عندما قررت الاسبانية ايلينا وخطيبها البريطاني اندي الزواج لم تكن خياراتهما صعبة، فهما يعملان في دبي منذ سنوات، وسيكون من الأرخص لهما عقد زفافهما في أحد فنادق دبي لأن تكاليف الزفاف في بريطانيا عالية جدا، كما انها تحتاج الى سنوات من الحجز المسبق هناك.
اضافة إلى ذلك كان بإمكانهما استدعاء افراد اسرتهم لحضور حفل الزفاف، فأسعار بطاقات السفر اصبحت ارخص، ومع قليل من الحركة والتخطيط يمكنهما الحصول على اسعار جيدة لاقامة افراد الاسرتين في فنادق دبي والاستمتاع في غضون ذلك بالجو المشمس.. وهذا ما كان.
هذه الظاهرة تلقى نموا كبيرا في دبي منذ سنوات قليلة والفنادق في دبي هي المستفيد الاكبر، فهي تحقق عائدات لافتة من قطاع الأعراس المزدهر الذي بات يعد أسرع الجوانب السياحية نموا في دولة الإمارات. ان إقامة استقبال فقط لحفل زفاف على الطريقة الغربية في فندق «ريتز كارلتون» بدبي مثلا يكلف نحو 25 الف دولار. وفيما يبقى الطلب على حفلات زفاف الاماراتيين مستقرا، إلا ان الطلب من المقيمين الأجانب يشهد ارتفاعا مترافقا مع النمو السكاني الكبير لدبي الذي يتراوح بين 3 ـ 4% سنويا.
ويقول مسؤول في أحد الفنادق الكبرى بدبي ان اقبال الأجانب على الزواج في دبي اصبح ظاهرة متنامية خلال السنوات القليلة الماضية على عكس ما كان سائدا من قبل حيث لم تكن هذه الظاهرة منتشرة الى هذا الحد. يضاف الى ذلك ان المرافق الخاصة بحفلات الزفاف التي تثير الإعجاب والإقبال لم تكن شائعة حتى اواخر التسعينات. إلا ان ظهور عدد من الفنادق الفخمة في الإمارة مثل «رويال ميراج» بهندسته المعمارية الشرقية المدهشة جعل منه مكانا مناسبا جدا لحفلات الزفاف، وهو عامل مهم خاصة لدى الاوروبيين الذين يبحثون دائما عن الغريب والجديد والمدهش.
كما تغيرت التركيبة البشرية في الامارة، فهي لم تعد مكانا للعمل لفترة محددة من الزمن للانتقال بعد ذلك الى مكان آخر بل اصبحت الآن مكانا يريد الناس الاستقرار فيه لفترات طويلة. وتقدر شارلوت براودمان مديرة معرض «العروس دبي» عوائد قطاع الأعراس بملايين الدولارات مع تحقيقه لمعدلات نمو بلغت 20% سنويا.
ووفقا لبراودمان، فإن سوق الامارات «تمتلك ثقافة تولي اهمية كبيرة بالأعراس ولا تتفانى في الإنفاق عليها بسخاء». وبالنسبة لفنادق الخمسة نجوم مثل الريتز كارلتون وفندق المتروبوليتان في دبي، فتصل قيمة حفلة الزفاف فيها الى 30 الف درهم (8 آلاف دولار) في ليلة واحدة مما يجعل منها أهم موارد العائدات. تقول سو كريميد، مديرة الترويج في مجموعة متروبوليتان انترناشيونال «تصل عدد الحفلات التي ننظمها في فترة مواسم الاعراس الى سبع حفلات في الشهر، حيث يفضل القائمون على هذه المناسبات إجراء الحجوزات في أوقات مبكرة».
والفنادق ليست الاماكن الوحيدة التي تشهد نموا من هذا النوع، إذ تعتزم قرية البوم السياحية، التي تمتلك أكبر مجمع لإقامة الأعراس في الشرق الأوسط، توسيع خدماتها إلى مناطق أخرى في دولة الإمارات.
ويقول نبيل عضيمان، مدير تطوير الأعمال في قرية البوم السياحية «نقيم ما معدله ست حفلات أعراس يوميا، ونقدم الخدمة الى ما يقارب 10 آلاف شخص في الحفل الواحد. وعملنا على تأسيس شركات شقيقة في امارتي الشارقة وأبوظبي، كما نعتزم القيام بمشاريع عدة مماثلة بهدف تلبية الطلب المتزايد». معرض «عروس» بدبي يستقطب اهتمام الشركات العالمية ويستقطب قطاع الأعراس في الامارات اهتمام الشركات الدولية العاملة في هذا المجال ويدل على ذلك ارتفاع عدد العارضين في معرض متخصص بتجهيزات الأعراس يقام في دبي الشهر المقبل.
وتتوقع آي آي آر التي تنظم معرض عروس 2005 في دبي نمو المعرض بنسبة تزيد عن 50% مقارنة مع دورة العام الماضي.