«سوني» تعرض برجها في نيويورك للبيع مقابل 1.1 مليار دولار

أحد العروض من مجموعة مستثمري «شتريت غروب»

جانب من عمارة «سوني» في مانهاتن (أ.ف.ب)
TT

تعتبر صفقة شركة «سوني كوربوريشن» الممثلة في بيع مقرها في الولايات المتحدة الأميركية مقابل 1.1 مليار دولار باهظة مقابل برج في حاجة لتجديدات، بحسب شركة «ريال كابيتال أناليتيكس إنكوربوريشن». وذلك حسب تقرير لوكالة بلومبيرغ الأميركية.

وتقدر عملية الشراء المخطط لها لمبنى «سوني» الكائن في 500 ماديسون أفينيو في وسط مدينة مانهاتن من قبل مستثمرين تترأسهم مجموعة «شتريت غروب»؛ المبنى الذي يعود إلى 28 عاما مضت، بـ1.287 دولار للقدم المربع، حسبما تشير بيانات شركة «الأبحاث» الكائنة في نيويورك.

بالمقارنة، بيع العقار الكائن في 510 ماديسون أفينيو، على بعد بنايتين نحو الجنوب، جديدا وفارغا إلى شركة «بوسطن بروبيرتيز إنكوربوريشن» (بي إكس بي) في أغسطس (آب) 2010 مقابل نحو 800 دولار للقدم المربع، بحسب دان فاسولو، العضو المنتدب لشركة «ريال كابيتال».

وقال فاسولو لوكالة بلومبيرغ: «من المؤكد أنه أعلى سعر قد شاهدناه لأصل مؤقت منذ عام 2007». واستكمل قائلا: «سيكون هذا مبنى خاويا بحاجة إلى عشرات الملايين من الدولارات في صورة زيادات في رأس المال، وبعدها سيكون بحاجة إلى برنامج إعادة تطوير».

وصرحت شركة «سوني» بأنها تتوقع أن تدر عملية بيع البرج الذي صممه فيليب جونسون والذي تبلغ مساحته 855 ألف قدم مربع (79 مترا مربعا) دخلا تشغيليا تقدر قيمته بنحو 685 مليون دولار.

وسوف تظل الشركة وغيرها من الوحدات الأخرى بالشركة اليابانية الأم، ومن بينها «سوني ميوزيك إنترتينمنت»، في المبنى لمدة نحو ثلاث سنوات، حسبما ذكرت شركة «صناعة الإلكترونيات» الكائنة في طوكيو في بيان أصدرته في نيويورك. وتتوقع شركة «سوني» إتمام الصفقة بحلول 15 مارس (آذار).

وتقدمت أكثر من 20 مجموعة من المستثمرين بعطاءات لشراء البرج، حسبما أفاد شخص مطلع على تفاصيل العرض. وتضمن مقدمو العطاءات شركة «فورنادو ريالتي تراست» (في إن أو) و«ثور إكويتيز» محدودة المسؤولية المملوكة لجوزيف سيت، و«ماكلو بروبيرتيز إنكوربوريشن» وشركة العقارات اليابانية «ميتسوي فودوسان» المحدودة، بحسب شخصين آخرين مطلعين على معلومات عن المفاوضات. وقد اشترط الأشخاص الثلاثة عدم الكشف عن هويتهم نظرا لحساسية الموضوع.

من جانبهما، رفض كل من ويندي كوبسيك، المتحدثة باسم «فورنادو»، ومونتييث إلينغوورث، الذي يمثل «ميتسوي فودوسان» التعليق.

ولم يتم الرد على اتصالات بستيفان فريدمان، المتحدث باسم «ثور» وريتشارد دوبرو، المتحدث باسم «ماكلو»، بشكل فوري.

عملية البيع «كشفت عن عمق رأس مال متاح على مستوى العالم لأفضل الأصول في مانهاتن»، بحسب دوغ هارمون العضو المنتدب بشركة «استديل سيكيورد» محدودة المسؤولية، الذي مثل شركة «سوني»، ويقول: «حقيقة إنه بات لدينا، بنهاية عمليتنا، أربع مجموعات مختلفة مستعدة لدفع مبلغ 1.1 مليار دولار، بعضها بتأجيرات وعقود تم التفاوض عليها بالفعل، وتعد دليلا حقيقيا على مدى التعطش للعقارات عالية القيمة».

ويرأس «شتريت غروب» جوزيف شتريت (56 عاما) وهو مستثمر مغربي الأصل وصف في مقال نشر عام 2011 في جريدة «نيويورك أوبزرفر» بأنه «أكثر الشخصيات المؤثرة غموضا في مجال العقارات بنيويورك». ولم يرد شتريت، الذي نادرا ما يجري مقابلات، على اتصال هاتفي بمكتبه في نيويورك.

ويعتبر «أحد أهم الوسطاء في صفقات العقارات هنا». شخص قادر على جمع مبالغ ضخمة من شبكة من الشركاء والمستثمرين المشاركين، بحسب فاسولو من «ريال كابيتال».

وقال فاسولو، الذي تقوم شركته بتعقب عمليات بيع العقارات التجارية بمختلف أنحاء العالم: «إنه ينتج شراكات على أساس أصل تلو أصل».

وفي عام 2004 ترأس شتريت مجموعة اشترت «ويليس تاور» في شيكاغو، المعروف سابقا باسم برج «سيرز»، وهو أطول مبنى في أميركا الشمالية. وفي أغسطس (آب) 2011 اشترى فندق تشيلسي في مانهاتن، الذي أقامت به الفنانة آندي وارهول لمرة واحدة.

وتقوم شركة «سوني» ببيع أصول وخفض وظائف لإنهاء أربعة أعوام متوالية من الخسائر وسط انخفاض الطلب على أجهزة التلفزيون والمنافسة من جانب شركة «سامسونغ إلكترونيكس كومباني». لقد توقعت الشركة تحقيق ربح قيمته 20 مليار ين ياباني (223 مليون دولار) في العام الذي ينتهي يوم 31 مارس، في أعقاب خسارة قياسية قيمتها 457 مليار ين ياباني قبل عام. وأشارت شركة «سوني» إلى أنها تعيد تقييم توقعها للنتائج الموحدة للعام لتعكس صفقة بيع المبنى.

ويقول كيتا واكاباياشي، المحلل بشركة «ميتو سيكيوريتيز» الكائنة في طوكيو: «يبدو ذلك منطقيا بالنسبة لشركة (سوني)؛ إذ إنها لم تعد صاحبة سيولة نقدية ضخمة. ما يهم هو ما إذا كان بمقدور الشركة توظيف هذه العائدات في تطوير منتجات أكثر جاذبية».

وارتفعت قيمة أسهم شركة «سوني» بنسبة 12 في المائة لتصل إلى 1.149 ين ياباني وقت إغلاق التداول في طوكيو، وهو ما يعد أكبر مكسب منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2008.

وتقول نيكول سليغمان رئيس شركة «سوني كوربوريشن» (6758) بأميركا، في تصريح لها: «بالنظر إلى الفرص والتحديات في المشهد الاقتصادي والعقاري الحالي، يبدو بيع العقار الكائن في 550 ماديسون الآن خطوة استراتيجية منطقية وتأتي في الوقت المناسب». وأضافت: «فيما يتعلق بمقرنا الجديد، ما زلنا نتطلع إلى عدد من المساحات في مانهاتن، ولكننا لم نصل بعد إلى قرار إزاء الموقع الذي يمكننا التأجير فيه». وذكر مقدما العطاءين الآخرين أن المبنى ربما يحقق مزيدا من الأرباح إذا ما تم تحويله إلى مزيج من الفنادق والشقق السكنية، مع تجديد مساحة التجزئة الكائنة بالطابق الأرضي منه. وقد طلبا عدم الكشف عن هويتهما نظرا لسرية عطاءيهما.

والبرج ملزم، بموجب قوانين التقسيم، بالإبقاء على قاعة مركزية مفتوحة للعامة وعلى متحف حر، يعمل الآن بوصفه مركز تكنولوجيا لشركة «سوني ووندر».

ويعرف البرج المبني من الغرانيت ذي اللون القرنفلي الفاتح بسقفه المنحدر مع درج دائري في المنتصف يحاكي «بوفيه» إنجليزيا. وقام جونسون بتصميم أيقونة ما بعد الحداثة، التي كانت من قبل مقرا لشركة «إيه تي آند تي إنكوربوريشن» في عام 1984. وكان لمعظم ناطحات السحاب في تلك الفترة أسقف مسطحة. ويعتبر هذا البرج أيضا واحدا من آخر أبراج نيويورك التي أنشئت بقطع من أحجار تم وضعها في مكانها باليد، بحسب ألان ريتشي، رئيس «شركة الهندسة المعمارية» الكائنة في نيويورك التي يملكها جونسون.

* خدمة «نيويورك تايمز»