القطاع العقاري في المكسيك ما له وما عليه

هبطت الأسعار في بعض المناطق بما يصل إلى 30% بفعل الأزمة

جانب من عاصمة المكسيك («الشرق الأوسط»)
TT

تتعافى المدن السياحية في المكسيك ببطء من الأزمة الاقتصادية العالمية، على حد قول لاري ستيبينس، السمسار العقاري الذي يعمل لحساب شركة «سان ميغيل سوثبي إنترناشيونال ريالتي». تعتمد السوق المكسيكية بدرجة كبيرة على اقتصاد الولايات المتحدة، وقد أثرت الأزمة المالية التي حدثت في الولايات المتحدة في عام 2008 بشكل مباشر على سوق المنازل الثانية في المكسيك.

على سبيل المثال، هبطت الأسعار في «سان ميغيل»، بنسبة تتراوح ما بين 25 و30 في المائة عن ذروة ارتفاعها في عام 2007. وقال ستيبينس: «هناك مثل دارج ينطبق على ما يحدث وهو إذا ما أصيبت الولايات المتحدة بنزلة برد، عطست المكسيك». ما زالت الأسعار متدنية في مدن ساحلية مثل كانكون وبورتو فالارتا، إلا أن ستيبينس يقول إن الأسعار المتدنية بشكل دائم بدأت تجذب الباحثين عن صفقات، ومن ثم، أصبح يتم بيع المزيد من المنازل خلال الأشهر الأخيرة.

يتمثل عامل آخر يعرقل عمليات البيع، على الأقل على المستوى الوطني، في عنف المخدرات، على الرغم من أنه لا يمثل مشكلة كبيرة في «سان ميغيل». يأمل كثيرون أن يفي الرئيس الجديد، إنريكي بينا نييتو، الذي تم تنصيبه في مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) بالوعود التي قطعها على نفسه في الحملة الانتخابية بإنعاش الاقتصاد وإعادة تقييم أسلوب الدولة في التعامل مع تجار المخدرات. وتظل السوق في «سان ميغيل» راكدة، على حد قول ريكاردو فيدارغاس، صاحب شركة «دوتي فيدارغاس» للعقارات. ومن النادر أن تزيد قيمة صفقة بيع على 800 ألف دولار، بل وحتى قل عدد المنازل التي تم بيعها بأكثر من مليوني دولار في العام الماضي. يقول فيدارغاس: «كثيرون تنتابهم حالة من الإحباط، وبالتالي، تهبط الأسعار».

وأضاف أنه عند هذه المرحلة، لا تباع سوى المنازل متوسطة المستوى التي يتراوح سعرها ما بين 400 و600 ألف دولار. وتعزا شهرة هذا القطاع من السوق بشكل جزئي إلى ملاك المنازل الذين قلصوا حجم العقارات باهظة الثمن أثناء طفرة العقارات في أميركا الشمالية في بداية الألفية الجديدة.

وتتراوح أسعار المنازل الفاخرة في المنطقة الريفية المحيطة بـ«سان ميغيل» ما بين 900 ألف و2.8 مليون دولار، بحسب ستيبينس. وتتراوح تكلفة المنازل الواقعة بالقرب من منطقة وسط المكسيك ما بين 1.5 مليون و4 ملايين دولار. ويبلغ سعر المنزل المعروض هنا 3.9 مليون دولار، بسبب مساحته الضخمة البالغة نصف فدان، وهو أمر نادر جدا بالقرب من وسط المدينة، بحسب هولي هيوستن أورتيز، الوكيلة العقارية لدى «سان ميغيل سوثبي إنترناشيونال ريال ستيت» ووكيل صاحب العقار.

من يشتري في المكسيك؟

يأتي المشترون الأجانب من الولايات المتحدة وكندا وأوروبا، على حد قول ستيبينس. ويعتبر المشترون الكنديون والأميركيون هم الأكثر انتشارا في «سان ميغيل» دي الليندي، بحسب أورتيز، التي تضيف أن الكنديين قد زادت أعدادهم مؤخرا نظرا لقوة عملتهم. وهي ترى بين الحين والآخر مشترين إيطاليين أو إسبانيين، إضافة إلى مجموعة من المشترين من وسط أو جنوب أميركا. ويقول فيدارغاس إن المشترين المكسيكيين باتوا أكثر شيوعا في «سان ميغيل»، خاصة في نطاق الأسعار المتوسط الذي يتراوح ما بين 400 و800 ألف دولار.

حقائق أساسية متعلقة بالشراء من السهل بالنسبة للأجانب الشراء في المكسيك، بحسب فيدارغاس. وفي حين توجد بعض القيود على الأراضي المواجهة للشاطئ، أو الأراضي المتاخمة للحدود، فإنه لا تنطبق أي من تلك القيود في «سان ميغيل». ويقول فيدارغاس إن الأجانب يجب أن يحصلوا على تصريح من الحكومة قبل الشراء، لكن «من السهل جدا الحصول على مثل ذلك التصريح»، على حد قوله. وتبلغ تكلفة العملية نحو 50 دولارا.

تتمثل تكاليف الصفقة الرئيسية الوحيدة في الرسوم القانونية. ويقول فيدارغاس إن تلك الرسوم تتفاوت بحسب المحامي، لكنها عادة ما تقدر بنحو 1.5 في المائة من سعر الشراء. ويدفع البائع عمولة الوسيط العقاري.

وعادة ما يتم تسعير العقارات الراقية بالدولار الأميركي، بحسب أورتيز. واللغة الرسمية في المكسيك هي الإسبانية، أما العملة الرسمية فهي البيزو (1 بيزو = 0.08 دولار). وتقدر قيمة الضرائب بنحو 4 آلاف بيزو سنويا، بحسب وكيل بائع العقار.

* خدمة «نيويورك تايمز»