محمد إبراهيم كامل: بدأت العمل بتعاقد مع رولز رويس وأعشق الطيران والغطس

TT

حصل محمد ابراهيم كامل، ابن رجل الأعمال الشهير في مصر د. ابراهيم كامل، على رخصة طيران أخيرا، وهو من زاوية أخرى يعشق الغطس، وتلخص هاتان الهوايتان شخصية محمد الابن، وتؤكدان على سمته الأساسية، وهي محبة الغوص، أرضاً وسماء، من خلال العلم والتعلم، للوصول إلى الهدف المنشود، وإلى التحقق، ولذلك حصل محمد كامل أخيرا على الماجستير في ادارة الأعمال من «هارفارد» وهناك جاءه عرض من «بان اند كومباني» أكبر شركة استشارات بريطانية، فقبله وسيسافر إلى انجلترا في سبتمبر المقبل ليمكث هناك لعام أو عامين، لتنويع وتعميق خبراته. وقد ولد محمد كامل، كبيراً، في عالم الأعمال (مواليد أغسطس 1978)، فكان أول عمل تولاه بعد التخرج من قسم الاقتصاد بالجامعة الأميركية، هو تقديم عرض إلى شركة رولز رويس، لتقبل التعاقد مع شركة «سيروكو» للطيران، احدى شركات مجموعة »كاتو« التي يرأسها ابراهيم كامل، وذلك بنظام «ريفيني شير» وقد نجح بالمهمة، وسيتم خلال أيام بالمناسبة، تصدير ثالث طائرة تنتجها «سيروكو» مزودة بمحرك رولز رويس طبقاً لهذا العقد. وبعد ذلك تنوعت الاهتمامات بقدر تنوع نشاط المجموعة ما بين الصناعة والسياحة والخدمات، ويعتقد محمد كامل أن لدى الجيل الجديد خبرات في مجال التسويق والتمويل وأسواق المال لم تكن متاحة أمام الجيل القديم من رجال الأعمال بصفة عامة، كما يعتقد أيضاً أن الجيل الجديد عليه أن يتعلم سعة الأفق وقوة الانتماء الوطني اللذين تميز بهما الجيل القديم، ويدعو إلى أن تساعد الدولة في خلق نظم قانونية وتشريعية تتيح لكل صاحب فكرة، أن ينفذ مشروعه، ولو لم يكن لديه مال، وتأسيس العشرات من شركات «الفينشر كابيتل» في مصر، ويقول انه ما زال من الصعب في مصر أن تجد القيادات الادارية المناسبة، بصفة خاصة لتولي رئاسة الشركات أو الوظائف العليا، ولهذا يضطر رجال الأعمال في الغالب إلى ترؤس شركاتهم والقيام بأعمال ما كان يجب أن يقوموا بها ليتفرغوا لرسم السياسات والاستراتيجيات، ويضيف: لكن الوضع يتغير شيئاً فشيئاً، وهناك جيل يحاول اثبات ذاته وتعليم نفسه ليواكب العصر، ويبقى أن تكون النظم في الشركات، قادرة هي الأخرى على تفجير طاقاته، ويؤكد أنه ذاته عاين ضعف النظم حين تولى لفترة مسؤولية الشركة الأهلية للأغذية، وهي احدى شركات المجموعة، ومن ذلك أنه لم تكن هناك نظم للتخاطب بين الادارات المختلفة، ولم يكن هناك نظام يتيح التعرف على مواطن الخلل إذا وجد عيب في شحنة مصدرة ويقول محمد كامل ان تنوع شركات مجموعة والده أربكه في البداية، لكنه سرعان ما اكتشف أنه يستطيع، بل ويفضل أن يتعامل مع الناس، بصرف النظر عن نوع النشاط وأنه ينجح أكثر كلما كان أقرب من العاملين، وقد تولى المسؤولية عن 4 شركات تباعاً. ويشير إلى أنه مشغول الآن بخلق مشروعات جديدة للمجموعة واستقطاب شركاء لشركة المطارات، التي تملك مطار العلمين أو في المشروعات السياحية في «غزالة» على البحر الأحمر، مشيراً إلى أنه معتن بقوة بتقوية علاقات المجموعة بالمستثمرين العرب، لأن هذا الجانب، لم يكن قد أخذ ما يستحق من اهتمام من قبل، ولم يشترك محمد كامل في عضوية جمعية شباب رجال الأعمال بعد، لسبب بسيط، هو أنه، وكما يقول، لا يود أن يدخل في أي عمل من دون أن يكون لديه الوقت للعطاء فيه، وقد رأيت حين سافرت إلى هارفارد أنني لن أتمكن، بل وقد كنت عضواً في أمانة قطاع الأعمال بالحزب الوطني، لكنني انسحبت عند السفر، لنفس السبب، ولأنني سأسافر إلى انجلترا في سبتمبر، فسيظل الموقف كما هو لحين العودة. ويقول محمد كامل ان أمام مصر شوطا طويلا لترفع معيشة شعبها ومستوى دخل الفرد، ولا بد للقطاع الخاص أن يلعب دوراً كبيراً في هذا المجال بما أننا نسير في اتجاه الخصخصة وانسحاب القطاع العام، ويؤكد أن الدور يبدأ من المنشأة ذاتها ثم يمتد إلى المنطقة المحيطة، ثم الوطن ككل. ويقول: هي أشياء بسيطة في الانفاق على الصحة أو التعليم أو الرعاية الاجتماعية أو النشاط الترفيهي، لكنها عظيمة الأثر في نفوس الناس، وبالنسبة إلى مجموعتنا بشكل خاص، فأنا أسعى إلى أن تكون علاقة العمل أسرية، مليئة بالحب والانتماء، ولا أفضل أسلوب كثرة التنقل، مع تقديري لدوافع أفراده، وأرى أن تقديم ما يدعم انتماء العامل، هو رهان صحيح للشركة والعامل معاً في المستقبل، ويدعو محمد كامل كل مصري مسافر إلى أن يعود بعد فترة، لأن دور السفر هو تحصيل الخبرة وليس خلق وطن بديل، ولأن مصر بحاجة لجهود كل أبنائها ويدعو الحكومة مرة أخرى إلى تحفيز الموهوبين، وتحفيز الشركات باعفاء كل التبرعات من الضرائب، ويختتم «أنا أعشق الطيران وأعشق الغطس، وأظن أن التقدم لا يأتي من عمل بالعرض ولكن بالعمق!».