تراجع ملحوظ في سوق العقارات بكردستان العراق في 2014

بعد أن بلغ أوجه العام الماضي

TT

شهد قطاع العقارات في إقليم كردستان تراجعا ملحوظا خلال العام الحالي 2014، فعلى الرغم من كثافة المشاريع العقارية في مدن الإقليم إلا أن الأزمة الاقتصادية التي حلت بكردستان العراق جراء تدهور العلاقات بين أربيل وبغداد ساهمت في توقف النشاط العقاري الذي بلغ أوجه عام 2013 الماضي.

وقال هاوري دارو، المدير المفوض لشركة فاروق القابضة في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «القطاع العقاري يعاني منذ بداية العام الحالي من الركود في إقليم كردستان بسبب تدهور العلاقات بين أربيل وبغداد وما آلت إليه من قطع ميزانية الإقليم ورواتب الموظفين، وهذا أثر بشكل واضح على شركات العقار، خصوصا العقارات السكنية، فعدم وجود السيولة المالية تسبب في إيقاف كثير من المشاريع والاستثمارات العقارية، لكننا في (فاروق القابضة) نختلف عن الشركات الأخرى، والاختلاف أننا لا نعتمد على بيع العقارات في تطوير المشروع، فلدينا تمويلنا الخاص لهذه المشاريع من شركاتنا الأخرى كشركة (آسيا سيل للاتصالات)».

وتابع دارو: «الدعم الحكومي لشركات مجال العقار جيد، لكن كما تعلمون هناك أزمة اقتصادية في إقليم كردستان وهذه الأزمة تسببت في توقف المجال العقاري بشكل كامل عن العمل، هذه الأزمة قد تحتاج عاما كاملا لتحل في السليمانية ودهوك، لأن مجال العقارات فيها يختلف عن أربيل، التي تحتاج إلى 3 أو 4 سنين لحل هذه الأزمة، لأن السليمانية ودهوك تعتمدان على القدرة الشرائية للمواطن الكردي، أما أربيل فهي تعتمد على الزبائن الأجانب، إضافة إلى أن أسعار العقارات الموجودة فيها أكبر من الأسعار في السليمانية ودهوك».

وعن كيفية النهوض بهذا القطاع، قال دارو: «عملية النهوض بهذا القطاع لن تتم إلا بعد تحسن الوضع الاقتصادي بين الإقليم والحكومة الاتحادية، الآن وصل الجانبان إلى الاتفاق، ونتمنى أن يؤثر هذا على حركة سوق العقارات في العام القادم، بعد أن تدخل الاتفاقية حيز التنفيذ».

ويعتبر قطاع العقارات أحد المجالات الكبيرة في شركة فاروق القابضة في إقليم كردستان، فالشركة التي تتخذ من مدينة السليمانية مقرا رئيسيا لها، تواصل مشاريعها العقارية، فالشركة أنجزت الكثير من المشاريع العقارية، كمشاريع كويزة 1 وكويزة 2 السكنية، ومشروع المدينة الجميلة، التي تضم إلى جانب الشقق السكنية، فندقا سياحيا يتكون من 36 طابقا تضم 253 غرفة، فيما يقع مطعم دوار في طابقه العلوي، إضافة إلى مشروع بكرجو غيت (بوابة بكرجو)، والذي يشمل مكاتب إدارية للشركات، وهذا المشروع يوشك العمل فيه على الانتهاء قريبا، ومشروع كورد تاور، وهي من المشاريع العقارية الأخرى التي تنفذها الشركة وهي ما زالت في طور العمل.

أما مشروعها المستقبلي، فهو مشروع مدينة دوكان السياحية، التي تقع على بحيرة دوكان ونهر الزاب الأسفل وسط الطبيعة الخلابة المتمثلة بالجبال الشاهقة والأشجار والبحيرة التي تعتبر أكبر مسطح مائي في الإقليم، وتقع شمال مدينة السليمانية المعروفة بعاصمة إقليم كردستان الثقافية، وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «الشرق الأوسط»، فمشروع مدينة دوكان السياحية التي تستعد فاروق القابضة للبدء بتنفيذها في وقت قريب، يتكون من فيلات وشاليهات سكنية دائمة ومؤقتة، ومدينة ألعاب مائية وتلفريك، حيث سيشغل المشروع مساحة من الأرض تبلغ 100 هيكتار، وتتطلع الشركة المذكورة من خلال المشروع أن تجذب أكبر عدد من السياح إلى إقليم كردستان العراق، فالمدينة ستكون مدينة سياحية بشكل جديد في المنطقة.