رئيس شركة «سيتي وايز» الأميركية: الوقت جيد للاستثمار في عقارات الولايات المتحدة

قال إن الشركة تخصصت في حل مشكلات إدارة الشقق المؤجرة عن بعد

جانب من مدينة نيويورك
TT

بدأ دانييل بلوم حياته العملية في لندن كمحاسب قانوني قبل أن ينتقل إلى نيويورك ويدرس فيها أصول تجارة العقار لكي يحصل على ترخيص ممارسة المهنة. وبعدها اشترى شركة «سيتي وايز» للتعامل في العقار في نيويورك. وأخيرا قرر بلوم فتح مركز للشركة في لندن يتوجه به لمالكي العقارات في نيويورك الذين يريدون إدارتها عن بعد. وفي لقاء مع «الشرق الأوسط» قال بلوم إنه يتبع أسلوبا جديدا لحل مشكلة المستثمر الذي يريد أن يدير عقاره في نيويورك من أي موقع آخر في العالم، حيث تتولى «سيتي وايز» كافة الجوانب المتعلقة بالعقار بداية من دفع الضرائب المستحقة وحتى إصلاح الأجهزة المنزلية لمستأجر العقار إذا اقتضى الأمر.

ويعتقد بلوم أن الوقت الحاضر يمثل قاعدة جيدة للاستثمار في العقار الأميركي، حيث الأسعار مستقرة منذ ستة أشهر، وفي طريقها إلى الارتفاع قريبا. كما أن سوق الإيجار في نيويورك منتعشة مع توجهات صعودية لمعدلات الإيجار.

وفيما يلي نص الحوار:

* ما دوافع افتتاح فرع لندني لشركة «سيتي وايز» العقارية؟

- من المفيد جدا لمالكي العقار في نيويورك، خصوصا من المقيمين في لندن، إمكانية الاتصال الهاتفي في الثامنة صباحا للحديث مع شخص يفهم أحوال العقار في نيويورك ويستطيع أن يحل مشكلاته فورا. وبغض النظر عن التوقيت المناسب، فإننا نمتلك خبرة التعامل المباشر في عقارات نيويورك ونستطيع أن نقول للمستثمر إن منطقة كذا في نيويورك تماثل منطقة كناري وارف في لندن مثلا، وعما إذا كانت مدارس المنطقة مناسبة أم لا، ومدى كفاءة عمل وسائل المواصلات العامة في المنطقة، وهكذا. وما يجعل الشركة فريدة من نوعها هو معرفتها العميقة بالمدينتين، وهي معرفة مفيدة لهؤلاء الذين ينتقلون من مدينة لأخرى لأغراض العمل أو لمن يستثمر في نيويورك بينما هو مقيم في لندن أو في الخارج. وخبرتنا في إدارة العقار تجعل ملكية العقار وإدارته عن بعد عملية سهلة.

* كيف بدأت نشاطك مع «سيتي وايز»؟

- أنا أتعامل في العقارات في نيويورك منذ عام 1996، ولدي خبرة بجميع الجوانب المتعلقة بالعقار كمالك وكمستثمر. والبداية كانت بالتدريب كمحاسب قانوني في لندن، ثم التفكير في إحضار خدمات جديدة لسوق العقار فذهبت إلى نيويورك وخضت اختبارات أميركية للحصول على ترخيص مزاولة المهنة، وبعدها اشتريت شركة «سيتي وايز» في عام 2005.

* وما الخدمات الجديدة التي تقدمها الشركة في مجال العقار؟

- كمستثمر في شقق سكنية في نيويورك، اكتشفت أن معظم شركات العقار ليست لديها الرغبة في إدارة الشقق المستأجرة وإنما تريد إدارة مبانٍ كاملة. ورأيت أن تلك فرصة ثمينة لكي تتخصص الشركة في مجال غير متاح في السوق. وأيضا كمالك عقار يعيش على بعد آلاف الأميال، كان لا بد لي أن أثق في من يدير لي العقار. وكانت إحدى المشكلات الملحة هي فارق التوقيت، ولذلك كانت فكرة افتتاح فرع الشركة في لندن لكي يتعامل معها العميل في نفس التوقيت الأوروبي لحل مسائل متعلقة بالعقار في توقيتها الأميركي. وتساهم الشركة في حل مسائل متعلقة بالضرائب الأميركية ومسؤوليات مالك العقار، وذلك في إطار التوقيت الأوروبي الذي يعيش فيه العميل.

* هل ترى الوقت مناسبا للاستثمار في عقارات نيويورك بغرض التأجير؟

- تعكس سوق العقار الأميركية في الوقت الحاضر علامات متزايدة على توجهات الاستقرار. وقد أعلنت هيئة وكلاء العقار الأميركية في تقريرها الأخير أنه للشهر السادس على التوالي تماسكت أسعار العقار وزادت في بعض المناطق. وتتعافى أيضا أسواق الإقراض العقاري ولكن مع تشديد شروط الإقراض، ويعني هذا استمرار نسبة كبيرة من المستأجرين في مدينة مثل نيويورك. وهذا بالتالي يعني زيادة الضغوط على الإيجارات خصوصا للعقارات الجيدة في الأسواق. ومثلما هو الحال في أسواق العقار البريطانية، يحتاج المستثمر في نيويورك أن يفكر بطريقة استراتيجية. فوجود محطة مترو جديدة قريبة من شأنه أن يفتح قطاعا جديدا في السوق لم يكن مرغوبا من قبل ولكنه يصبح جذابا لمستثمري العقار ومالكية على حد سواء.

من ناحية أخرى أصدرت شركة «سيتي وايز» تقريرها عن حال أسواق العقار في نيويورك أشارت فيه إلى عوامل زيادة الطلب العقاري في المدينة وأهمها زيادة التعداد بالإضافة إلى الهجرة المتزايدة إلى المدينة وتحسن المناخ الاقتصادي في الحي المالي. ولاحظ التقرير تحسنا طفيفا في أسعار العقار مع بقاء سوق الإقراض العقاري متشددة في شروط الإقراض مما أجبر الكثير من سكان المدينة على البقاء في قطاع الإيجار الخاص.

ووفق تقرير «فريدي ماك» العقاري فإن مستويات إنجاز الصفقات العقارية في الأسواق الأميركية ارتفعت بنسبة تسعة في المائة خلال أول 11 شهرا في عام 2012، مقارنة بإنجاز عام 2011 مع توقعات مماثلة لإنجاز عام 2013 الجاري.

وتركز السياسات الاقتصادية الأميركية في الوقت الحاضر على خفض معدلات البطالة التي تراجعت بالفعل إلى نسبة 7.8 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) 2012، مقارنة بنسبة 8.5 في المائة في نهاية عام 2011. وفي نيويورك انخفض معدل البطالة من 9.1 في المائة في نهاية عام 2011 إلى 8.8 في المائة في ديسمبر 2012.

ومع ذلك ظلت عوامل عدم الثقة موجودة خلال الربع الأول من العام الجاري، مع تحول في الاهتمام إلى أسواق العقار. وكانت نيويورك في المركز الأول بين المدن الأميركية في جاذبية العقار التجاري فيها للمستثمر الأجنبي وفق هيئة المستثمرين الأجانب في العقار.

ومن أهم المناطق الجاذبة في نيويورك كل من مانهاتن وبروكلين. وتجري في مانهاتن حاليا مشاريع تطوير واستثمارات في البنية التحتية من شأنها تحسين فرص الاستثمار العقاري فيها. أما بروكلين فهي منطقة تجذب بوتقة من الأجناس المختلفة للمعيشة فيها، الأمر الذي يرفع الطلب على عقاراتها. ويبلغ تعداد مانهاتن 1.6 مليون نسمة منهم نسبة 77 في المائة في قطاع الإيجار، بينما يبلغ تعداد بروكلين 2.5 مليون نسمة منهم نسبة 72 في المائة مستأجرون.