المهندس السعودي فرحان البليهد يحقق إنجازا متميزا في قطاع الإنشاءات

استخدم تقنية الحاسب الآلي لإطالة العمر الافتراضي للمنشآت والمباني

TT

الطموح وحده هو الدافع الذي يقود الى تحقيق الاحلام مهما كانت الصعاب في تحقيق الهدف. وتختلف درجات الطموح من شخصية الى اخرى تحددها الميول والرغبات. المهندس السعودي فرحان بن خالد البليهد هو احد الذين تنطبق عليهم تلك الكلمات. ويشغل البليهد منصب مدير ادارة الصيانة العامة بجامعة الملك عبد العزيز بجدة وهو نفس المجال الذي درسه وتخصص به في جامعة «هيربوت وات» البريطانية. أخيرا حصل على جائزة مهندس الصيانة المتميزة من المعهد العربي للتشغيل والصيانة بعد ان تمكن من تطويع تقنية الحاسب الآلي لإطالة العمر الافتراضي للمنشآت والمباني، وتلقى الدعوة لتسلم الجائزة في الملتقى الدولي الرابع للتشغيل والصيانة ببيروت والمنعقد في الفترة من 20 ـ 23 يونيو الجاري. ويقول المهندس فرحان البليهد عن الجائزة «هذه الجائزة مقدمة من المعهد العربي للتشغيل والصيانة ومقره الرئيسي بيروت، وبالمناسبة فإن هذا المعهد يهتم بهندسة التشغيل والصيانة وإدارة أعمالها في البلدان العربية وهذه الجائزة سميت بجائزة الحريري تقديراً للرئيس الراحل رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق.

واضاف: تم تحديد موضوع الجائزة لأفضل مهندس صيانة قام بتقديم مجهودات وممارسات في مجال تخفيض تكاليف الصيانة في أي من الدول العربية وكانت شروط الترشيح أن لا تقل خبرة المهندس المرشح عن خمس سنوات، ان يتم الترشيح من قبل جهة العمل وان يرفق شرح مفصل للمجهودات والممارسات التي قام بها المرشح مع التركيز على أعمال خفض تكاليف الصيانة للعام الأخير. وحول العلاقة بين الصيانة بتطور تقنيات البناء، قال: «المباني بكافة انواعها واستخداماتها تشمل الجانب المعماري والإنشائي (نسيج المبنى) والجانب الالكتروميكانيكي، وقديما كانت نسبة تكلفة هذين الجانبين من 20% ـ 80 % على الترتيب أما في عصرنا الحاضر أصبحت النسبة 50% ـ 50% أي أن تكلفة التجهيزات والأنظمة الكهربائية والميكانيكية بالمباني تساوي التكلفة المعمارية والإنشائية وتزيد عنها في حال المباني الصناعية، وغالبا ما يتم إنشاء هذه المباني لعمر تشغيلي معلوم، والصيانة هي المحافظة على نسيج وأنظمة المبنى على حالتها التي تسلمت بها عند بنائها طيلة عمرها التشغيلي، مع إمكانية تمديد ذلك لفترات أطول. ويضيف المهندس فرحان البليهد قائلا « تمثل قيمة المباني والمرافق في أي أمة بقطاعيها العام والخاص ما نسبته 60% على الاقل من المكتسبات الوطنية الثابتة، وتشمل المباني والمرافق ومكونات البنية التحتية والخطوط السريعة ومباني المطارات والمستشفيات والجامعات والمدارس والمصانع والمراكز التجارية والسياحية والمساكن وغيرها من المنشآت، وليست هذه الثروة الوطنية نتاج سنين طويلة فقط بل هي سبب في إنتاج اقتصاد وثروات جديدة للشعوب، ومن هنا نفهم أهمية صيانة هذه المرافق والمشاريع العملاقة واتخاذ الخطوات اللازمة للمحافظة على استمراريتها وكفاءة أدائها لسنين طويلة والاستفادة من كامل طاقاتها وخدماتها لا سيما أنه يصعب تعويض مثل هذه المرافق وإنشاء مشاريع جديدة في الأوضاع الاقتصادية الحرجة. وبالرغم من ذلك نجد أن حجم الإنفاق على الصيانة يقل بكثير عن المستوى المطلوب مقارنةً بالنشاطات الأخرى التي تستخدم المنشآت والمباني مما يؤدي إلى تقبلها السريع قبل وصولها إلى عمرها الافتراضي. وعن تقييمه لإدخال الحاسب الآلي في عملية الصيانة ومدى تأثيرها في عملية الصيانة قال «الحاسب الآلي هو عامل مساعد في المقام الأول وأي منشأة تحتاج لاستخدام الحاسب الآلي ونظراً لتكرار أعمال الصيانة وروتينية إجراءاتها، فهو ذو فائدة من ناحية الدقة في العمل ومن ناحية توفير الجهد والوقت بالإضافة لعملية الأرشفة و لعمليات الصيانة والمتابعة الدورية. ففي أحد المشاريع الجديدة بلغت مصاريف الصيانة 9 ملايين ريال سنوياً قبل استخدام نظام إدارة الصيانة بالحاسب الآليCMMS وبعد استخدام النظام تم خفض التكلفة إلى 7 ملايين خلال ثلاث سنوات من استخدام النظام وأضاف البليهد قائلا: «أي مشروع كبير يحتاج لبرنامج تشغيل وصيانة متكامل مبني على أساس تخطيط استراتيجي يبين الأهداف والسياسات والإجراءات وطرق إعداد العقود وإدارتها وطرق التنفيذ والمراقبة وإعادة التخطيط وتطوير المواصفات القياسية واستخدام التقنيات الحديثة بهذا المجال والتدريب والتأهيل ويلزم ذلك المخصصات المالية الكافية وتبلغ النسبة الصحيحة المستخدمة لحساب ميزانية الصيانة 3 ـ 5 % سنوياً من قيمة المنشأة في تلك السنة وذلك لتوفير نظام متكامل يشمل الصيانة والنظافة والتشغيل. وحول رأيه في المصاعب والمعوقات التي تواجه إدارات الصيانة. قال «هناك العديد من المصاعب التي يأتي في مقدمتها: جهل الكثير بالممارسات الصحيحة للصيانة واعتبار الصيانة مركز تكاليف وليس نشاطا إنتاجيا، وعدم إدراك أن تأخير أعمال الصيانة يؤدي إلى سرعة تلف المنشآت والمعدات. كما انه جرت العادة على ان يتم اتخاذ قرارات الإنفاق على الصيانة وتحديد ميزانيتها على أساس تنازلات للحصول على الاحتياجات الآنية للمنشأة من دون اعتبار المدى الطويل للمحافظة عليها، إهمال الكثير من مدارس الهندسة الأكاديمية لموضوع الصيانة وقلما يشتمل البرنامج الاكاديمي على أي مادة عن إدارة الصيانة، والخلط بين اقسام الصيانة كعمل فني مباشر يمارسه المتخصص والجانب الإداري للتخطيط والجدولة والقياس. هذا بالاضافة الى غياب المواصفات القياسية لأعمال الصيانة وطرق تنفيذها. وحول طموحاته المستقبلية في محيط الجوائز التقديرية قال المهندس فرحان البليهد: «على المستوى العالمي هناك العديد من الجوائز العالمية التي يطمح أي شخص في الحصول على أي منها، ولكنني أؤمن أن ما يخدم البشر وتنعكس نتائجه ايجابياً على الاقتصاد القومي هو أكبر جائزة من الممكن أن يحصل عليها أي مهندس لديه انتماء قوي للوطن، وأتمنى أن أسهم بشكل أو بآخر في هذا المجال.