون دولار تقريبا)، لم يعد في بعض المناطق بوسط لندن كافيا لشراء شقة صغيرة.

وقد أدى تزايد الإقبال البريطاني والأجنبي على العقارات الريفية إلى فورة في القطاع، الذي أصبح من أنشط القطاعات العقارية في بريطانيا، وأدى إلى زيادات كبيرة في أسعارها.

وفي هذا السياق، لاحظت وكالة «نايت فرانك» العقارية المختصة في العقارات الفاخرة، تغيرا ملحوظا في اهتمامات المشترين الأجانب في سوق العقارات، خاصة القادمين من شرق أوروبا. وقال روبرت سويتينغ، مسؤول مبيعات المنازل الريفية بـ«نايت فرانك»، إن اهتمام المستثمرين الأجانب بدأ يمتد من لندن إلى المناطق الريفية، وهناك تزايد ملحوظ في مبيعات هذا القطاع. وأكد سويتينغ أنه «إذا كان سعر المنزل مناسبا، فإنه سيباع خلال 6 أسابيع فقط من عرضه للبيع».

وكان ثري روسي، لم يتم الكشف عن اسمه، اشترى العام الماضي ما اعتبر أغلى منزل في بريطانيا مقابل 140 مليون جنيه إسترليني (نحو 230 مليون دولار أميركي). المنزل معروف باسم «قصر بارك (بالاس بارك)»، وبلغ عمره 300 سنة، ويقع في قرية رونهام، بجوار «هونلي إن تيمس»، بمقاطعة أكسفوردشير الإنجليزية.

وأصبح القصر أغلى منزل في بريطانيا، بعد أن تجاوز سعر بيعه (140 مليون جنيه إسترليني)، سعر شقة بيعت، في بداية العام الماضي، بـ136 مليون جنيه ببناية «1 هايد بارك»، الشهيرة، المقابلة لمتجر «هارودز» في نايسبريدج، بوسط لندن.

ومع مزاحمة المستمرين الأجانب البريطانيين على العقارات الريفية، يجد المواطنون البريطانيون منافسة كبيرة لشراء عقارات في المناطق الريفية. وقد أظهر استطلاع للرأي مؤخرا أن المنزل المثالي الذي يحلم به البريطانيون هو منزل ريفي يبلغ متوسط سعره 524 ألف جنيه إسترليني (821 ألف دولار أميركي). وأظهر الاستطلاع الذي أجراه الموقع العقاري «برايم لوكيشن دوت كوم» أن منزلا ريفيا بحديقة واسعة، ويطل على مناظر طبيعية خلابة، هو المنزل المثالي الذي يحلم به البريطانيون.

وبعملية مقارنة، فإن متوسط سعر المنزل في وسط لندن يبلغ 620 ألف جنيه إسترليني. وترتفع أسعار المنازل الواقعة في الريف، بسبب ازدياد الإقبال عليها، خاصة من الأثرياء المقيمين في المدن الكبيرة، خصوصا العاصمة لندن. ويلجأ العديد من الأثرياء والمقتدرين ماليا إلى شراء منازل ثانية في الريف للإقامة فيها خاصة أثناء العطلات الطويلة أو عطلات نهاية الأسبوع، للراحة والابتعاد عن صخب المدن.

وإلى جانب هؤلاء الأثرياء الذين باستطاعتهم تملك منزل ثان في الريف والحفاظ على منازلهم في المدينة، فإن هناك جزءا كبيرا من الذين يتجهون إلى بيع منازلهم في المدينة وشراء منازل في الريف، ولا يقتصر هؤلاء على المتقاعدين فقط وكبار السن؛ إنما حتى شباب شبوا وترعرعوا في المدن ويعملون بها، غير أنهم اختاروا الهروب من المدن ليس حبا في الريف، ولكن مجبرين بسبب ارتفاع أسعار المساكن في المدن، خاصة في وسط لندن.