مشتريات الفنادق في أوروبا والشرق الأوسط بلغت 11 مليار دولار

الصفقات العربية منها بلغت 1.7 مليار دولار معظمها في لندن وباريس

عقارات فندقية في باريس
TT

قالت وكالة «جونز لانغ لاسال» حجم الصفقات الفندقية في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا بلغ 11 مليار دولار في عام 2012، وفقا لآخر تحليل لقسم الفنادق والضيافة بالشركة التي لديها مكاتب عقارية دولية. وقالت هذا يشكل انخفاضا سنويا نسبته 10 في المائة من إجمالي حجم الاستثمارات الفندقية؛ إذ أنشطة السوق تقلصت تماشيا مع المناخ الاقتصادي، بما فيه تقليص حجم القروض المتاحة.

وقالت هنالك نشاطا ملحوظا من قبل المستثمرين العرب في عام 2012، إذ استثمروا مبلغا قيمته 1.7 مليار دولار في امتلاك فنادق تمثل نحو 15 في المائة من إجمالي فنادق أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا، على نحو يعكس انخفاضا نسبته 9 في المائة عن حجم الاستثمارات الفندقية لعام 2011. ومن ثم، ظل رأس المال الشرق أوسطي في المرتبة الثالثة بعد المستثمرين المحليين (5 مليارات دولار) والمستثمرين الأوروبيين (1.8 مليار دولار). وشملت أبرز مشتريات الشرق الأوسط محفظة استثمار تضم 6 فنادق «تركونتيننتال» أوروبية وأصولا أخرى قيمة في أسواق رئيسية، مثل «ماريتيم» في برلين و«لو ميريديان» في بودابست و«كونكورد لافييه» في باريس.

وركزت معظم أنشطة الصفقات خلال عام 2012 على مدن وأسواق أوروبية رئيسية تجاوزت الرياح الاقتصادية المعاكسة بشكل جيد في غرب وشمال أوروبا. واحتفظت أسواق متنوعة بدرجة كبيرة مثل لندن وباريس وأمستردام ومدن ألمانية رئيسية بظروف تجارية قوية دعمت أسعار عقارات عالية المستوى في مواقع فاخرة. وفي أوروبا الوسطى والشرقية، ظل نشاط الصفقات متدنيا بسبب توفر كم محدود من القروض، ولكن الاهتمام بشراء المنتجات الجيدة ظل قويا في وارسو، على نحو يعكس استقرار الاقتصاد البولندي.

وكان ثمة اهتمام محدود بالأصول الثانوية نظرا لتجنب المستثمرين ما اعتبروه مخاطرة كبيرة في سوق منخفضة السيولة. وأدى هذا إلى أن تصبح أسعار الأصول الإقليمية أكثر استغلالا، لتحظى بمستوى عال من الاهتمام من جانب صناديق الاستثمار وشركات الأسهم الخاصة، وأيضا من أفراد أثرياء.

وبينما تقلصت فجوة الأسعار بعد أن أصبحت توقعات البائعين أكثر واقعية لتعكس الموقف الاقتصادي الأوسع نطاقا، قالت «لاسال» ه بشكل عام، يستغرق إبرام الصفقات وقتا أطول.

ويقول جوناثان هوبارد، الرئيس التنفيذي لمجموعة الفنادق والضيافة التابعة لشركة «جونز لانغ لاسال» في شمال أوروبا: «في السوق الحالية، تدل كل المؤشرات على أن فترة الـ12 شهرا المقبلة ستكون بمثابة تكرار للفترة السابقة، على الرغم من أننا نتوقع أن يتخذ المقرضون إجراء في ما يتعلق بالقروض متعثرة السداد أو المعدومة. قد تنمو السوق بأكملها إذا ما استمرت جهات التأمين وصناديق التقاعد في التطلع إلى منح قروض، لكن بشكل عام، نتوقع استقرارا لا نموا».

وبالتطلع إلى البقية المتبقية من عام 2013، توقعت «جونز لانغ لاسال» أن تظل المملكة المتحدة أعلى الأسواق سيولة، متقدمة على فرنسا، بينما سوف ينجذب الكثير من المستثمرين أيضا إلى العائدات الجذابة المعدلة في ضوء المخاطر في ألمانيا. وحسب تقرير «جونز لانغ لاسال» عن قطاع الضيافة من المتوقع أن تكون الصفقات محدودة في إسبانيا؛ إذ يتبنى المستثمرون أسلوب «الانتظار والترقب». ومع ذلك، قال التقرير ف تقليل حجم ديون البنك ربما يعجل بعملية بيع الأصول. وسوف يتركز النشاط الإيطالي على الأصول القيمة في روما وميلان. ومن المتوقع أن يكون النشاط محدودا في أوروبا الوسطى والشرقية؛ إذ إنه سيظل من الصعب تمويل الصفقات.

ويقول كريستوف هارل، الرئيس التنفيذي لمجموعة «الفنادق والضيافة» في أوروبا: «على الرغم من العائد المتواضع للنمو في كل غرفة متاحة في الأسواق الأوروبية الرئيسية، فه سوف يظل الأفراد أصحاب صافي الدخول المرتفعة والمستثمرون في صناديق الثروة السيادية منجذبين للحفاظ على الأصول القيمة طويلة الأجل بالفنادق. وتتوقع الوكالة العقارية الدولية اهتماما زائدا بالأسواق الرئيسية في آسيا، وعلى وجه الخصوص مستثمري سنغافورة وماليزيا. علاوة على ذلك، فسوف يزيد الاستثمار الصيني أيضا مع تحول قدر أكبر من الاهتمام بعيدا عن الأصول المحلية».

وتضم نقاط التطوير الساخنة في عام 2013 الشرق الأوسط؛ حيث من المتوقع افتتاح 150 فندقا جديدا في عام 2013، غالبيتها في السعودية والإمارات العربية المتحدة. وتتوقع الوكالة الدولية أن ينتعش نشاط تطوير العقارات الفندقية في أفريقيا في مواقع السياحة والعمل التي تشهد نموا، بما فيها غانا ونيجيريا وتنزانيا وكينيا. وتستفيد هذه الأسواق من نمو الاستثمارات الأجنبية وسوف يتطلع أصحاب الفنادق إلى ترسيخ وجودهم في هذه الأسواق الناشئة. وسوف يكون التمويل مدعوما بإمداد الفنادق الأفريقية برؤوس أموال من قبل مستثمرين أفارقة ودوليين مؤخرا.