سلوى الشيباني سيدة الأعمال الظبيانية الحاملة لهم البيئة

نجاحها بدأ بمعالجة النفايات الطبية والصناعية وانتقل للاستثمار العقاري

TT

تسلمت سيدة الأعمال سلوى الشيباني أخيرا جائزة خليفة للتميز عن أداء شركتها «كوندور» المتخصصة في معالجة النفايات الطبية التي أسستها في عام 1995وهو مجال اقتحمه القطاع الخاص في الإمارات بعد أن كان حكرا على القطاع الحكومي، لذا يصبح دخول سيدة أعمال لهذا أمرا استثنائيا. وتفسره الشيباني بأنه يندرج ضمن حبها للمغامرة والطموح ولأن البيئة والحفاظ عليها تأخذان حيزا مهما من تفكيرها فهي تسعى من خلال نشاطها في دنيا الأعمال لأن تحقق هذه الغاية لأنها «تشكل مستقبلنا ومستقبل أبنائنا» كما تقول الشيباني. ولعلها بالريادة وان تكون الأولى في كل خطوة تخطوها دفعها لان تختار العمل في بنك الخليج الأول في عام 1977في فرع السيدات وكانت المرة الأولى التي يخصص فيها فرع للسيدات في أي من البنوك العاملة في الإمارات. وفي عام1981أسست مركز الفراشة للعناية بالرشاقة لكن خطوتها الأهم في عالم الأعمال كانت بتأسيسها «مالتركس» الدولية لتجارة ولوازم البناء وعندما بدأـ العمل في قطاع معالجة النفايات كانت الأولى أيضا في دخول هذا المجال، لترسم خطوتها المعالم الأولى في تطبيقات خصخصة الخدمات. ووفق المعايير الدولية فان حجم النفايات الطبية يقدر بـ 2 كيلوغرام لكل سرير في المستشفيات العادية، و 4 كيلوغرامات في مستشفيات الولادة. ولأن عدد الأسرة في بلد صغير مثل الإمارات ليس كبيرا مقارنة مع دول ذات كثافة سكانية مرتفعة، فان حجم العمل لا يتجاوز 5.3 طن سنويا في إمارة ابو ظبي حيث يشكل القطاع الحكومي الجزء الرئيسي منه لكنه يشكل مردودا جيدا وهو يسجل نموا سنويا يقارب 15%. ووفق هذا المعدل يمكن تقدير النمو في قطاع معالجة النفايات الطبية بشكل عام. وحسب فلسفة الشيباني في عالم الأعمال فانه يمكن للمستثمر الدخول في مشروع ما على بناء نوعين من المشاريع. الأول يمكن قياس أرباحه مباشرة وعلى المدى القصير والآخر وهو ما يمكن تصنيفه ضمن المشاريع الريادية والتي تتطلب وقتا وجهدا قد يمتدا لسنوات لكي تؤتي ثمارها، ومقابل مخاطر ومتاعب البداية في مجال جديد فانه يمكن أيضا تحقيق مزايا التأسيس قبل الآخرين. أسلوب معالجة النفايات الطبية له انعكاساته المباشرة على صحة الإنسان وسلامة البيئة. الأمر الذي يتطلب توفر الشروط القانونية والرقابية التي تكفل جودة تنفيذ العمل. وهو أمر تؤكد الشيباني على أهميته وتعتبر أن الأجهزة الرقابية المختصة تتابع أعمال شركتها بشكل دائم حيث تخضع كافة مواقعها لزيارة المختصين. كما تستخدم لهذا الغرض أحدث المعدات التقنية التي يديرها كادر مدرب. وفي هذا المجال تدخل الشيباني في شراكة مع برنامج المبادلة «اوفست» حيث تملك هذه الأخيرة حصة تقارب 34%. وهو الأمر الذي يجعل الشيباني أكثر حرصا لان يبقى اسمها نظيفا في السوق كسيدة أعمال لا يشوب عملها شائبة. وهي في سعيها إلى الجودة تقدم مثالا ناجحا لشراكة القطاع الخاص مع القطاع الحكومي. التوسع لمعالجة نفايات أخرى من ضمن الخطط المستقبلية للكوندور لمعالجة النفايات الطبية، وهي في هذه الخطوة تعمل للدخول مع شركاء آخرين لاعتقادها بان الاستمرار في النجاح يتطلب وجود شركاء أقوياء. أما الخطوة الأولى لتوسع الشركة «كوندور» فسوف يكون في السودان بعد أن تعاقدت الشركة مع الجهات الطبية هناك، لمعالجة النفايات في العاصمة، ولكنها كانت قد بدأت دراستها أولا على السوق الخليجية، واتخذت قرار التريث لعدم اكتمال البيئة التشريعية اللازمة في معظم دول المنطقة. وهي تعتبر أن القطاع الواعد في هذه الصناعة هو معالجة النفايات الصناعية بعد أن أخذت الحكومة على عاتقها معالجة النفايات المنزلية. المعايير القانونية اللازمة لمراقبة قطاع معالجة النفايات شرط ضروري، لكنه غير كاف، فهناك شرط رئيسي آخر يجب توافره، وهو التحديث والتطوير الدائمين في أسلوب العمل. وهذا يعكس مدى التطور الذي وصلته دولة ما للتخلص من نفاياتها.

« أما عن واقع الحال في إمارة ابوظبي فتصفه الشيباني بانه متقدم جدا خاصة بعد اكتمال البيئة التشريعية المتعلقة بمعالجة النفايات وبعد أن تم إلغاء نظام العمل في المحارق كإحدى وسائل معالجة النفايات. وبالتالي تجنب تأثير تلوث الدخان المنبعث من هذه المحارق خاصة مع وجود مادة «الديوكسين» السامة المسببة للسرطان والناتجة عن احتراق مادة البلاستيك.

« العقار نشاط آخر في أعمال سلوى الشيباني، وهي التي بدأته في شركة «مالتكس» عبر تجارة المواد المتعلقة بهذا القطاع، وأخيرا دخلت الشيباني في إدارة العقار في إمارة ابوظبي. وفي السودان تولت إدارة مجمع الياسمين السكني الذي يتكون من 500 فيلا. وهي تفسر اهتمامها بالاستثمار في السودان كونه يشكل منطقة استثمارية لم يتم اكتشافها بعد أن أحجم عدد كبير من المستثمرين عن اقتحامها، إلا أن الشيباني ولمعرفتها الواسعة في هذا البلد ترغب بالعمل هناك.

« إقامة الشركات والتحالف مع أطراف أخرى أسلوب تؤمن به الشيباني وتعمل به داخل الإمارات وخارجها لأنها لا ترغب كما تقول بحيازة كامل «الكعكة». وأعمالها المزدهرة في سوق العقار جزء من نمو هذا القطاع في إمارة أبو ظبي كما تعتقد الشيباني. وتتوقع أن تشهد السوق هناك نموا ملحوظا في الفترة القريبة المقبلة. كما تشجع قيام شركات عقارية مساهمة «الدار ـ صروح» وتعتبر أن مردودها الايجابي سوف ينعكس على الاقتصاد الوطني والمستثمرين، وحتى شركات العقار الصغيرة القائمة شرط أن تعمل هذه الأخيرة على تطوير أسلوب عملها ليتلاءم مع شروط السوق الحالية ولتستفيد من امكانات هذه الشركات الضخمة وتلعب دور المكمل بدل المنافس.

« الشيباني لم تتخلف مثل معظم المستثمرين عن الدخول في سوق الأسهم. وهي تدير أيضا بعضا من أموال الصديقات. كما تشجع النساء للدخول في سوق الأسهم، كونها تشكل مردودا جيدا حتى ولو ترافق مع شيء من المغامرة شرط أن تبدأ غير الخبيرات بمبلغ بسيط. سلوى الشيباني تشغل موقع مقررة الهيئة التنفيذية للجنة سيدات الأعمال في ابوظبي، وكان لجهودها أثر ايجابي في تأسيس هذه اللجنة قبل نحو ثلاث سنوات. وهي فترة تعتبرها الشيباني مليئة بالنشاطات والإنجازات. ويأتي في مقدمتها التعريف بدور سيدة الأعمال الظبيانية داخل الإمارات وخارجها. كما تركز على جذب العديد من الفتيات المبتدأت في عالم المشاريع الصغيرة. وأخيرا حضرت الشيباني مؤتمرا في تونس ضم سيدات أعمال من مختلف أنحاء العالم، ضمن مجموعة من سيدات الأعمال العربيات تجاوز عددهن 200، وهو رقم يعكس، حسب الشيباني، إحدى نجاحات هذا المؤتمر، وترافق المؤتمر مع تصريحات أميركية تؤكد على أهمية دور المرأة في المجتمعات العربية في عملية الإصلاح والتغيير الديمقراطي، ولذا فقد علق بعض المتابعين على الدور السياسي لهذه المؤتمرات نافيا عنه صفة «البراءة» وبأنه حدث اقتصادي بحت. أما الشيباني فقد تحدثت عن أهمية الورش الاقتصادية التي تخللت أعمال المؤتمر ومنها التسويق وفن الإدارة وغابت الورش التي تبحث الشأن السياسي وهو ما يدل حسب الشيباني على أن الموضوع الرئيسي للمؤتمر كان الاقتصاد، إضافة لتوفيره فرصة التعارف بين المحاضرات والالتقاء بسيدات يملكن باعا وتأثيرا قويين في محيطهن « خاصة بعض العائدات من أوروبا وأميركا. وحسب الشيباني فان المؤتمر قدم في الوقت نفسه نماذج مشرفة للمرأة العربية المتعلمة الناجحة في عملها والواثقة من امكاناتها وهو ما يسهم بتغيير حقيقي في أذهان الحاضرات من الدول الغربية ويعطي مثالا حقيقا يسهم بتغيير الآراء المسبقة التي حملتها بعض من أولئك النسوة. وبغض النظر عن رؤية الغرب لدور سيدات الأعمال العربيات في مجتمعاتهن فان الشيباني تعتقد أن لهؤلاء دورا مهما في تشجيع الفتيات المتعلمات على دخول عالم الأعمال من دون انتظار فرص الوظيفة. وخاصة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تشكل العمود الفقري في اقتصادات الدول المتقدمة.